تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[الشوربجي السلفي]ــــــــ[29 - 05 - 09, 05:19 م]ـ

عن عائشة رضي الله عنها أن أبا حذيفة _وكان ممن شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم_تبنى سالما وأنكحه بنت أخيه هند بنت الوليد

_وهو مولى لامرأة من الأنصار_ كما تبنى رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدا

وكان من تبنى رجلا في الجاهلية دعاه الناس إليه وورث من ميراثه حتى أنزل الله تعالى ((ادعوهم لآباءهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدبن ومواليكم))

لكن لا تجوز النسبة إلى غير أبيه الحقيقي ولو لم يعرف لا ينسب إلى شخص ليس ولدا له فيرث ظلما مع أولاده من تركته وربما كشف كذلك على بنات هذا الرجل بحجة أنه ولد من أولاده وليس كذلك

فجاءت الشريعة بتحطيم هذه العادة الجاهلية وأنزل الله في كتابه آية يبين فيها تحريم ذلك وتغير اسم زيد بن محمد إلى زيد بن حارثة ورجع إلى اسمه الأصلي وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب زوجة زيد

وكان هذا من أكبر العيوب في الجاهلية أن يتزوج الإنسان زوجة ابنه بالتبني فكان تحطيمها بتزويج زينب للنبي عليه الصلاة والسلام لإزالة تلك العادة الجاهلية ونسخ ذلك

وعندما كان يدخل الشخص في الإسلام كان يمحو من نفسه عادات الجاهلية ويقاوم نفسه التي تريد العودة للطبع الأول وربما غلب شيء أو جهل الإنسان شيئا

_والجاهلية من الجهل_

فخرج منه أمر يكرهه الشارع فيعاتب عليه وينبه عليه كما حصل لأبي ذر رضي الله عنه

فروى المعور بن سويد عن أبي ذر

قال: رأيت عله بردا وعلى غلامه بردا

فقلت: _أي لأبي ذر_ لو أخذت هذا فلبسته كانت حلة وأعطيته ثوبا آخر فيتوافق ما عليك ويكتمل الطقم

فقال: كان بيني وبين رجل كلام وكانت أمه أعجمية فنلت منها

فذكرني إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: (أساببت فلانا)

قلت نعم

قال: (أفنلت من أمه)

قلت: نعم

قال: (إنك امرء فيك جاهلية)

قلت: على حين ساعتي هذه من كبر السن

قال: (نعم) رواه البخاري

وفي رواية مسلم (نعم على حال ساعتك من الكبر)

فأبو ذر رضي الله عنه لعله كان يجهل ذلك واستغرب كيف فاتت عليه مع كبر سنه

فأكد له عليه الصلاة والسلام أنها من الجاهلية وإن غفل عنها ثم أوصاه

فقال: (هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن جعل الله أخاه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا يكلفه من العمل ما يغلبه فإن كلفه ما يغلبه فليعنه عليه) رواه البخاري

وفي رواية إنه كان بيني وبين رجل من إخواني كلام وكانت أمه أعجميه فعيرته بأمه فشكاني إلى النبي صلى الله عليه وسلم

فلقيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (يا أبا ذر إنك امرء فيك جاهلية)

قلت: يا رسول الله من سب الرجال سبوا أباه وأمه

قال: (يا أبا ذر إنك امرء فيك جاهلية هم إخوانكم ... ) الحديث رواه مسلم

>فبيان ذلك أنه<

حصل بينه وبين إنسان سوء تفاهم فعيره بأمه

وفي رواية أنه قال له يا ابن السوداء وقوله عليه الصلاة والسلام إنك امرء فيك جاهلية أي خصلة من خصال الجاهلية

وهكذا قالها عليه الصلاة والسلام صريحة وأبو ذر من هو من أصدق الناس لهجة وأتقاهم لله تعالى لكن ظهر في لحظة من جهل أو ضعف مكنون من مكنونات الجاهلية التي كانت قد ترسبت في الباطن عبر السنوات الطويلة التي عاشها في الجاهلية

ظهرت على حين غفلة وغضب ظهر شيء من الماضي فعاتبه عليه الصلاة والسلام وبين له ذلك لأن الإسلام لا يريد أن ترجع أمور الجاهلية ولا أن تبرز أمور الجاهلية

يريدها نقية يريد شخصية إسلامية سوية طاهرة ليس فيها من الأمر الأول شيء وقال عليه الصلاة والسلام كذلك في القصة المشهورة التي رواها جابر رضي الله عنه

قال: غزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم وقد [كان] * معه ناس من المهاجرين حتى كثروا وكان من المهاجرين رجل لعاب [فكفع] * أنصاريا_ أي ضربه على القفى يمزح_ وكان ذلك عيب عند أولئك فغب الأنصاري غضبا شديدا حتى تداعوا

وقال الأنصاري ياللأنصار وقال المهاجري ياللمهاجرين

فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (ما بال دعوى الجاهلية) ثم قال: (ما شأنهم)

فأخبر [بكفعة] المهاجري الأنصاري فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعوها فإنها خبيثة رواه البخاري

أي ما بال دعوى الجاهلية كيف ظهرت بينكم كيف رجعتم إلى الاستنصار بالقبيلة والجماعة وتتعادون ويتحزب لكل أناس جماعته وفرقته ويتفرقون ويقتتلون

هذه دعوى جاهلية

كيف ظهرت بينكم؟

ما بال دعوى الجاهلية ترجعون إليها بعد أن هداكم الله؟

مع أنهم رفعوا شعارات إسلامية فقال هذا يا للمهاجرين

وقال هذا يا للأنصار والمهاجرون والأنصار اسمان إسلاميان

هؤلاء هاجروا إلى الله ورسوله وهؤلاء نصروا الله ورسوله ولكن مع ذلك لم يرتضيها عليه الصلاة والسلام لأنها على طريقة الجاهلية في التحزب والتعصب والتقاتل

*مابين الأقواس غير متأكد منها لعدم وضوح النسخة الصوتية الموجودة عندي وهي عند [10:50]

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير