تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهَذا الإمامُ الآجُرِّيُّ رَحِمَهُ اللهُ نَرَاهُ يُحَذِّرُ أهْلَ العِلْمِ مِنْ تَرْكِ "لا أدْرِي" فِيْما لا عِلَمَ لَهُم بِه، بِقَوْلِه: "وأمَّا الحُجَّةُ للعَالِمِ يُسْألُ عَنِ الشَّيْءِ لا يَعْلَمُه فَلا يَسْتَنْكِفُ أنْ يَقُوْلَ: لا أعْلَمُ، إذا كَانَ لا يَعْلَمُ، وهَذَا طَرَيِقُ أئِمَّةِ المُسْلِمِيْنَ مِنَ الصَّحَابَةِ ومَنْ بَعْدَهُم مِنَ أئِمَّةِ المُسْلِمِيْنَ. اتَّبَعُوا فِي ذَلِكَ نَبِيَّهُم صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ؛ لأنَّه إذا كَانَ سُئِلَ عَنِ الشَّيْءِ مِمَّا لَمْ يَتَقَدَّمْ لَهُ فِيْه عِلْمُ الوَحْي مِنَ اللهِ عَزَّ وجَلَّ فَيَقُوْلُ: "لا أدْرِي".

وهَكَذَا يَجِبُ عَلَى كُلِّ مَنْ سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ لَمْ يَتَقَدَّمْ لَهُ فِيْه عِلْمٌ أنْ يَقُوْلَ: اللهُ أعْلَمُ، ولا عِلْمَ لِي بِه، ولا يَتَكَلَّفْ مَا لا يَعْلَمُه، فَهُوَ أعْذَرُ لَهُ عِنْدَ اللهِ، وعِنْدَ ذَوِي الألْبَابِ" () انْتَهَى.

* * *

* التَّنْبِيْهُ الخَامِسُ: فإنَّني أهْمِسُ وأُهَمْهِمُ فِي أُذُنِ طَالَبِ العِلْمِ (إسْرَارًا لا جِهَارًا): أنَّ طَالِبَ العِلْمِ إذا أتْقَنَ مَرَاحِلَ (المَنْهَجِ العِلْمِيِّ) الأرْبَعِ، مَعَ مَا هُنَالِكَ مِنْ التَّنَابِيْهِ، والفَوَائِدِ، والعَزَائِمِ المَرْقُوْمَةِ فِي مَثَانِي (المَنْهَجِ العِلْمِيِّ)؛ فَهُو أهْلٌ للفَتْوَى، والتَّصَدُّرِ للدَّرْسِ والتَّعْلِيْمِ، وإنَّي عَلَى ذَلِكَ مِنَ الشَّاهِدِيْنِ، واللهُ خَيْرُ شَاهِدًا وحَافِظًا!

البَابُ الثَّالِثُ

العَزَائِمُ العِلْمِيَّةُ

وفِيْهِ ثَلاثُ عَزَائِمَ

العَزَائِمُ العِلْمِيَّةُ

فإنَّنا نُوْصِي كُلَّ مَنِ ائْتَمَّ بِمَا رَسَمْنَاهُ فِي (المَنْهَجِ العِلْمِيِّ) بأنْ لا يَنْسَ نَصِيْبَهُ مِنْ هَذِه العَزَائِمِ العِلْمِيَّةِ الَّتِي جَادَتْ بِهَا النَّصِيْحَةُ الإيْمَانِيَّةُ، لأنَّ العِلْمَ رَحِمٌ بَيْنَ أهْلِهِ، وذَلِكَ مِنْ خِلالِ ثَلاثِ عَزَائِمَ:

* العَزِيْمَةُ الأوْلَى: فإنَّنَا نُوْصِي مَنْ تَجَاوَزَتْ قُدُرَاتُه العِلْمِيَّةُ المَرَاحِلَ الأرْبَعَ كَمَا هِي فِي ثَوْبِ (المَنْهَجِ العِلْمِيِّ) بأنْ يَقْرَأ هَذِه الكُتُبَ لعُمُوْمِ الفَائِدَةِ، وعَظِيْمِ العَائِدَةِ، وهُوَ مَا وَقَعَ عَلَيْها اخْتِيَارُنا بَعْدَ النَّظَرِ والتَّمْحِيْصِ،؛ لأنَّهُ "لا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأخِيْهِ ما يُحِبُّ لنَفْسِه" ():

1ـ قَرِاءةُ "فَتْحِ البَارِي" لابنِ حَجَرٍ رَحِمَهُ اللهُ، تَحْقِيْقُ أبي قُتَيْبَةَ نَظْرٍ الفَارِيَابيِّ.

2ـ قَرِاءةُ "شَرْحِ مُسْلِمٍ" للنَّوَوِيِّ رَحِمَهُ اللهُ.

3ـ قَرِاءةُ "اقْتِضَاءِ الصِّرَاطِ المُسْتَقِيْمِ" لابنِ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللهُ، تَحْقِيْقُ الشَّيْخِ نَاصِرِ العَقْلِ.

4ـ قَرِاءةُ "إعْلامِ المُوَقِّعِيْنَ" لابنِ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ، تَحْقِيْقُ الشَّيْخِ مَشْهُوْرِ بنِ حَسَن.

5ـ قَرِاءةُ "إغَاثَةِ اللَّهْفَانِ مِنْ مَصَائِدِ الشَّيْطَانِ" لابنِ القيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ، تَحْقِيْقُ الشَّيْخِ الألْبَانِيِّ رَحِمَهُ اللهُ.

6ـ قَرِاءةُ "مَدَارِجِ السَّالِكِيْنَ" لابنِ القيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ، تَحْقِيْقُ عَبْدِ العَزِيْزِ الجِلَيِّلِ.

7ـ قَرِاءةُ "الاعْتِصَامِ" للشَّاطِبِيِّ رَحِمَهُ اللهُ، تَحْقِيْقُ الشَّيْخِ مَشْهُوْرِ بنِ حَسَن.

8ـ قَرِاءةُ "أضْوَاءِ البَيَانِ" للعَلامَةِ الأمِيْنِ الشّنْقِيْطِيِّ رَحِمَهُ اللهُ، طَبْعَةُ دَارِ عَالَمِ الفَوَائِدِ.

9ـ قَرِاءةُ "رَسَائِلَ ودِرَاسَاتٍ فِي الأهْوَاءِ والافْتِرَاقِ والبِدَعِ ومَوْقِفِ السَّلَفِ مِنْها" للشَّيْخِ نَاصِرِ العَقْلِ.

10ـ قِرَاءةُ "ظَاهِرَةِ الإرْجَاءِ" لشَيْخِنَا العَلامَةِ سَفَرِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحَوَالِيِّ.

11ـ قِرَاءةُ "مَوْقِفِ ابنِ تَيْمِيَّةَ مِنْ الأشَاعِرَةِ"، و"القَضَاءِ والقَدَرِ" و"الحُكْمِ بغَيْرِ مَا أنْزَلَ اللهُ" كُلُّها لشَيْخِنَا المُحَرِّرِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَحْمُوْدِ، مَعَ مُرَاعَاةِ قِرَاءةِ الجُزْءِ الثَّالِثِ مِنْ "مَوْقِفِ ابنِ تَيْمِيَّةَ" بتَدَبُّرٍ وتَأمُّلٍ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير