بل وكُتُب الرافضة لا تنكر ذلك، بل تعترف بما لدى أتباعهم من سُوء الخُلُق والطيش والنزق، كما تقرُّ بالأمانة وحُسن الخُلُق عند أهل السُّنَّة؛ انظر: "أصول الكافي" 2/ 4، 11، و"أصول الشيعة"؛ للقفاري 3/ 1230.
وتُجلي هذه الحادثة وما قبلها من كيْد الرافضة: أنَّ القومَ لا ينشطون إلا في ظلِّ الاضطرابات والفِتن والمتغيّرات؛ ولذا قال ابن تيميَّة: "فلينْظُر كلُّ عاقل فيما يحدث في زمانِه، وما يقرب من زمانِه من الفِتن والشُّرور والفساد في الإسلام، فإنه يجد معْظم ذلك من قِبَل الرافضة، وتجدهم من أعظم الناس فتنة وشرًّا، وأنهم لا يقعدون عمَّا يمكنهم من الفِتَن والشرور وإيقاع الفساد بين الأمة"؛ "منهاج السنة النبوية" 6/ 372.
وإذا تَقَرَّرَ أنَّ الرافضة قوم بُهْت وغُدَر، فيتعيَّن مجاهَدتهم كالمنافقين، وكشْف مكْرهم، و فضْح ضلالهم، وردّ شبهاتهم، فإن المواقف الرخوة والضعيفة لا تزيد القوم إلا تسلُّطًا وبَغْيًا وإفْسادًا، وما حادثة البقيع في المدينة النبوية - خلال الشهور الماضية - إلا نموذج صارخٌ لجرائم الرافضة وإفْسادهم في حَرَم المدينة النبوية، وامْتِهان قبور البقيع.
لقد تعوَّدْنا سماع "الضرب بيد من حديد" تجاه أحداث ووقائع دون هذه الحادثة بكثير؛ لكن مع حادثة البقيع هل انْقَلَب الأمر فحل (الصفح) محل (الضرْب)، واستبدل (ملمس الحرير) بـ (يد الحديد)؟!
3 - شَغَب الرافضة على العلامة عبدالله بن جبرين إزاء فتواه بتكْفيرهم، والعلامة ابن جبرين هو امتداد لجمهور أئمة الإسلام وعلماء السُّنَّة، الذين كَفَّروا الرافضة؛ مثل: الإمام مالك بن أنس، والإمام أحمد بن حنبل، والإمام البخاري، والفريابي، وابن قُتَيْبة، وعبدالقاهر البغدادي، والقاضي أبي يعلى، وابن حزم، وأبي حامد الغزالي، والقاضي عياض، وابن تيميَّة، وغيرهم كثير جدًّا؛ انظر تفصيل ذلك في كتاب "أصول الشيعة"؛ للقفاري 3/ 1250 - 127.
وإذا كان الشخصُ في هذا العصْر يُطالب بالتزام قوانين بلاده، وأن خروجه عن القانون قد يوقعه في العقوبة والتأديب، مع أنها قوانين بشرية من زبالة الأذهان، ويَعْتريها الذهُول والنقْصان، فكيف بهؤلاء الرَّوافِض الذين يدَّعون الإسلام، وهم خرقوا النظام وحلوا السياج؛ فقد خرجوا عن أُصُول الإسلام وفُرُوعه، وناقَضوا وطَعنوا في مصادر القرآن والسنة النبوية؟! أفلا يستحق هؤلاءِ العقوبةَ التي تردعهم؟! لا سيما وأن التكفير عن سلفِنا الصالح هو حق لله - تعالى - ومبْني على أُصُول شرعية، وقواعد محْكَمة، فأهلُ السُّنَّة يعلمون الحق، ويرحمون الخلْق، وليس التكفير عندنا تشفِّيًا ولا تشهِّيًا، كما هو حالُ الروافِض.
ومع هذا كله، فالرافضةُ يُعامَلون عند أهل السنَّة بالعدْل والإنصاف، والرافِضي في بلادِ أهْل الإسلام والسنة يعيش على الرَّفْض ويموت عليه، وقد اعْتَرَف أسلافُهم بهذا الإنصاف، وقالوا: أنتم تنصفوننا ما لا ينصف بعضنا بعضًا؛ "المنهاج" 4/ 121، 5/ 57.
4 - هذا الحدث يُجلي تهافُت دعوى أن في القوم معتدلين، فإن ذلك وهْم وسَراب يحسبه الظَّمْآن ماء، حتى إذا جاءَه لم يجدْه شيئًا؛ بل هو منَ الممتنعات كمنتظَر الرافضة، وغوث الصوفية، ووقائعُ الأحداثِ المعاصرة تُقَرِّر ذلك بصدْق وجزْم، فأصحاب الدعاوى العريضة منهم في ألمانيا وبريطانيا ونحوها من دول الغرب لا يقلّون تعصُّبًا ونزقًا عن إخوانهم القابعين في بلاد الإسلام، وشعارات الحريَّة والتعدُّدية والتسامُح والإنسانية ومشْتقاتها - مما يكثر تَرْداده في الغرب - إنما تُلاك وتطوَّع لمذهب القوم ضد خصومهم، فأيُّ اعتدال عند قوم يحرمون لحْم الجمل؛ لأنَّ عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - ركبتْ وقاتلتْ على جمل؟! وأيُّ تعصُّب وحُمْق أشد من تعصُّبهم وحُمْقهم؛ إذْ لا يذكرون اسم العشرة؛ بل يقولون: تسعة وواحد، وإذا بنوا أعمدة أو غيرها لا يجعلونها عشرة، وينفرون من اسم أبي بكر وعمر وعثمان، كما هو مبْسُوط في "منهاج السنة" 4/ 137.
5 - وأخيرًا بقي الإشارة إلى عنوان المقال، فالرافضة قد قال عنهم الإمام الشَّعْبي: "ما رأيت أحمق من الخشبية، لو كانوا من البهائم لكانوا حُمُرًا، ولو كانوا من الطير لكانوا رَخَمًا"، والرخم: نوع من الطير يوصف بالقذر، والغَدْر، واللُّؤم.
لكن الرافضة تجاوَزوا ذلك إلى ما هو أقبح وأشْنع، إذ حلَّت عليهم المَثُلات والعُقُوبات، وتواتَر النقل عنهم بأن وجوههم تُمسَخ خنازير؛ كما جاء مبسوطًا في كتاب "النهْي عن سبِّ الأصحاب"؛ لمحمد بن عبدالواحد المقْدِسي (ت 643هـ)، وانظر: كتاب "الصارم المسلول"؛ لابن تيميَّة 3/ 111.
وفي هذه الأيام تكابَدَ دول العالَم مدافعة هذا البلاء، وتسعى إلى مكافَحة داء إنْفلونزا الخنازير، ولو أفضى إلى إبادة الخنازير واستئصالها، فهل لحق الرافضةَ الرعبُ من فتوى العلامة ابن جبرين، واعْتَراهُم الذُّعْر من كابوس "إبادة" قد تصيبهم كما أصابتْ خنازير هذا العصر؟!
http://www.alukah.net/articles/65/6048.aspx
¥