[كأس وغانية]
ـ[محمد مسعد ياقوت]ــــــــ[04 - 05 - 09, 01:16 ص]ـ
بقلم محمد مسعد ياقوت
كأس وغانية .. يفعلان بالأمة المحمدية ما لايفعله ألف مدفع " ... !
هكذا قال أعداء هذا الإسلام، وهكذا أوضحوا أسهل الطرق التي يُؤتى منها الشباب المسلم.
وإغراء الشباب بالغانية والكأس لصدهم عن سبيل الله؛ ليست نظرية حديثة، بل قديمة، والدليل هذا الموقف من السيرة:
...
أبو بصير أعشى بن قيس بن ثعلبة، -واسمه ميمون بن قيس.- شاعر من شعراء العرب المشهورين، وكان يفد على الملوك لاسيما ملوك فارس، وخرج إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يريد الإسلام، وقال يمدح النبي – صلى الله عليه وسلم - في قصيدة مطلعها:
أَلَمْ تَغْتَمِضْ عَيْنَاك لَيْلَةَ أَرْمَدَا ... وَبِتّ كَمَا بَاتَ السّلِيمُ مُسَهّدَا
وَمَا ذَاكَ مِنْ عِشْقِ النّسَاءِ وَإِنّمَا ... تَنَاسَيْتَ قَبْلَ الْيَوْمِ صُحْبَةَ مَهْدَدَا
قال ابن قتيبة في " طبقات الشعراء ": " وكان الأعشى جاهلياً قديماً وأدرك الإسلام في آخر عمره، ورحل إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- في فترة صلح الحديبة، فسأله أبو سفيان بن حرب عن وجهه الذي يريد، فقال: أردت محمداً. قال: إنه يحرم عليك الخمر والزنى والقمار. قال: أما الزنى فقد تركني ولم أتركه، وأما الخمر فقد قضيتُ منها وطراً، وأما القمار فلعلي أصيب منه عوضاً. قال: فهل لك إلى خير من هذا؟ قال: وما هو؟ قال: بيننا وبينه " هدنة " فترجع عامك هذا، وتأخذ مائة ناقة حمراء، فإن ظفر بعد ذلك أتيته، وإن ظفرنا كنت قد أصبت من رحلتك عوضاً. فقال: لا أبالي! فأخذه أبو سفيان إلى منزله وجمع عليه أصحابه وقال: يا معشر قريش، هذا أعشى قيس! ولئن وصل إلى محمد ليضربن عليكم الأرض قاطبة! فجمعوا له مائة ناقة حمراء، فانصرف فلما صار بناحية اليمامة ألقاه بعيره فقتله. انتهى. [عبد القادر البغدادي: خزانة الأدب 1/ 62، وانظر: ابن هشام 1/ 386، 387].
...
هذه القصة، تبين لك كيف كان أعداء هذا الدين قديمًا وحديثًا يستخدمون سلاح " الشهوة " في الحرب على الإسلام وصد الشباب عن الدين. وقد علم أعداء هذا الدين سواء كانوا من الوثنيين أو اليهود أوالمنافقين، أوالنصارى من بعدهم، أن كأسَ خمرٍ، وامرأةً بغيًا، وطاولةَ قمارٍ، تفعل بالشباب الأفاعيل، وتدع الحليم حيران.
وهكذا - في عصرنا – لا زالت هذه الأسلحة الغريزية ـ الكأس والغانية والطاولة ـ، في حرب ناعمة، بالمخدرات وبالجنس وبالقمار، حربٌ تدور رحاها؛ تستهدف العقل المسلم، تستهدف العفة والفضيلة، تستهدف الشاب المسلم والفتاة المسلمة.
...
السلاح الأول: كأس
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " [المائدة90]
فالخمر أم الخبائث، وقد قدمها الله في التحريم على الأنصاب – التي هي من الكفر- والأزلام – التي هي من الشرك -! ومن الخمر يتفرع كل مخدر ومسكر ومفتر، من السيجارة مرورًا بالقات والحشيش وحتى الهروين .. وكلها وسائل لقتل النفس!
وكم من شاب ضل بعد هدى؛ بعد جرعة خمر، أو لَقمة سيجار، أو شمة هروين! إن أم الخبائث أبت على شاربها ألا أن يقع في كل الفواحش والكبائر، فكان فيما مضى أن امرأة حبست شابًا وخيرته بين الزنى بها، أو أن يرتشف معها خمرًا، أو أن يقتل غلامًا بعينه، فأبى، فشددت حبسه، فانصاع لها، فشرب الخمر ظنًا منه أنه ارتكب أقل المحظورات، فلما شرب سكر، فلما ثمل زنى بها وقتل الغلام!
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ " [النور: 21]
السلاح الثاني: غانية
فالصور التي تعرض الأجسام المكشوفة، والأفلام التي تزين الفاحشة، والأغاني التي تروج للرذيلة؛ كلها وسائل لصد الشباب عن الإسلام، والدفع به في طريق العهر والخنا، والدعر والزنى.
¥