تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[العلاقة الهندسية بين الطواف والسعى]

ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[22 - 05 - 09, 04:11 م]ـ

[العلاقة الهندسية بين الطواف والسعى]

أ. د/ يحيى وزيرى

مدير عام المجلس الاسلامى العالمى للدعوة والاغاثة

http://www.55a.net/firas/ar_photo/12428748822249521159_34db6e8ee9_m.jpg

* مقدمة:

نبه المولى سبحانه وتعالى فى القرآن الكريم إلى أن البيت الحرام فيه آيات بينات، مصداقاً لقوله: "إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين، فيه آيات بينات مقام ابراهيم" (آل عمران: 96، 97).

إن الطواف حول الكعبة المشرفة هو أحد أركان مناسك الحج أوالعمرة، مصداقاً لقوله تعالى: "ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق" (الحج: آية 29)، كما أن من خصوصيات المسجد الحرام الطواف حول الكعبة المشرفة سبعة أشواط، بدلاً من أداء ركعتي تحية المسجد كما في باقي مساجد الأرض الأخرى.

كما أن السعي ما بين جبلي الصفا والمروة من أركان الحج أو العمرة أيضاً، كما أنه لا جناح على أي مسلم أن يسعى بينهما في أي وقت شاء، مصداقاً لقوله سبحانه وتعالى: "إن الصفا والمروة من شعائر الله، فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما، ومن تطوع خيراً فان الله شاكر عليم" (البقرة: آية 158).

ويلاحظ من الآيات الكريمة السابقة أن القرآن الكريم، قد وصف السعي بين الصفا والمروة بأنه طواف أيضاً، فهل هذا الوصف القرآني الدقيق يلفت أنظارنا لوجود علاقة ما بين "الطوافين"؟، أي الطواف حول الكعبة والطواف بين الصفا والمروة.

إن الهدف من هذه الدراسة: هو محاولة كشف العلاقة الهندسية (الحسابية)، بين الطواف حول الكعبة المشرفة والسعى ما بين جبلي الصفا والمروة، انطلاقاً من التنبيه القرآني الذي سبق الاشارة إليه.

أولاً: الطواف والسعي لغة وشرعاً:

الطواف في اللغة: (الطاء والواو والفاء، أصلٌ واحدٌ صحيح يدل على دوران الشيء على الشيء، وأن يَحُفَّ به ثم يحمل عليه، يقال: طاف به وبالبيت يطوف طَوْفاً وطَوَافاً، وأطاف به)، أما في الشرع فهو: التعبد لله بالدوران حول الكعبة على صفة مخصوصةً.

وصفة الطواف المشروع: "أن يبتدئ طوافه من الركن الذي فيه الحجر الأسود، فيستقبله، ويستلمه، ويقبله إن لم يؤذ الناس بالمزاحمة، فيحاذي بجميع بدنه جميع الحَجَر ... بحيث يصير جميع الحجر عن يمينه ويصير منكبه الأيمن عند طرف الحَجَر ... ثم يبتدئ طوافَه ماراً بجميع بدنه على جميع الحجر، جاعلاً يساره إلى جهة البيت، ثم يمشي طائفاً بالبيت، ثم يمر وراء الحِجر- بكسر الحاء - ويدور بالبيت، فيمر على الركن اليماني، ثم ينتهي إلى ركن الحجر الأسود، وهو المحل الذي بدأ منه طوافه، فتتم له بهذا طوفةً واحدة، ثم يفعل كذلك، حتى يتمم سبعاً" (1).

أما السعي في اللغة: يطلق على المشي، والقصد إلى الشيء، والعدو، والتصرف في الأعمال، واصطلاحاً: المشي بين الصفا والمروة، وقد يطلق على السعي الطواف والتطوف، كما في قوله تعالى: "فلا جناح عليه أن يطوف بهما"، أي يسعى بينهما (2).

وقد أوضح فضيلة الشيخ الشعراوي رحمه الله، أن الطواف يعني أن تبدأ من نقطة (أو مكان) ثم تعود إليها (3)، فالمسلم فى طوافه حول الكعبة يبدأ من أمام ركن الحجر الأسود ويطوف حول الكعبة راجعاً إليه فيحسب هذا شوطاً، كما أن المسلم في السعي يبدأ من عند جبل الصفا ذاهباً إلى جبل المروة ثم يعود للصفا، وهكذا تتكرر الحركة ما بين الجبلين فتكون طوافاً.

فالخلاصة: أن الطواف لا يعني الدوران وإنما يعني الذهاب والإياب من شيء إلى شيء مهما كانت حالة ذلك الشيء، والسعي يعني المشي بجد وكلاً من المعنيين موجود في الطواف بالبيت والصفا والمروة، فبداية الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة نعبر عنه بالمشي أو السعي وإذا تكرر كان طوافاً فكل طواف هو سعي ومشي (4).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير