فمنهم من يسلم حينما يمر كالبرق فلا يرى من هَمِّ الصراط هماً طويلاً؛ لأن سرعة المرور تكفيه هم ذلك المرور وإذا مر الإنسان ونظر - سبحان الله العظيم - لو أن الإنسان شاهد يوماً من الأيام وهو يحتاز حفرة أو يمر على جدارٍ منصوب بين بيتين ولينظر تحته فإن قلبه يطير من الفزع فلا إله إلا الله في نار تقاد بسبعين ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها لا حول ولا قوة إلا بالله اللهم ارحم في موقف العرض عليك ذل مقامنا اللهم ارحم في موقف العرض عليك ذل مقامنا ماجعل المسلم نصب عينيه هذا الشيء إلا هانت عليه الدنيا وما فيها فأقسم الله أنه مامنا من أحد إلا سيمرها فإن كان صالحاً لطف الله-عزوجل- به ورحمه وكان سالماً بفضل الله حتى إن المؤمن يقول إذا نجا منها يقول الحمدلله الذي أنجاني منك بعد أن أرانيك وفي الحديث الصحيح عن النبي-صلى الله عليه وسلم- أنه إذا مر المؤمنون على الصراط فهناك الظُّلْمَة وهذه الظلمة القنطرة والظلمة يقف فيها المؤمنون وأهل الجنة يقتص فيها من المظالم فأهل الجنة الذين بينهم الإحسن ومابينهم من الحقوق يجعل الله-عزوجل- هذا الموضع لإبراء المؤمن من حق أخيه فيصلح الله مابين المؤمنين ويقول للعبد: ارفع رأسك أعف عن أخيك فيقول يارب - حقي فيقول الله ارفع رأسك فيرى قصوراً عظيمة ويرى ملكاً عظيماً فيقول يارب لمن هذا؟ ألنبي مرسل فيقول هو لك إن عفوت عن أخيك، فإذا حصل ذلك ذهبت الشحناء والبغضاء ونزعت من القلوب حتى إذا دخلوا الجنة دخلوها بقلوب نظيفة وسرائر نقية: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} يدخلونها وقد زال الحسد وزالت الشحناء والبغضاء أخواناً أحبة وهم في نظرة النعيم وفي ذلك الرضوان العظيم-نسأل الله من فضله وهو أرحم الراحمين -
وأما ما سألت عنه من قوله: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً} فهذا الورود وكما ذكرنا لايستلزم دخول النار لمن كان سالماً.
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يسلمنا من النار، اللهم اجعلنا ممن زحزح عن النار وأدخل الجنة، اللهم اجعلنا ممن زحزح عن النار وأدخل الجنة، اللهم إنا نعهد إليك في هذه الحياة الدنيا اللهم إنا نعهد إليك ونحن أفقر مانكون إلى رحمتك، اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن ترحم في موقف العرض عليك ذل مقامنا، اللهم ارحم في موقف العرض عليك ذل مقامنا، اللهم ثبت على الصراط أقدامنا، اللهم يمن كتابناً، ويسر حسابنا، اللهم لا تفضحنا يوم العرض عليك، اللهم لا تفضحنا يوم العرض عليك لا حول ولا قوة إلا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل، اللهم أنت حسبنا إذا عظمت علينا ذنوبنا وجلت علينا فضائحنا وخطايانا، اللهم لا حول ولاقوة إلا بك، اللهم نجنا يا أرحم الراحمين لا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم لا حول ولا قوة إلا بك حسبنا الله ونعم الوكيل، حسبنا الله ونعم الوكيل.
ـ[محبة لطيبه]ــــــــ[30 - 01 - 10, 09:52 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[08 - 02 - 10, 02:37 ص]ـ
وَدُودِ القَزِّ وَبَزْرِهِ ( http://www.ansarallah.com/play_audio.php?audio=473)
ـ[أبو عبدالرحمن مصطفي]ــــــــ[08 - 02 - 10, 11:50 ص]ـ
ما أخبار الشيخ أخانا الفاضل؟ , ومتى تستمر الدروس؟
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[08 - 02 - 10, 01:58 م]ـ
ستبدا الاسبوع القادم
ـ[أبو عبدالرحمن مصطفي]ــــــــ[09 - 02 - 10, 06:06 م]ـ
بارك الله فيكم , لم نعهدكم إلا كرامًا بها , وفقكم الله
ـ[محبة لطيبه]ــــــــ[19 - 02 - 10, 02:41 ص]ـ
شرح سنن الترمذي - كتاب الجنائز - 3 - 3 - 1431
للشيخ محمد المختار الشنقيطي
درس رائع .. وفيه الكثير من الدرر والمواعظ
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=72860
نسأل الله من فضله
ـ[محبة لطيبه]ــــــــ[23 - 02 - 10, 11:37 م]ـ
شرح زاد المستقنع - كتاب الطهارة - 11
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=72854
فيه فوائد كثيره
.
ـ[أبو عبدالرحمن مصطفي]ــــــــ[24 - 02 - 10, 09:56 ص]ـ
الأخت الفاضلةجزاك الله خيرًا , رأيت أخانا الذي يضع الدرر لا يضع جميع الدرس بل يضع مقطعًا مؤثرًا أما الدروس فلها موضوع مخصص , وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[25 - 02 - 10, 01:48 ص]ـ
كونوا عباد الله إخواناً
والله إن لذة العيش إذا صفيت القلوب من الضغائن، ولذة الحياة إذا خلت القلوب من الأحقاد والحسد والبغضاء، ففيمَ التحاسد؟! وفيمَ التهاجر؟ وفيمَ التقاطع وفيما التدابر، والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوصي أهل الإيمان وينادينا فيقول: (لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً)؟ لا تحاسدوا؛ لأن الحسد طريق الفساد، ولا تباغضوا؛ لأن أهل الإيمان لا يعرفون البغضاء، ولا تدابروا؛ فالمؤمن لا يولي دبره إلى أخيه كناية عن القطيعة، ولكن كونوا عباد الله إخواناً، أمر من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن نكون عباداً لله في الله إخواناً، وكل واحد منا يتوجه إليه هذا الحديث، كن مع عباد الله أخاً لهم في الله ولله
¥