في حين تجدنا نتحدث عن الغضب ... وخطورته ... والأدلة الكثيرة المحذرة منه ... والأجور العظيمة المترتبة على الصبر عليه، والتصبر من أجله.
قد تغضب عندما ترى تقصيرا في حق الله تعالى ... من نفسك أو من أحد أبنائك أو أقاربك ونحوهم.
وقد تغضب إذا انتهكت محارم الله.
وقد تغضب إذا رأيت انتشار المعاصي وتفشّي المنكرات.
وهذا لا أقصده.
ما أقصده هو الغضب لبعض الأمور الدنيوية التي لايزيدها غضبك إصلاحا ... ولاينقصها غضبك تأثيرا.
مثال /
- قد يخطئ عليك أحدهم وهو في سيارته ... فتغضب، وتحنق، ويرتفع ضغط الدم عندك ... وقد يتلفظ البعض بما لايليق ... طيب: (وبعدين؟!) ...
هل أفادك هذا الغضب في شيء؟! ...
هل سيتأثر السائق ويرجع إلى بيته ... متذكرا غضبك!! ... وعازما على التوبة مما تسبب به عليك؟! ...
هل سبيت تلك الليلة مغتمّا حزينا على أنه أغضبك؟!.
صدقني ... لم يلتفت إليك ... ولن يلتفت إلى مثلك ... وعندنا يقولون: (ما درى عنك).
فلو قلت لنفسك: (مشّي) ... فإذا غضبتُ ... ماذا يحصل ... يعني (وبعدين؟!) .... أحسب أن ذلك أولى وأحرى وأجدر ... وأفضل لصحتك.
- قد يوقفك رجل المرور ... فيعطيك مخالفة ... ترى أنك لاتستحقها ... فتجد بعضنا يغضب ... ويشتد كلامه على رجل المرور ... وقد يتوعده بالدعاء عليه!!.
طيب: (وبعدين؟!) ...
هل ألغيت المخالفة؟! ...
هل اعتذر منك رجل المرور وندم على مخالفتك نتيجة لغضبك؟! ...
غالبا: لا.
إذن خسرت الاعتذار ... وخسرت إذلالك النفس لذلك الرجل ... وبعدها مخالفة على داير الملّيم:) ... كما يقال ...
لذلك: خذها ... مبتسما ... داعيا الله أن يأجرك في مصيبتك.
تنبيه /
الغالب أن رجل المرور لايتنازل ... فلاتتعب نفسك.
- قد تتأخر زوجتك في إحضار الغداء ... فتغضب من أجل ذلك ... وتُكتّم:) أثناء الغداء ... طيب: (وبعدين؟!) ... هل هذا الغضب قدم الغداء ... أو سد جوعتك ... أو أصلح زوجتك؟! ...
غالبا: لا ... وأرجو أن أكون مخطئا في الثالثة.
- لطيفة:
قد أغضبني ابني الصغير أصلحه الله ... في هذه الدقائق التي أكتب فيها هذه الكلمات ... فتذكرت القاعدة ... وقلت لنفسي: هو طفل صغير ... وهو لايعي معنى الغضب ... ومعاني الخطأ ... فهل غضبي سيغير من الخطأ الذي وقع فيه ... يعني إذا غضبت: (وبعدين؟!) ...
بعدها بثواني ... جاء بجواري يتبسم ...
فقلت: أرأيت ... غضبك لم يزده إلا ابتسامة ...
إذن: (وبعدين؟!) ... غضبتُ أو لم أغضب: (وبعدين؟!) ...
أنا الذي أتعب من الغضب وهو الذي يتبسم:) .... صدق حرق أعصاب:).
أصلح الله الأحوال.
ـ[أبو بكر الأثري]ــــــــ[19 - 05 - 09, 04:39 ص]ـ
من أكثر ما يؤثر في نفسي،
والله المستعان
بارك الله فيكم جميعا ...
ـ[المسيطير]ــــــــ[27 - 05 - 09, 12:20 ص]ـ
روي أنه كان في مجلس الإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى، جماعة يأخذون عنه العلم، فقال قائل: قد حضر الفيل.
فخرج أصحابه كلهم للنظر إليه إلا يحيى بن يحيى الليثي الأندلسي، فإنه لم يخرج.
فقال له مالك: لمَ لمْ تخرج لترى هذا الخلق العجيب فإنه لم يكن ببلادك؟!.
فقال: إنما جئت من بلدي لأنظر إليك، وأتعلم من هديك وعلمك، ولم أجئ لأنظر إلى الفيل.
فأعجب به مالك رضي الله تعالى عنه، وسماه عاقل أهل الأندلس، ثم إن يحيى عاد إلى الأندلس، وانتهت إليه الرئاسة بها.
---
رأيتَ الفيل!! ... طيّب (وبعدين؟!).
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[27 - 05 - 09, 12:26 ص]ـ
ماشاء الله تبارك الله
ـ[محمد محمود أمين]ــــــــ[27 - 05 - 09, 12:28 ص]ـ
لو استخدم الانسان هذه القاعدة على أتم وجه لكان أكثر وقته فى صمت " ابتسامه "
ـ[المسيطير]ــــــــ[05 - 06 - 09, 06:47 م]ـ
ذكر الشيخ سليمان الجبيلان هذه القصة اللطيفة ... أنقلها بمعناها:
يروى أن رجلا كان يصيد السمك وقد وضع الشبكة ليصيد فيها صيد يوم واحد فقط ... ثم يأخذ بعضه إلى السوق ... فيبيعه ويأكل ثمنه، والآخر يأخذه إلى منزله ليأكله.
زاره صاحبه، وقد وضع الصياد إحدى رجليه على الأخرى، وينتظر صيده.
فقال له صاحبه: هل أنت في راحة مع هذا العمل؟!.
قال الصياد: نعم، ماذا تقصد؟!.
فقال الرجل: لماذا لاتتوسع في عملك؟!.
فقال الصياد: ماذا تقصد؟!.
فقال الرجل: لماذا لا تأخذ بدلا من الشبكة شبكتين؟.
فقال الصياد: وبعدين؟!.
فقال الرجل: وبعدين ... تحاول أن تشتري قاربا صغيرا ... تصيد به.
فقال الصياد: وبعدين؟!.
فقال الرجل: وبعدين ... يكون لديك متجرا تبيع فيه فتربح.
فقال الصياد: وبعدين؟!.
فقال الرجل: وبعدين ... يكون لديك عمالا يعملون عنك في البحر ... ويمدونك بالصيد في المتجر.
فقال الصياد: وبعدين؟!.
فقال الرجل: وبعدين ... تستطيع أن تتوسع في المتجر ... فيكون لديك أكثر من متجر.
الصياد: وبعدين؟!.
فقال الرجل: وبعدين ... تستطيع أن تتوسع في متاجرك، فتسيطر على السوق.
فقال الصياد: وبعدين؟!.
فقال الرجل: وبعدين ... تكون أنت تاجر السوق ... فتصدر الصيد إلى الخارج.
فقال الصياد: وبعدين؟!.
فقال الرجل: وبعدين ... تضع رجلا على رجل ... وأنت مرتاح.
فقال الصياد: أنا الآن ... أضع رجلا على رجل ... وأنا مرتاح:).
.
¥