تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[اصرف بصرك]

ـ[أبي الفضل آل سالمان]ــــــــ[07 - 05 - 09, 08:11 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

كف بصرك عن الحرام

الحمد لله ذي الجلال والإكرام، والصلاة والسلام على محمد خير الأنام، وعلى اله وأصحابه البررة الكرام .. ما بعد:

أخي المسلم:

اعلم أن إطلاق البصر سبب لأعظم الفتن، فكم فسد بسبب النظر من عابد، وكم انتكس بسببه من شباب وفتيات كانوا طائعين، وكم وقع بسببه أناس في الزنى والفاحشة والعياذ بالله.

فالعين مرآة القلب، فإذا غض العبد بصره غض القلب شهوته وإرادته، وإذا أطلق العبد بصره أطلق القلب. شهوته وإرادته، ونقش فيه صور تلك المبصرات، فيشغله ذلك عن الفكر فيما ينفعه في الدار الآخرة.

وما كان إطلاق البصر سببا لوقوع الهوى في القلب أمر الشارع بغض البصر عما يخاف عواقبه، فقال تعالى: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون، وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ... [النور:30 - 31].

النظر وخطورته

قال الإمام ابن القيم: أمر الله تعالى نبيه أن يأمر المؤمنين بغض أبصارهم وحفظ فروجهم، وأن يعلمهم أنه مشاهد لأعمالهم مطلع عليها: يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور [غافر:19]، ولما كان مبدأ ذلك من قبل البصر جعل الأمر بغضه مقدما على حفظ الفرج، فإن كل الحوادث مبدؤها من النظر، كما أن معظم النار من مستصغر الشرر، تكون نظرة .. ثم خطرة .. ثم خطوة .. ثم خطيئة، ولهذا قيل: من حفظ هذه ا لأربعة أحرز دينه: اللحظات، والخطرات، واللفظات، والخطوات.

قال: والنظر أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان، فإن النظرة تولد الخطرة، ثم تولد الخطرة فكرة، ثم تولد الفكرة شهوة، ثم تولد الشهوة إرادة، ثم تقوى فتصير عزيمة جازمة، فيقع الفعل ولابد ما لم يمنع مانع، ولهذا قيل: الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده.

كل الحوادث مبدأها من النظر ... ومعظم النار من مستصغر الشرر

كم نظرة فتكت في قلب صاحبها ... فتك السهام بلاقوس ولاوتر

والعبد ما دام ذا عين يقلبها ... في أعين الغيد موقوف على الخطر

يسر مقلته ما ضر مهجته ... لا مرحبا بسرور عاد بالضرر

أحاديث وأثار في فتنة النظر

1 - قال النبي: {ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء} [متفق عليه].

2 - وقال: { ... فاتقوا. الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء} [رواه مسلم].

3 - وعن جرير بن عبدالله قال: {سألت رسول الله صلى عليه وسلم عن نظرة الفجاءة فأمرني أن أصرف بصري} [رواه مسلم]. وعند أبي داود أنه قال له. {اصرف بصرك}.

4 - وقال عليه الصلاة والسلام. {يا علي، لا تتبع النظرة النظرة؟ فإن لك الأولى، وليست لك الآخرة} [رواه الترمذي وأبو داود وحسنه الألباني].

5 - وقال: {العينان تزنيان، وزناهما النظر} [متفق عليه].

أخي الحبيب:

وكان السلف الصالح يبالغون في غض البصر؟ حذر أمن فتنته، وخوفا من الوقوع في عقوبته.

قال ابن مسعود رضي الله عنه: ما كان من نظرة فان للشيطان فيها مطمعا.

وكان الربيع بن خثيم رحمه الله يغض بصره، فمر به نسوة، فأطرق - أي أمال رأسه إلى صدره - حتى ظن النسوة أنه أعمى، فتعوذن بالله من العمى!!

قال ابن عباس رضي الله عنهما: الشيطان من الرجل في ثلاثة منازل: في بصره، وقلبه، وذكره، وهو من المرأة في ثلاثة منازل: في بصرها، وقلبها، وعجزها.

قال في قوله تعالى: يعلم خائنة الأعين [غافر:19]، قال: الرجل يكون في القوم فتمر بهم المرأة، فيريهم أنه يغض بصره عنها، فإن رأى منهم غفلة نظر إليها، فإن خاف أن يفطنوا إليه غض بصره، وقد اطلع الله عز وجل من قلبه أنه يود لو نظر إلى عورتها!!

وقال عيسى ابن مريم: النظر يزرع في القلب الشهوة، وكفى بها خطيئة.

وقال معروف: غضوا أبصاركم ولو عن شاة أنثى!!

وقال و النون: اللحظات تورث الحسرات؟ أولها أسف، واخرها تلف، فمن طاوع طرفه تابع حتفه.

وخرج حسان بن أبي سنان يوم عيد، فلما عاد قالت له امرأته: كم من امرأة حسناء قد رأيت؟ فقال: والله ما نظرت إلا في إبهامي منذ خرجت من عندك إلى أن رجعت إليك!

وقال أحمد بن حنبل: كم نظرة ألقت في قلب صاحبها البلابل!!

يا من رأى سقمي يزيد ... وعلتي تعي طبيبي

لا تعجبن فهكذا ... تجني العيون على القلوب

حكم النظر للنساء

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير