تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الطائي قال: ومن وافدك قالت عدي بن حاتم قال: آلفار من الله ورسوله، فمن عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجت حتى جاءت بعدي مسلما، قال عدي فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فابتسم في وجهي، فما دخلت عليه بعد إلا ابتسم في وجهي وثنا لي الوساد، إن النبي صلى الله عليه وسلم إذن جعل المسجد عاصمة الإسلام فهو بيت مال المسلمين الذي لا يمكن أن تطوله أيدي المختلسين، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر في الليالي الثلاث الأخيرة من رمضان ببسط البسط في مؤخرة المسجد فيجعل الناس عليها صدقاتهم فإذا صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر يوم عيد الفطر جلس إلى ذلك الطعام فأمر به فقسم بين المستحقين فإذا انتهى خرج إلى المصلى فصلى العيد، وكذلك فإن المال الذي جاءه من البحرين وكان أكثر مال رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر به فبسط له بساط في المسجد فجعل عليه فجلس إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لا يلتفت إليه ولا ينظر إليه ازدراء للدنيا واحتقارا لها حتى قسمه في مجلسه ذلك لم يبق منه دينار ولا درهم، وكذلك فإنه صلى الله عليه وسلم كان يتخذ المسجد مكانا للجيوش وتدريبها، فالأحباش كانوا يلعبون فيه بالحراب ويتدربون عليها وعائشة تنظر إليهم من بين عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنكبه فيقول أشبعت، أشبعت، وكانت تطيل النظر وتقول ما ظنكم بجارية حديثة السن وهي تنظر إلى أمر لم تره من قبل، فذلك من استغلال المسجد لتكوين الجيوش وما دامت الجيوش تنطلق من المساجد وتتكون فيها فإن ولاءها سيكون لله ولرسوله ولدينه وللدفاع عن بيضة الإسلام، وإذا أخرجت عنها فستذلل وتخيس لأعداء الله من الطواغيت وأصحاب الجبروت والسلطان وبذلك تكون حامية للظلم وحامية كذلك للإفساد في الأرض، وهي مشاركة لمن يفعل، وقد أخرج عبد الرزاق في مصنفه بإسناد صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنه يستعمل عليكم أمراء يظلمون الناس ويكذبون في الحديث فمن أعانهم على ظلمهم أو صدقهم في كذبهم فلن يرد علي الحوض" وكذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم أتى عليا وهو نائم في المسجد قد انكشف جنبه فلصقت فيه التراب، فمسه برجله وقال قم أبا تراب، وكان أبو بكر وعمر وعثمان ينامون في المسجد فيجعلون أرجلهم على أرجلهم، يجعلون إحدى الرجلين على الأخرى، وكان عثمان يرتفق في مؤخرة المسجد إذا جاء ولم يتكامل الناس للصلاة فيجتمع عليه حفظة القرآن فيسألهم عما يحفظون منه كما أخرج ذلك مالك في الموطإ وغيره، إن هذه المساجد إنما بنيت لذكر الله وإقامة الصلاة وقراءة القرآن كما بين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أراد تعطيلها عن الدعوة إلى منهج الله وسبيله فهو داخل في الوعيد الشديد في قول الله تعالى: (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم) وقد اجتمع ملأ من قريش بالمسجد الحرام فقالوا نحن أولى بهذا المسجد من محمد وأصحابه، فأنزل الله تعالى: (وما كانوا أولياؤه إن أولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون) إن أهل الإيمان والتقوى الذين يعمرون المساجد بالسنة هم أولى بالمساجد ممن سواهم وهم أولياؤها وهم أهلها وأما من سواهم ف (ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم)

إن الاستهزاء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبقراء القرآن وبالداعين إلى منهج الله سبحانه وتعالى صرح أهل العلم بأنه من الكفر البواح، ولذلك قال الشيخ عبد القادر بن محمد بن محمد سالم المجلسي رحمهم الله: عميمة العالم كفر، فمجرد تصغير العمامة طعنا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكفر البين البواح، وكذلك قال ابن هلال رحمه الله في نوازله: إن طلبة العلم يحملون على العدالة فمن طعن فيهم فإنما يطعن في شرع الله فإنهم أمناء رسول الله صلى الله عليه وسلم والطعن في رسل رسول الله كالطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن هذا مما لا يختلف فيه اثنان وهو منصوص في كتب الفقه كلها وبالأخص في كتب فقه المالكية، فلذلك علينا أن نعلم أن الذين يطعنون فيه إنما يريدون أن يخادعوا الناس وأن يجهلوهم بهذا العلم وبما فيه، ويريدون بذلك الطعن في

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير