عن أبِي بكرٍ الصدِّيق رضيَ اللهُ عنهُ قال: "لَسْتُ تَارِكًا شَيئًا كَانَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّم يَعْمَلُ بهِ إِلاَّ عَمِلْتُ بِهِ، إِنِّي أَخْشَى إِنْ تَرَكْتُ شَيْئًا مِنْ أَمْرِهِ أَنْ أَزِيغَ". قال ابنُ بطّة بعدَ إيرادهِ لهذا الأثر: "هَذا يا إخْوَانِي الصِّدِّيق الأكْبر يَتخوّف علَى نفسِه الزَّيْغ إنْ هوَ خالَفَ شيْئا مْنْ أمْرِ نبيِّه صلّى الله عليه وسلّم، فماذا عَسَى أن يكونَ مِنْ زمانٍ أضْحَى أهلُهُ يسْتهْزئونَ بنبيِّهمْ وبأوَامِرِهِ، ويتباهَوْن بمخالفتهِ، ويسخرونَ بسنَّتِه. نسألُ اللهَ عصٍْمَةً مِنَ الزَّلَلِ وَنجاةً مِنْ سُوءِ العَمَل" [الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية، لابن بطّة:1/ 246]
25. فَضْلُ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ
قال الذّهبِيُّ -رحمه الله تعالى-: "يَنبغي للمسْلم أنْ يسْتعيذَ منَ الفِتَنِ، ولا يَشْغَبْ بِذِكْرِ غَرِيبِ المَذَاهِب ِلاَ فِي أُصُولٍِ وَلا في الفروعِ، فما رأيتُ الحركةَ في ذلك تُحَصِّل خيرًا، بل تُثيرُ شَرًّا وَعَدَاوةً، وَمْقْتاً للصُّّلحَاءِ وَالعُبّاد مِنَ الفَريقين، فَتَمَسَّكْ باِلسُّنّة، وَالزَمْ الصَّمت، ولاَ تَخُضْ فِيما لا يَعْنيك وما أشْكَلَ عليْك فرُدَّه ُإلى اللهِ ورسولِهِ وقِف وقلْ: " اللهُ ورسوله أعلم" [سير أعلام النبلاء للذهبي: 19/ 142]
26. اتِّباَعُ سَبِيلِ السَّابِقِينَ الأَوَّليِن
قالَ الشَّاطِبيِ -رحمه الله تعالى-: "إنَّ الصّحَابةَ كَانُوا مُقتدِينَ بِنبيِّهِمْ صَلَّى اللهُ عليهِ وَآلِهِ وَسَلَّم مُهْتدِينَ بِهَدْيِهِ، وَقدْ جَاءَ مَدْحُهُمْ فِي القرآنِ الكريمِ، وَأثنَى عَلىَ مَتْبُوعِهِمْ مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عليهِ وَآلهِ وَسلَّم وَإنَّمَا كانَ خُلقه صَلَّى اللهُ عليهِ وَآلهِ وَسَلَّم القرآن، فقالَ تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم: 4] فالقرآنُ إنَّمَا هُوَ المَتْبُوعُ عَلىَ الحَقيقةِ، وَجَاءتِ السُنَّةُ مُبيِّنَةٌ لَهُ، فَالمُتَّبعُ لِلسُنَّة مُتَّبِعٌ للقرآنِ. الصَّحَابَةُ كَانُوا أَوْلىَ النَّاسِ بذلكَ، فَكُلُّ مَنِ اقْتَدَى بِهِمْ فَهُوَ مِنَ الفِرْقَةِ النَّاجِيَةِ الدَّاخِلَةِ للجَنَّة بِفَضْلِ اللهِ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلاَمُ «ماَ أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي» فالكِتَابُ وَالسُنَّة هُوَ الطَّرِيقُ المُسْتَقِيمُ، وَمَا سِوَاهُمَا مِنَ الإِجْمَاعِ وَغَيْرِهِ فناشئ عَنْهُمَا" [الاعتصام للشاطبي: 2/ 252]
27. الإيمانُ بأحاديثِ الصِّفاتِ معَ إمرَارِهاَ كَماَ جَاءَتْ بِلاَ كَيْفٍ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "فالاقتداء بهم خير من الاقتداء بمن بعدهم ومعرفة إجماعهم ونزاعهم في العلم والدين خيرٌ وأنفع من معرفة ما يُذكر من إجماع غيرهم ونزاعهم، وذلك أنّ إجماعهم لا يكون إلاّ معصوما وإذا تنازعوا فالحقّ لا يخرج عنهم" [مجموع الفتاوى لابن تيمية: 13/ 24]
28. مَنْ فَارَقَ الدّليلَ ضَلَّ عَنْ سَوَاءِ السَّبيل
قال حَنْبلُ بنُ إسحاق: سألتُ أبا عبدِ اللهِ عنِ الأحاديثِ التي تُرْوى عنِ النَّبيِ صلَى الله عليْه وسلّم: "إنَّ ّالله ينْزِل إلى السَّماءِ الدُّنيا" فقال: نؤْمِنُ بها، ونُصَدِّق بهاَ، ولا نَرُد ّشيئاً منْها، إذا كانتْ أسَانيد صحاحا وَلانَرُدُّ على رَسُولِ صَلىَّ اللهُ عليهِ وسَلّم قولَه، ونَعْلَمُ أنَّ ما جاءَ بِهِ حَقٌّ" [سير أعلام النبلاء للذهبي: 11/ 303]
29. وَسَطِيَّةُ أَهْلِ السُنَّةِ وَالجَمَاعَةِ بَيْنَ فِرَقِ الأُمَّة
قال ابن القيّم رحمه الله: "وَمَنْ أَحَالَكَ علَىَ غيْرِ "أخبرنا" و"حدّثنا" فقد أحالكَ: إماّ على خَياَلٍ صُوفيّ أو قياسٍ فلسفي، أو رأي نفْسيّ، فليس بعدَ القرآنِ و"أخبرنا" و"حدّثنا" إلاّ شُبُهات المُتكلّمين، وآراء المُنحرِفين وَخَيالات المُتَصَوِّفين وقياس المتفلسفينَ، ومن فارقَ الدليلَ، ضَلَََّ عنْ سواء السَّبيل ولاَ دليلَ إلى اللهِ والجَنّةِ سِوَى الكتاب وَالسُنّة، وكلُّ طريقٍ لم يصحبهاَ دليلُ القرآن والسَّنّة، فهي مِنْ طُرُقِ الجحيمِ والشيطان ِالرَّجيمِ" [مدارج السالكين، لابن القيم: 2/ 468]
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[26 - 05 - 09, 10:58 م]ـ
الأخ الفاضل أباضمام:
¥