وهذا يعني أن محيط الكعبة الأصلي (أي مجموع أطوال الكعبة المشرفة) يساوي 104 ذراعاً، ونظراً إلى أن الإنسان الذي يسير بجوار الحائط يجب أن يبتعد عنه على الأقل مسافة (10سم) حتى لايحتك كتفه بهذا الحائط، مضافاً إليها نصف عرض جسم الإنسان (أي 25سم)، فإن هذا يعني أن المحور الرأسي الذي يمر بمنتصف جسم الإنسان الذي يطوف حول الكعبة يبتعد بمسافة (35سم) أي حوالي (0.68 ذراعاً، حيث أن الذراع يساوي 51سم في حالة قياسات الكعبة (7)) عن حوائط الكعبة المشرفة، شكل (2)، أي أنه يجب إضافة هذه المسافة على كل ضلع من أضلاع الكعبة من طرفيه، حتى تكون الحسابات واقعية ودقيقة.
إذن أقل مسافة للطواف = محيط الكعبة الأصلي بالذراع + 8 X (0.68)
= 104 + 5.44 = 109.44 ذراعاً.
فإذا كان الطواف حول الكعبة المشرفة محدداً بسبعة أشواط،، فإن أقل مسافة للطواف حول الكعبة سبع مرات تساوي 766 ذراعاً.
http://www.55a.net/firas/ar_photo/12428744782.jpg
شكل (2 - أ): المحور الرأسي الذى يمر بمنتصف جسم الانسان الذي يطوف حول الكعبة يبتعد بمسافة 35سم (0.68 ذراع) عن حوائط الكعبة المشرفة (دراسة ورسم الباحث).
http://www.55a.net/firas/ar_photo/12428745103.jpg
شكل (2 - ب): المسقط الأفقى للكعبة المشرفة بمقاساتها الأصلية، وحولها الخط الذى يبتعد 35سم عن حوائطها، والذي يحدد أقل مسافة للطواف حول الكعبة (رسم ودراسة الباحث).
رابعاً: العلاقة الهندسية (الحسابية) بين الطواف والسعي:
اتضح لنا بالحسابات مما سبق أن أقل مسافة للطواف حول الكعبة المشرفة (بمقاساتها الأصلية) سبع مرات (أشواط)، تساوى 766 ذراعاً.
فإذا عرفنا أن المسافة ما بين جبلي الصفا والمروة، وهي مسافة السعي بينهما شوطاً واحداً تساوي 766.50 ذراعاً (8)، كما ورد في كتاب "أخبار مكة" للأزرقي في باب "ذكر ذرع ما بين الركن الأسود الى الصفا وذرع ما بين الصفا والمروة".
إن هذا يعني أن الطواف حول الكعبة المشرفة (سبع أشواط) كما رفع قواعدها سيدنا ابراهيم، يساوي السعي ما بين جبلي الصفا والمروة لشوط واحد، مما يعني أن وصف السعي بالطواف أيضاً لا يدل فقط على اشتراك الحركتين في أصل المعنى اللغوي، ولكن أيضاً لوجود علاقة حسابية محكمة ودقيقة، وهو ما يمكن اعتباره من الآيات البينات الموجودة في المسجد الحرام، والتي أشار لها القرآن صراحة في سورة آل عمران.
إن هذه العلاقة الهندسية (الحسابية) تعني أن المقاسات الأصلية للمسقط الأفقي للكعبة المشرفة، هي مقاسات مطلقة بمعنى أنها ما كان يمكن أن تزيد أو تنقص على الوضع الذى اختاره الله لها، وإلا حدث خلل في العلاقة الحسابية ما بين طول محيط الكعبة المشرفة والمسافة مابين جبلي الصفا والمروة.
ومن جانب آخر فإنه جدير بالذكر هنا، لأن نشير إلى علاقة هندسية أخرى تربط ما بين الكعبة المشرفة والمسعى بين جبلي الصفا والمروة، هذه العلاقة تتضح لنا إذا عرفنا أن قطر الكعبة الأصلي والذى يربط بين الركن اليماني والركن العراقي الأصلي يشير إلى جهة الشمال- الجنوب الحقيقي، وكذلك أيضاً الخط الواصل بين جبلي الصفا والمروة مع انحراف بسيط يمكن إهماله، شكل (3)، وهو ما أوضحناه وأثبتناه في دراسات سابقة (9).
إن هذه العلاقة تعني أن القطر الأصلي للكعبة المشرفة يوازي تقريباً الخط الواصل بين جبلي الصفا والمروة، وهي علاقة هندسية تضاف إلى ماأثبتناه أيضاً في دراستنا الحالية.
http://www.55a.net/firas/ar_photo/12428747484.jpg
شكل (3): قطر الكعبة الأصلى يوازى المسعى بين الصفا والمروة.
* الخلاصة:
أوضحت الدراسة أنه توجد علاقة هندسية (حسابية) ما بين الطواف حول الكعبة المشرفة والسعي بين جبلي الصفا والمروة، وهو ما يعني أن الوصف القرآني للسعي بأنه طواف أيضاً لا يقتصر ذلك على اشتراك السعي والطواف في المعنى اللغوي، ولكن لأن القرآن الكريم يلفت الأنظار لوجود علاقة ما بين الطواف حول الكعبة والطواف بين الصفا والمروة، وهو ماأثبتناه في بحثنا.
كما أوضحت الدراسة أيضاً أنه توجد علاقة هندسية أخرى ما بين الكعبة المشرفة والمسعى بين الصفا، حيث أن قطر الكعبة الأصلي الواصل بين الركنين اليماني والعراقي يوازي الخط الواصل بين جبلي الصفا والمروة (المسعى)، وكلاهما يشير إلى جهة الشمال- الجنوب الحقيقيين.
إن النتائج التى تم التوصل اليها في هذه الدراسة يمكن اعتبارها من الآيات البينات، التي ورد ذكرها في إحدى آيات سورة آل عمران، في سياق الحديث عن أول بيت وضع للناس، ولاشك أنه توجد العديد من الآيات البينات الأخرى والتي سوف تكتشف على مرالزمن باذن الله.
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[22 - 11 - 10, 01:28 م]ـ
جزاك الله خير أخي الكريم ...
ـ[مهاجرة الى ربى]ــــــــ[22 - 11 - 10, 07:38 م]ـ
بارك الله فيك اخى الكريم