تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الكلام الذهبي عن و من صاحب القلم الذهبي ..]

ـ[محمد العياشي]ــــــــ[29 - 06 - 09, 03:10 ص]ـ

الحمد لله و الصلاة و السلام على نبينا محمد و آله و صحبه, و بعد, فإن الحديث عن أبي فهر محمود محمد شاكر يبعث على العزة و الإحساس بالطمأنينة أن عاش بيننا من حمل في قلبه هموم هذا التراث و دافع عنه دفاع المستميت, رغم كل ما واجهه في سبيل ذلك, فالأستاذ عاش فقيرا, بعيدا عن أضواء الشهرة, و لا عجب في ذلك, فإنه سلك طريق شيخ العربية الخليل بن أحمد, الذي قال فيه النضر بن شميل: (لقد عاش الخليل بن أحمد في مربد من مرابد البصرة لا يجد قوت يومه و أصحابه يأكلون بعلمه الأموال).

محمود محمد الطناحي من حواريي الأستاذ الأديب محمود محمد شاكر, يقول عنه في مجموع مقالاته: (كيف أكتب عنك أيها الشيخ الجليل؟ و من أين أبدأ, و كيف أمضي؟ و الحديث عنك إنما هو عن تاريخ هذه الأمة العربية الشريفة: عقيدة و لغة و فكرا و رجالا, و آمادا رحبة متطاولة, لا يقدرها إلا أنت, و لا يعرف كنهها إلا أنت, و تاريخ أمتنا حاضر بين يديك, ماثل بين عينيك, لم يغب عنك لحظة فماذا أنا قائل فيك؟ و ماذا أنا بالغ من الكتابة عنك؟ و معذرة ثم معذرة شيخي أبا فهر إذ أكتب عنك بهذه الوجازة التي تراها ـأراك الله الخير , و ذلك عليه, و رغبة فيه .........

و يقول كذلك عنه رحمهما الله: (و لقد سارت حياة أبي فهر في طريقين استويا عنده استواء واضحا عدلا, الطريق الأول: طريق العلم و المعرفة, يعب منهما و لا يروى. و الطريق الثاني: التنبه الشديد لما يحاك لأمتنا العربية من كيد و مكر, و ما يراد لثقافتنا و علومها من غياب و اضمحلال, و ظل حياته كلها قائما على حراسة العربية و الذود عنها, يحب من أجلها و يخاصم من أجلها*بتشديد الجيم المنصوبة*, و قد احتما في حالتيه من العناء و المكابدة ما تنوء بحمله العصبة أولو القوة.

يتبع إنشاء الله

ـ[محمد العياشي]ــــــــ[29 - 06 - 09, 01:23 م]ـ

*بتشديد الجيم المنصوبة* بل الصحيح المفتوحة.

ـ[محمد العياشي]ــــــــ[30 - 06 - 09, 02:33 ص]ـ

و يقول رحمه الله: (لقد ألقى هذا الرجل الدنيا كلها خلف ظهره و دبر أذنيه, و استوى عنده سوادها و بياضها, و خلا إلى الكتاب العربي في فنونه المختلفة, و المكتبة العربية عند أبي فهر كتاب واحد ...... ) إلى أن قال: (و قد كشف هو نفسه عن ثقافته و أدواته, فقال بعد أن حكى محنته عقب ذلك الزلزال العنيف الذي رجه رجا حين خرج المستشرق الإنجليزي "مرجليوت" بمقالته عن نشأة الشعر العربي, و ما أثاره من شك حول صحة الشعر الجاهلي, و ما كان من متابعة الدكتور طه حسين لهذه المقالة, في كتابه "في الشعر الجاهلي", يقول"الأستاذ محمود شاكر" في صدر رسالته في الطريق إلى ثقافتنا: (قد أفضى بي ذلك إلى إعادة قراءة الشعر الجاهلي كله أولا, ثم قراءة ما يقع تحت يدي من هذا الإرث العظيم الضخم المتنوع من تفسير و حديث و فقه, و أصول فقه و أصول دين, و ملل و نحل, إلى بحر زاخر من الأدب و النقد و البلاغة و النحو و اللغة, حتى قرأت الفلسفة القديمة و الحساب القديم و الجغرافية القديمة, و كتب النجوم و صور الكواكب, و الطب القديم و مفردات الأدوية, و حتى قرأت البيزرة و البيطرة و الفراسة, بل كل ما استطعت أن أقف عليه بحمد الله سبحانه, قرأت ما تيسر لي منه, لا للتمكن من هذه العلوم المختلفة, بل لكي ألاحظ و أتبين و أزيح الثرى عن الخبيء و المدفون)

يتبع إنشاء الله تعالى

ـ[محمد العياشي]ــــــــ[01 - 07 - 09, 03:00 ص]ـ

و قال رحمه الله في شيخه: (هذا الرجل الذي يعد رمزا ضخما من رموز حضارتنا العربية, و لكن أسبابا كثيرة حجزته عن الناس, و حجزت الناس عنه, و كان هو نفسه أحد الأسباب المعينة على ذلك, بهذه العزلة التي ضربها على نفسه, ثم بتلك الصرامة التي يعامل بها الأشياء و الناس, و البشر منذ أن برأهم خالقهم يحبون الملاينة و الملاطفة, ثم المصانعة التي أشار إليها زهير بن أبي سلمى في معلقته الشريفة و لكن أبا فهر اختار الطريق الأعظم, و ترك الطرق التي تشعبت منه, و هي التي تسمى"بنيات الطريق" فكاشف و صارح فيما بينه و بين نفسه, وفيما بينه و بين الناس, و منذ أن ظهرت أمامه غواشي الفتن التي أحدقت بأمته العربية, فتح عينه, و أرهف سمعه, ثم شد مئزره و أيقظ حواسه كلها, يرصد و يحلل و يستنتج, ثم قال: (فصار علي واجبا ألا أتلجلج, أو أحجم, أو أجمجم, أو أداري)

يتبع إنشاء الله

ـ[محمد العياشي]ــــــــ[04 - 07 - 09, 12:37 ص]ـ

*أي شلال هادر توقف* هكذا عنون الأستاذ الطناحي مقالته في مجلة العربي عند وفاة شيخه أبي فهر محمود محمد شاكر حيث قال: (في الساعة الخامسة من عصر يوم الخميس الثالث من ربيع الآخر 1411هجري_ السابع من أغسطس 1997م دعي محمود شاكر فأجاب, و بعد نصف ساعة من انتقاله للرفيق الأعلى كنت على رأسه ألقنه الشهادتين, ثم دارت بي الأرض و أنا أنظر إلى هذا الجسد الساكن و قد صرعه الموت, و هو الذي غالب المحن و صارع الشدائد, فلم تلن له قناة, و لم يخفت له صوت, و لم يرتعش في يده قلم, حتى جاءه القاهر الذي لا يغلب.

ثم نظرت إليه أخرى و قلت: أي صوت مجلجل سكت, و أي شلال هادر توقف, و أي نبع عذب غاض*غاض الماء قل و نضب*, و أي نبت مزهر صوح, و أي ركن جليل ساخ, و أي فارس فاتك ترجل؟

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير