انه ما ان انتهينا من الصلاة حتى وقف ضابط ايطالي يبدو ان عمره في الخمسينات كان واقفا يراقبنا بكامل زيه العسكري ثم تقدم و اقترب من الإمام الذي صلى بنا بعد انتهائنا من الصلاة و كنت استمع جالسا للمحادثة
فسأل الضابط بتعجب ماذا تفعلون؟
فأجاب صديقي الإمام نصلي لله تعالى
قال الضابط وما هذا الدين؟
قال الامام الاسلام
قال بتعجب بالغ (الاسلام! ولكن الاسلام دين سفك دماء وارهاب وقتل
رد الامام بكل هدوء و ثبات ... ليس كذلك بل الاسلام دين محبة و دين سلام
ثم استأذناه قائمين للنصرف .....
فقال الضابط بصوت كانه ينادينا فيه وكيف يمكن لشخص ان يكون مسلما؟
قال الامام ببساطه يذهب الى المركز الاسلامي يعلن اسلامه
قال الضابط اريد ان ادخل في هذا الدين
قال الامام لماذا؟ ظنه يستهزيء فأحب ان يختبره
فقال الضابط (نحن نعلم الطلاب الملتحقين بالجيش ست سنوات كيف ينضبطون في صف واحد و يتحركون سويا بإتقان و انتم خلال خمس ثواناصطف عشرون رجلا لا تعرفون بعضكم و تتبعتم امامكم بكل دقة وانضباط ... اشهد ان الذي علمكم هذا ليس بشرا بل لابد ان يكون رب هذا الكون المستحق للعبادة.
اقشعر جسدي و انا استمع من الرجل الايطاليقصته فقلت له اكمل فقال:
ذلك الضابط الآن اسمه "عبدالرحمن" اسلم و حسن اسلامه و اذا اردت ان اخبرك عن مكانه الآن اقول لك هو في مترو الانفاق لقد تقاعد من الجيش واستلم مستحقاته ومن بينها بطاقة مجانية للمواصلات يدخل المترو المكتظ بالناس من الصباح الى المساء و قد اطلق لحيته البيضاء و استدار وجهه كأنه البدر ثم يقول للجالسين بالقطار و باللغة العربية التي حفظ منها كلمته المعتاده قائلا "اشهد أن الله حق وان محمدا صلى الله عليه وسلم حق و ان الجنة حق و ان النار حق وان يوم القيامة حق" ثم يسرد المواعظ باللغة الايطالية فيخرج معه عند الوصول الى محطة النزول عشرة الى خمسة عشرة شخصا يشهرون اسلامهم فيما بعد وهذا حاله منذ ان اعلن اسلامه يوميا ....
يتابع الايطالي مسردا لي القصص العجيبة التي رآها وسمعها بنفسه
فيقول:
وفي احد الايام و بينما انا في المركز الاسلامي في ايطاليا اذ تقابلت مع رجل شاب ايطالي اعطاه الله من جمال الشكل والوسامة الشيء الكثير ملتحي يتلألأ وجهه نورا اسمه احمد فسألته عن احواله و من اي المدن هو فأخذ يسرد لي قصته ويقول عن نفسه احمد:
كنت اعيش في مدينة ميلانو عمري لم يتجاوز الثالثة و العشرون اعيش في الظلام ورثت عن والدي المتوفي مبالغ كبيرة جدا وقصور و مصانع وسيارات فارههة حتى كنا نعد من العائلات ذات الثراء الفاحش في ايطاليا لم يكن يعيش في القصر معي سوى امي و اختي.
كنت لا اترك يوما من عمري بدون عشيقة وخمر ومخدرات منذ اللحظة التي استيقظ فيها وحتى انام فادمنت المخدرات بكل اصنافها و انواعها
كنت اذا رجعت القصر على هذه الحالة وأجد امي امامي اقوم بضربها ضربا شديدا وادخل الى غرفتي و انام وكان هذا حالي معها كل يوم تقريبا حتى انها اصبحت تختبئ مني حتى افيق ...
كنت اذا خرجت من باب قصري بسيارتي الفارههة اجد عند باب قصري اكثر من احد عشرة فتاة من اجمل الجميلات ينتظرنني ليركبن معي وأتسلى بمن يقع عليها الاختيار في ذلك اليوم ثم ابدلها باخرى في اليوم التالي ....
ومع ذلك لم اشعر بالسعادة يوما حتى انني كنت اشعر بضيق شديد يعتصر صدري كنت عابس الوجه غليظا شديد العصبية خرجت في احد الايام الى احد المقاهي في فترة الظهيرة و لم ارغب اصطحاب اي من الفتيات معي واشتريت جريدة وطلبت كوبا من القهوة وجلست اقرأ في المقهى على طريق المشاة.
فإذا انا برجل يقف بهدوء خلف كتفي وانا لا التفت اليه يسألني مبلغ مئة ليرة ايطالية و يقول اريدها دينا ارجعه لك بعد شهر (والمئة ليرة ايطالية لا تساوي شيئا يذكر تقريبا عشرة ريالات سعودي او أقل)
يقول فأخرجتها من جيبي ورفعت يدي الى الخلف دون النظر اليه وطلبت منه الانصراف لأنني لا احب المتسولين فلم اكن اطيق النظر اليهم.
واستمريت على حالي هذا و بعد شهر تقريبا كنت في ذات المقهى احتسي قهوتي كعادتي واذا بذلك الرجل يعود الى ويضع يده على كتفي مرة اخرى فالتفت اليه وكان كبيرا ذو لحية بيضاء وجرى بيني وبينه الحوار التالي:
احمد: ماذا تريد؟
¥