[قصيدتين .. في رثاء الشيخين .. ولد عدود وبداه البصيري .. عليهم رحمة من الله]
ـ[معاذ بن محمود الشنقيطي]ــــــــ[27 - 05 - 09, 12:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مَرْثاة للعلاّمة الشيخ محمد سالم ابن عبد الودود (عدّود)
رحمه الله تعالى
إنشاء إبراهيم بن يوسف بن الشيخ سيدي
عينُ جُودِي على ابن عبد الودود حافظِ الدهر عبقريِّ الوجود
واسْتَهِلِّي بِمَدمع غيرِ نزْر ما لعيْن, مِن بعده, مِن جُمود
عَزَبَ الصبرُ والعزاءُ, فأنَّى لسُلُوّ, خلافَه, أو هُجود؟ لم أَنَمْ طُولَ ليلتي, بل عَرَتْني عُرَوَاءٌ من لوْعتي وسُهودي
حَدَثٌ مُؤْيِدٌ تُهَدُّ له الشُّمُّ ويَنمَّاعُ صُلَّبُ الجُلْمُود
لم يكن رُزْءُه يخصُّ بلادا بل طوَى الأرضَ مِن وراءِ الحدود
فَعَلى مثلِه بُكاءُ البواكي نادباتِِ لجِدِّه والجهود
مَن لِوَحْي وسُنّةِِ وأُصُول وبيَان ومَنطِق وقصيد؟
ولُغَى العُرْبِ والتواريخِ والفِقْهِ وعلمِ التّثليثِ والتّوحيد؟
وعلومِ الأنسابِ من كلِّ جيل مِن قريب زمانُه أو بعيد؟
وفُنونِِ كثيرةِِ ليس تُحصَى مِن طريفِِ مُسْتَحدَثِِ وتليد؟
إن يكن زان صُقْعَه والنواحي فهُوَ اليومَ زَيْنُ سِفْرِ الخلود
لم تَشُبْ علمَه زخارفُ دَعْوى إذ بناه على أساس وطيد
عَلَّمَ الناسَ حِسْبةً, لا يرجِّي غيرَ وجه المهيمن المعبود
مُسْتكينٌ له ,حنيفٌ منيبٌ واقفٌ عند شرعه والحدود
وعليه سكينةٌ ووقارٌ وبهاءٌ يُزري ببدر السُّعود
طيّبُ النَّجْر, مُعْرِقٌ في المعالي طاهرُ الثوب, حافظٌ للعهود
صائبُ الرأي, ذوأناة وحِلم من طِرازـ على الزمان ـ فريد
أَدَبُ النفس والتواضُعُ منه شِيمةٌ, والطباعُ خيرُ شُهود
حَسَنُ الخُلْق والشمائل, حُلْوٌ ليس بالْفَظّ لا ولا بالكَنود
طَبعُه الصدقُ والأمانةُ والإخْلاصُ والزُّهدُ, ذوعفاف وجود
ولكلّ منه نصيبٌ وحظٌّ لا يرى أنّ فَوقَه من مزيد
يا لها من خلائق طيبات وأحاديثَ كالجُمان النضيد
وعلوم غزيرة وخِصال غادروها بالأمس في مَلْحود!
إن يكن غاب شخصُه وتولىَّ وغدا رهْنَ جَندَل منضود
لَبِمَا كان زِينةً للنَّوادي وفَخاراً للقوم بين الحُشود
ومَناراً يهدي لخير سبيل ومُناخَ الوفود تِلْوَ الوفود
ومَرَاداً لطالبِي العلم دهرا من أقاصي أغوارِها والنُّجود مِن بنِي الرّوم أو بني الضّاد صِرْفا أو بني السِّند أو بلاد السُّود
سلكوا نحوَه الفِجاجَ وجابوا كلَّ تيْهاءَ نَفْنَف أُمْلُود
يتلقّاهُمُ بِبِشْر وبرّ وصِلات من رِفْده المعهود
فارتوَوْا من مَعين عَذْب فَيوض لم يكن عنه وارِدٌ بمَذُود
هو عِقْدٌ به الزمانُ ضنينٌ أَ يُرى بعدُ مثلُه في العُقود؟!
بَيْدَ أنّا بما قضى الله نرضَى ما لنا عن سبيله من محيد
كُتِب الموتُ فالخلائقُ تمضِي دَأَبًا نحو وِرْده المورود
ليس يبقَى سوى المليك تعالى كلُّ حيّ, من دونه, فهْو مُودِ
والحياةُ الدنيا متاعُ غُرور وسرابٌ بقيعة أو صَعيد
فالسعيدُ الذي تزوّد منها بتُقَى الله, ذاك عينُ السعيد
فسَقَى قبرَه مراحمُ تُزْجَى في العشيّات بارتجاز الرعود
دُلُحٌ لا تزال تهمي عليه وعلى الآل من قطين اللحود
وتلقَّته رحمةٌ وأمان في الفراديسِ من جِنانِ الخُلود
في ظلال ونَعمة وعيونٍ ورياضٍ مُخْضَلّةٍ وورود
وكؤوسٍ لذائذٍ ونَدامَى ورَعَابِيبَ من ذواتِ النُّهودِ
ورعى الله بيته وبنيه وذويه من غائب وشهيد
وأدام النُّعمى عليهمْ, وأَبقَى ما عهدنا من مكْرُمات الجدود
في العشير الكرام أهل المعالي والبُيُوتات من بني عدّود
اهـ
الجمعة 6 جمادى الأولى/ 1430
الموافق 1 مايو أيار 2009م
مكة المكرمة
صياغة إبراهيم بن يوسف بن الشيخ سيدي
ـ[معاذ بن محمود الشنقيطي]ــــــــ[27 - 05 - 09, 12:31 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم