تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الْعَرَبِ خَلْقًا كَثِيرًا خَيْرًا مِنْ أَكْثَرِ الْعَرَبِ وَفِي غَيْرِ قُرَيْشٍ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْ أَكْثَرِ قُرَيْشٍ وَفِي غَيْرِ بَنِي هَاشِمٍ مِنْ قُرَيْشٍ وَغَيْرِ قُرَيْشٍ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْ أَكْثَرِ بَنِي هَاشِمٍ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إنَّ خَيْرَ الْقُرُونِ الْقَرْنُ الَّذِينَ بُعِثْت فِيهِمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ} وَفِي الْقُرُونِ الْمُتَأَخِّرَةِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرٍ مِنْ الْقَرْنِ الثَّانِي وَالثَّالِثِ وَمَعَ هَذَا فَلَمْ يَخُصَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقَرْنَ الثَّانِيَ وَالثَّالِثَ بِحُكْمٍ شَرْعِيٍّ كَذَلِكَ لَمْ يَخُصَّ الْعَرَبَ بِحُكْمٍ شَرْعِيٍّ بَلْ وَلَا خَصَّ بَعْضَ أَصْحَابِهِ بِحُكْمٍ دُونَ سَائِرِ أُمَّتِهِ وَلَكِنْ الصَّحَابَةُ لِمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ الْفَضْلِ أَخْبَرَ بِفَضْلِهِمْ وَكَذَلِكَ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ لَمْ يَخُصَّهُمْ بِحُكْمِ وَلَكِنْ أَخْبَرَ بِمَا لَهُمْ مِنْ الْفَضْلِ لِمَا اخْتَصُّوا بِهِ مِنْ الْعَمَلِ وَذَلِكَ لَا يَتَعَلَّقُ بِالنَّسَبِ. وَالْمَقْصُودُ هُنَا أَنَّهُ أُرْسِلَ إلَى جَمِيعِ الثَّقَلَيْنِ: الْإِنْسِ وَالْجِنِّ فَلَمْ يَخُصَّ الْعَرَبَ دُونَ غَيْرِهِمْ مِنْ الْأُمَمِ بِأَحْكَامٍ شَرْعِيَّةٍ وَلَكِنْ خَصَّ قُرَيْشًا بِأَنَّ الْإِمَامَةَ فِيهِمْ وَخَصَّ بَنِي هَاشِمٍ بِتَحْرِيمِ الزَّكَاةِ عَلَيْهِمْ وَذَلِكَ لِأَنَّ جِنْسَ قُرَيْشٍ لَمَّا كَانُوا أَفْضَلَ وَجَبَ أَنْ يَكُونَ الْإِمَامَةُ فِي أَفْضَلِ الْأَجْنَاسِ مَعَ الْإِمْكَانِ وَلَيْسَتْ الْإِمَامَةُ أَمْرًا شَامِلًا لِكُلِّ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَإِنَّمَا يَتَوَلَّاهَا وَاحِدٌ مِنْ النَّاسِ ... إلخ كلامه في مجموع الفتاوى 19/ 30 - 31

وقال الشيخ ابن باز رحمه الله:"وهنا شبهة يذكرها بعض دعاة القومية أحب أن أكشفها للقارئ, وهي أن بعض دعاة القومية زعم أن النهي عن الدعوة إلى القومية العربية والتحذير منها يتضمن تنقص العرب وإنكار فضلهم.

والجواب أن يقال: لا شك أن هذا زعم خاطئ واعتقاد غير صحيح, فإن الاعتراف بفضل العرب, وما سبق لهم في صدر الإسلام من أعمال مجيدة لا يشك فيه مسلم عرف التاريخ كما أسلفنا, وقد ذكر غير واحد من أهل العلم, ومنهم أبو العباس ابن تيمية في كتابه: (اقتضاء الصراط المستقيم) أن مذهب أهل السنة تفضيل جنس العرب على غيرهم , وأورد في ذلك أحاديث تدل على ذلك, ولكن لا يلزم من الاعتراف بفضلهم أن يجعلوا عمادا يتكتل حوله, ويوالى عليه ويعادى عليه, وإنما ذلك من حق الإسلام الذي أعزهم الله به, وأحيا فكرهم ورفع شأنهم, فهذا لون وهذا لون, ثم هذا الفضل الذي امتازوا به على غيرهم, وما من الله به عليهم من فصاحة اللسان, ونزول القرآن الكريم بلغتهم, وإرسال الرسول العام بلسانهم, ليس مما يقدمهم عند الله في الآخرة, ولا يوجب لهم النجاة إذا لم يؤمنوا ويتقوا, وليس ذلك أيضا يوجب تفضيلهم على غيرهم من جهة الدين, بل أكرم الناس عند الله أتقاهم, كما تقدم في الآية الكريمة والحديث الشريف, بل هذا الفضل عند أهل التحقيق يوجب عليهم أن يشكروا الله سبحانه أكثر من غيرهم, وأن يضاعفوا الجهود في نصر دينه الذي رفعهم الله به, وأن يوالوا عليه ويعادوا عليه, ودون أن يلتفتوا إلى قومية أو غيرها من الأفكار المسمومة, والدعوات المشئومة, ولو كانت أنسابهم وحدها تنفعهم شيئا لم يكن أبو لهب وأضرابه من أصحاب النار, ولو كانت تنفعهم بدون الإيمان لم يقل لهم النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «يا معشر قريش اشتروا أنفسكم من الله لا أغني عنكم من الله شيئا».

وبذلك يعلم القارئ المسلم من الهوى أن الشبهة المذكورة شبهة واهية لا أساس لها من الشرع المطهر, ولا من المنطق السليم البعيد من الهوى.) انتهى من مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله 1/ 292 - 293

وفي لقاء الباب المفتوح للشيخ ابن عثيمين رحمه الله:

(6) التوفيق بين قوله تعالى (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) و قول: إن جنس العرب أفضل من جنس العجم.

السؤال:

فضيلة الشيخ! كيف التوفيق بين قول الله عز وجل: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات:13] وبين ما هو ثابت من أن جنس العرب أفضل من جنس العجم، وكذلك فضل قريش على سائر العرب, كيف نوفق بين هذا؟ وجزاكم الله خيراًَ.

الجواب:

(أقول: لا تَنافي، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الناس معادن كمعادن الذهب والفضة)، وأخبر عليه الصلاة والسلام أن: (خيار الناس في الإسلام خيارهم في الجاهلية)، وعلى هذا فأكرم الناس من قريش أتقاهم لله، وأكرم الناس من تميم أتقاهم لله، وهَلُمَّ جَرَّاً.

أما الجنس فالجنس شيء آخر، فجنس العرب أفضل من جنس العجم، لا شك، وكما قال النبي عليه الصلاة والسلام:

(إن الله اصطفى من بني إسماعيل كنانة، واصطفى من كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم)، فهنا الخيار يعني بين الناس من هؤلاء، أما عند الله فأكرمهم أتقاهم، حتى وإن كان من الجنس المفضَّل ... ) اهـ.

(لقاء الباب المفتوح) شريط (125) ب. انتهى

وقد حكى شيخ الإسلام ابن تيمية الإجماع على أن بغض جنس العرب وسبهم كفر، قال الشيخ بكر أبوزيد رحمه الله:"قال الزبيدي في: تاج العروس 1/ 99 (من بَغُضَ اللسان العربي أداه

بغضه إلى بغض القرآن وسنة الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وذلك كفر صراح، وهو الشقاء

الباقي. نسأل الله العفو). اهـ.

إذاً فما يبغض لسان العرب إلا من يبغض جنسهم وعنصرهم وفي

بغض جنسهم يقول شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله تعالى في اقتضاء

الصراط المستقيم (وقد حكي الإجماع على أن بغض جنس العرب كفر

أو سبب يؤدي إلى الكفر) اهـ." انتهى فقه النوازل 1/ 153

وأرجو أن تكون المسألة قد وضحت.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير