المَنْهَجُ العِلْمِيُّ
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[28 - 08 - 07, 12:12 ص]ـ
المَنْهَجُ العِلْمِيُّ
لطُلابِ العِلْمِ الشَّرْعِيِّ
وبَعْضُ الفَوَائِد والنِّكَاتِ العِلْمِيَّةِ
قَرَأهُ وقرَّظَهُ
فَضِيْلَةُ الشَّيْخِ العَلامَةِ
عَبْدِ اللهِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الجِبْرِيْنَ
تَألِيْفُ
ذِيابِ بنِ سَعْدٍ آلِ حَمْدَانَ الغَامِدِيِّ
شبكة نور الإسلام
islamlight
تَقْرِيْظٌ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الحَمْدُ للهِ وَحْدَه، وصَلَّى اللهُ وسَلَّمَ عَلَى مَنْ لا نَبِيَّ بَعْدَه مُحَمَّدٍ وآلَهِ وصَحْبِه.
وبَعْدُ؛ فَقَدْ قَرَأتُ هَذِه الرِّسَالَةَ الَّتِي ألَّفَها أخُوْنا: ذِيَابُ بنُ سَعْدٍ الغَامِدِيُّ حَفِظَه اللهُ تَعَالَى ووَفَّقَه!
والَّتِي نَصَحَ فِيْها طََلَبَةَ العِلْمِ الصَّحِيْحِ، وبَيَّنَ طُرُقَ التَّعَلُّمِ، وفَصَّلَ العِلْمَ، ووَسَائِلَه، وأسْبَابَ تَحْصِيْلِه، وذَكَرَ بَعْضَ الكُتُبِ الَّتِي يَهِمُّ الطَّالِبُ أنْ يَقْرَأها، وحَذَّرَ الطَّالِبَ مِنَ العَوَائِقِ الَّتِي تَشْغُلُه عَنِ التَّحْصِيْلِ، وفَصَّلَ فِي ذَلِكَ.
فَجَزَاهُ اللهُ أحْسَنَ الجَزَاءِ، وأكْثَرَ فِي الأمَّةِ مِنْ حَمَلَةِ العِلْمِ الَّذِيْنَ يَهْتَمُّوْنَ بالطَّلَبِ، ويَحْرِصُوْنَ عَلَى التَّعَلُّمِ والتَّعْلِيْمِ والتَّطْبِيْقِ، واللهُ أعْلَمُ.
وصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ وصَحْبِه وسَلَّمَ
(26/ 5/1425 هـ)
عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الجِبْرِيْنَ
الحَمْدُ للهِ حَمْدًا كَثِيْرًا، طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيْه، القَائِلِ: "قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُوْنَ والَّذِيْنَ لا يَعْلَمُوْنَ إنَّما يَتَذَكَّرُ ألٌوا الألْبَابِ" [الزمر9]، والقَائِلِ: "يَرْفَعِ اللهُ الَّذِيْنَ أمَنُوا مِنْكُم والَّذِيْنَ أُتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ" [المجادلة11]، والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَى عَبْدِه ورَسُوْلِه المَبْعُوْثِ رَحْمَةً للعَالَمِيْن، القَائِلِ: "طَلَبُ العِلْمِ فَرِيْضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ" ()، والقَائِلِ: "مَنْ يُرِدِ اللهُ بِه خَيْرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّيْنِ" ()!
أمَّا بَعْدُ: فإنَّ أوْلَى مَا يَتَنَافَسُ فِيْه المُتَنافِسُوْنَ، وأحْرَى مَا يَتَسابَقُ فِي حَلَبَتِهِ المُتَسابِقُوْنَ: العِلْمُ الشَّرْعِيُّ، فَهُوَ الكَفِيْلُ الضَّامِنُ بالِسَّعَادَةِ البَاطِنَةِ والظَّاهِرَةِ، والدَّلِيْلُ الآمِنُ إلى خَيْرَيْ الدُّنْيا والآخِرَةِ.
وأدَلُّ شَيْءٍ عَلَى ذَلِكَ؛ أنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ قَدِ اخْتَصَّ مِنْ خَلْقِهِ مَنْ أحَبَّ، فَهَدَاهُم للإيْمَانِ، ثُمَّ اخْتَصَّ مِنْ سَائِرِ المُؤْمِنِيْنَ مَنْ أحَبَّ؛ فَتَفَضَّلَ عَلَيْهِم فَعَلَّمَهُم الكِتَابَ والحِكْمَةَ، وفَقَّهَهُم فِي الدِّيْنِ، وعَلَّمَهُم التَّأوِيْلَ، وفَضَّلَهُم عَلَى سَائِرِ المُؤْمِنِيْنَ، وذَلِكَ فِي كُلِّ زَمَانٍ وأوَانٍ؛ رَفَعَهُم بالعِلْمِ، وزَيَّنَهُم بالحِلْمِ، بِهِمْ يُعْرَفُ الحَلالُ مِنَ الحَرَامِ، والحَقُّ مِنَ البَاطِلِ، والضَّارُ مِنَ النَّافِعِ، والحَسَنُ مِنَ القَبِيْحِ ().
* * *
إنَّه العِلْمُ النَّافِعُ والعَمَلُ الصَّالِحُ اللَّذَانِ لا سَعَادَةَ للعَبْدِ إلاَّ بِهِما، ولا نَجَاةَ لَهُ إلاَّ بسَبَبِهِما، فَمَنْ رُزِقْهُما فَقَدْ فَازَ وغَنِمَ، ومَنْ حُرِمْهُما فَقَدْ خَسِرَ وغَرِمَ، وهُمَا مَوْرِدُ انْقِسَامِ العِبَادِ إلى مَرْحُوْمٍ ومَحْرُوْمٍ، وبِهِما يَتَمَيَّزُ البَرُّ مِنَ الفَاجِرِ، والتَّقِيُّ مِنَ الغَوِيِّ، والمُؤْمِنُ مِنَ المُنَافِقِ، والظَّالِمُ مِنَ المَظْلُوْمِ، وهَاكَ حَقًّا: "خَصْلَتَانِ لا تَجْتَمِعَانِ فِي مُنَافِقٍ: حُسْنُ سَمْتٍ، ولا فِقْهٌ فِي الدِّيْنِ" ()!
نَاهِيْكَ؛ أنَّ السَّمَوَاتِ والأرْضَ ما قَامَتَا إلاَّ بالعِلْمِ، بَلْ مَا بُعِثَ الرُّسُلُ، وما أُنْزِلَتِ الكُتُبُ، ومَا فُضِّلَ الإسْلامُ عَلَى غَيْرِه إلاَّ بِهِ، وفَوْقَ ذَلِكَ؛ ما عُبِدَ اللهُ، ولا عُرِفَ الإيْمَانُ مِنَ الكُفْرِ إلاَّ بِهِ!
* * *
¥