ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[20 - 06 - 09, 05:42 م]ـ
كلنا لآدم وآدم من تراب
ولا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى
وإن أكرمكم عند الله أتقاكم
وليس هناك أي ميزة لك على سواك في الجنس، فما الذي يفوقك على العجمي المسلم؟!!!!، اللهم الا إذا تساويت مع عجمي في التقوى والعلم وجميع المكارم فحينذاك قد يعطى ترجيح أو اولوية لك في بعض الأمور، أما في غير هذا فنقي ذهنك من هذا الفكر فلن يسلم لك أحد بهذا.
وقد كنا نظن ونحن صغار بان العرب قد خلقوا للجنة، إلى أن رأينا ... نسأل الله العافية
ولا تنسى الخدمات التي قدمها العجم للإسلام والمسلمين في جميع المجالات، ولولا قيام العجم بالمحافظة على لغة القرآن والنبي عليه أفضل الصلاة والسلام، فلا أدري بأي لغة كنت تتحدث الآن!!!
الأخ أو الأخت افتخار عندك لبس في هذا الموضوع، والكلام الذي ذكرته فيه خطأ كثير، فتفضيل جنس العرب هو قول عامة أهل العلم، وحتى تتضح الصورة أنقل لك بعض كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في هذا الموضوع، وهو توضيح لمعنى أن جنس العرب أفضل من جنس العجم وأنه لا يلزم من ذلك أن يكون كل واحد من العرب أفضل من العجم، بل قد يوجد في آحاد العجم من هو أفضل من آحاد العرب،
قال رحمه الله في اقتضاء الصراط المستقيم: (فإن الذي عليه أهل السنة والجماعة اعتقاد أن جنس العرب أفضل من جنس العجم عبرانيهم وسريانيهم رومهم وفرسهم وغيرهم وأن قريشا أفضل العرب وأن بني هاشم أفضل قريش وأن رسول الله صلى الله عليه و سلم أفضل بني هاشم فهو أفضل الخلق نفسا وافضلهم نسبا
وليس فضل العرب ثم قريش ثم بني هاشم بمجرد كون النبي صلى الله عليه و سلم منهم وإن كان هذا من الفضل بل هم في أنفسهم أفضل وبذلك ثبت لرسول الله صلى الله عليه و سلم أنه أفضل نفسا ونسبا وإلا لزم الدور
ولهذا ذكر أبو محمد حرب بن إسماعيل بن خلف الكرماني صاحب الإمام أحمد في وصفه للسنة التي قال فيها هذا مذهب أئمة العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المعروفين بها المقتدى بهم فيها وأدركت من أدركت من علماء أهل العراق والحجاز والشام وغيرهم عليها فمن خالف شيئا من هذه المذاهب أو طعن فيها أو عاب قائلها فهو مبتدع خارج عن الجماعة زائل عن منهج السنة وسبيل الحق وهو مذهب أحمد وإسحاق بن إبراهيم بن مخلد وعبد الله بن الزبير الحميدي وسعيد بن منصور وغيرهم ممن جالسنا وأخذنا عنهم العلم
فكان من قولهم أن الإيمان قول وعمل ونية وساق كلاما طويلا إلى أن قال ونعرف للعرب حقها وفضلها وسابقتها ونحبهم لحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم حب العرب إيمان وبغضهم نفاق ولا نقول بقول الشعوبية وأراذل الموالي الذين لا يحبون العرب ولا يقرون بفضلهم فإن قولهم بدعة وخلاف
ويروون هذا الكلام عن أحمد نفسه في رسالة أحمد بن سعيد الأصطخري عنه إن صحت وهو قوله وقول عامة أهل العلم وذهبت فرقة من الناس إلى أن لا فضل لجنس العرب على جنس العجم وهؤلاء يسمون الشعوبية لانتصارهم للشعوب التي هي مغايرة للقبائل كما قيل القبائل للعرب والشعوب للعجم ومن الناس من قد يفضل بعض أنواع العجم على العرب
والغالب أن مثل هذا الكلام لا يصدر إلا عن نوع نفاق إما في الاعتقاد وإما في العمل المنبعث عن هوى النفس مع شبهات اقتضت ذلك ولهذا جاء في الحديث حب العرب إيمان وبغضهم نفاق مع أن الكلام في هذه المسائل لا يكاد يخلو عن هوى للنفس ونصيب للشيطان من الطرفين وهذا محرم في جميع المسائل ... إلخ كلامه) انتهى
وقال في موضع آخر: (فإن الذي عليه أهل السنة والجماعة: اعتقاد أن جنس العرب أفضل من جنس العجم، عبرانيهم وسريانيهم، روميهم وفرسيهم، وغيرهم.)
وقال رحمه الله:"وَجُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ عَلَى أَنَّ جِنْسَ الْعَرَبِ خَيْرٌ مِنْ غَيْرِهِمْ كَمَا أَنَّ جِنْسَ قُرَيْشٍ خَيْرٌ مِنْ غَيْرِهِمْ وَجِنْسَ بَنِي هَاشِمٍ خَيْرٌ مِنْ غَيْرِهِمْ. وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {النَّاسُ مَعَادِنُ كَمَعَادِنِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الْإِسْلَامِ إذَا فَقِهُوا}. لَكِنَّ تَفْضِيلَ الْجُمْلَةِ عَلَى الْجُمْلَةِ لَا يَسْتَلْزِمُ أَنْ يَكُونَ كُلُّ فَرْدٍ أَفْضَلَ مِنْ كُلِّ فَرْدٍ فَإِنَّ فِي غَيْرِ
¥