[حوار أدبي شيق وممتع حول قلب اللوز, والزلابية, والقهوة الزنجية.]
ـ[سمير زمال]ــــــــ[09 - 06 - 09, 03:51 ص]ـ
هذا حوار رائع وممتع بين الشيخ أبو يزيد المدني والأخ الفاضل أبو وائل حسان حول قلب اللوز, والزلابية, والقهوة الزنجية. أبدع فيه كلا الطرفين وساقا العديد من الفوائد والنوادر والدرر .. أترككم مع الحوار
أبو وائل حسان شعبان
((إلى عشّاق القهوة))
إليكم هذه الدرر:
عليك بشرب البنّ في كل حالة ... ففي البنّ للشرّاب خمس فوائد
نشاط وتهضيم وتحليل بلغم ... وتطييب أنفاس وعون لعابد
والمثل الغربي يقول:
une tasse de cafe par jour sa fait du bon sante
اعذرني يا إخوان عهدي بهذه اللغة بعيد جدا فإن أصبت فالحمد لله وإن كانت الأخرى فأمروها كما جاءت، ومن صحح فهو خير له (ابتسامة)
أبو يزيد المدني
جزاك الله خيرا أخي حسّان, فقد هيجت ما كان ساكناً, وبعثت من كان في الرمس نائماً.
فاجتمعت في القلب لوعتان, لوعة للقهوة السوداء التي أغرمنا بها زمناً, ثم حرمنا منها أزماناً يوم قدمنا طيبة الطيبة, فصرنا لا نجد إلا قهوة شهباء مرّ مذاقها, صعب مراسها.
وكنا ولا زلنا نفرح بالوفود, ونسأل منه من يجود بقهوة زنجية, فإن السود في القهوة محمود, والشهب فيها مذموم.
وهذا رجاء من أخيكم لكل وافد ومعتمر ألا ينسانا من القهوة السوداء, فإني في القهوة على مذهب القائل:
لا أشتهي الأبيض المنفوخ من سمن ...... وإنما أشتهي السمر المهازيل.
وأما اللوعة الثانية: فهي لوعة لعهد تليد قد مضى أيام كنا بالجنوب, ننهل من المتون, ولم تكن لنا حينها سلوى ولا استراحة إلا مع الأشعار.
فكنا نلعب لعبة كنا نسميها لعبة القوافي, حيث تعقد الدائرة ويتوسطها أشعرنا, ثم يبتدئ البيت الأول على أن يأتي من يليه ببيت يبدأ بحرف قافية الأول, ومن عجز يطرد, إلا أن ينفرد الحافظ الشاعر.
وهذه ملح من الشعر أهديها للشيخ حسّان أولاً, ولأهل المنتدى ثانياً عن القهوة والبنّ.
يقول كاظم الأزدي في مدح القهوة السوداء, وذمّ القهوة الشهباء:
هي القهوة السوداء فانعم بشربها ...... ودع عنك شمطاء طوتها دهورها
فإن بياض العين للعين ظلمة ...... وإن سواد العين للعين نورها
وقال ابن معصوم -في وصف القهوة حال يقظته من منامه-:
تعالي فأحييني بفنجانِ قهوةِ ...... إذا الصبحُ حيّا من نوافذِ غرفةِ
وأيقظني الدِّيكُ الفخورُ بفيقهِ ...... فقمتُ نشيطاً بعد أطيب هَجعة
فللجسمِ بعد النومِ عزمٌ وقوةٌ ...... وللنفسِ آمالٌ بعودِ الأشعَّة
ونفحتُها للقلبِ ألطفُ نفحةٍ ...... وحمرتُها للعينِ أجملُ حمرة
ضَعي فوقها المقهاةَ حتى إذا غَلت ...... ضَعي البنَّ وائتينا بأطيَب قهوة
كزنجيَّةٍ بعد العبوسِ تبسَّمَت ...... وغَنَّت وقد حنَّت بوحشيِّ لهجة
وصفِّي الفناجينَ اللطيفةَ واسكُبي ...... لِننشَقَ ريحَ المسكِ من غيرِ فأرة
وقال محمد جواد البغدادي, في مدح القهوة الشهباء (الحجازية) وهي تؤخذ بدون سكر, ولكن تكسر حدتها بالتمر, ولذلك قال شيخنا العلامة المحدّث حمّاد الأنصاري رحمه الله, قهوة بلا قدوع (والقدوع هو التمر عند الحجازيين) مثل صلاة بلا خشوع:
أرى البنّ قد رام اجتماعاً بسكّر ...... وهيهات ما الضدّان يتّفقان
فقلنا له كيف السبيل وقد غدا ...... رفيقك قيسياً وأنت يماني
الأخ الفاضل أبو وائل حسان
بدأ يحلو معك يا شيخ سليم السمر
القهوة في الأصل تطلق على الخمر، وعلى هذا وردت أشعارهم، ولعلّ إنما سميت قهوتنا الزنجية ـــ كما يحلو للشيخ سليم أن يسمّيها ـــ باسم الخمر، بجامع ما تحققه من نشوة، ولكونها كانت في الأصل شراب الأثرياء، فالفقير يحتاج إلى ما يملي بطنه، لا إلى ما يشعل عقله
قال ابن قنيبة في أدب الكتاب (قيل في ضبطه الكُتَّاب، والكِتَاب):
(والقَهْوَةُ) الخمر سُمِّيَت بذلك لأنها تُقْهِي أي: تَذْهَبُ بشهوة الطعام
قال الكسائي: يقال قد أَقْهَى الرَّجُلُ إذا قَلَّ طُعْمُهُ. اهـ (ص139)
وفي نهاية الأرب في فنون الأدب:
وقيل: سميت خمراً لأنها تخامر العقول فتخلطها.
وقالوا: لأنها تخمر في الإناء، أي تغطى وهي مؤنثة.
ويقال لها: القهوة، لأنها تقهى عن الطعام والشراب،
يقال: أقهى عن الطعام وأقهم عنه إذا لم يشتهه. (ص 418)
وفي القاموس:
¥