ولن تنالي هذا الشرف إلا بكثرة الدعاء وتحري أوقات ومواضع وأماكن الاستجابة وفي كل ذلك لا يقبل دعاؤك من قلب لاه فلابد من اجتماع القلب مع اللسان مع كثرة الإلحاح وعدم القنوط والاستعجال.
وهذا يفتح عليك بابا آخر وهو الصبر وطول النفس
فلا تتعجلي نتائج صبرك ولا عطاءك فأنت حين تطهين طعامك تعلمين أن الوقت جزء مهم لنجاح ما طهيتيه
وعندما تحملين أيضا تعلمين أن الوقت جزء مهم في فترة الحمل ولن تسعدي برؤية طفل سليم قبل مرور تسعة أشهر
وأنت حين تربين طفلك وتعلميه أي أدب من آداب الطعام أو الخلاء أو اللباس أو مخالطة الناس فكل ذلك بحاجة إلى وقت وطول ممارسة وعدم استعجال للنتائج
ومن خلال ذلك توطنين نفسك على البذل والعطاء دون انتظار مقابل وهو حقيقة الإحسان و أعلى مراتب الدين.
فأنت حين تعملين في بيتك لا تنتظرين شكرا ولا تقديرا, بل تشعرين أن هذا جزء من حياتك قد اعتادت نفسك عليه وتمرنت
وحين تربين ولدك وتسهرين على راحته لا تنتظرين مقابل ذلك برا ولا إحسانا.
وحين يمرض طفلك أو تقعين في مشكلة زوجية أو بلاء معين فإنك تعلمين أن لا أحد يستطيع أن يفرج كربك ويستر حالك وييسر أمرك ويشفي ولدك من غير منأذى ولا منة إلا الله سبحانه فتلجئين إليه وتسأليه بأسمائه الحسنى وصفاته العلا
وتتوسلين له بأعمال صالحة قد عملتيها لم تعمليها إلا ابتغاء مرضاته
فإن لم يستجب لك علمت أن هذا إما لتقصير في طاعة الله أو بسبب ذنوب قد مضت
فتحاولين تارة بالأعمال الصالحة من صدقة وصيام وقيام وبذل معروف ,وتارة بالاستغفار والتوبة والإقلاع عن الذنوب
فإن استمر البلاء علمت أن الله قد احبك ويريد أن يصيب منك لتصلي إلى منزلة قد وضعها لك لن تناليها بصلاة ولا صيام بل ببلاء تصبرين عليه.
كل هذا و أنت تزاولين أعمالك من غير تكلف ولا ترفع فأنت تميطين الأذى عن طفلك وعن أثاث المنزل وعن الثياب وأنت فرحة بذلك لأنك تتذكرين أن الله يحب المتطهرين ومع الوقت يورث هذا الفعل في نفسك تواضعا وسمتا وتتخلصين مما قد كان في قلبك من كبر و أنفه.
وتطيب نفسك بصنع الطعام وأنت تعلمين أن من أطعم الطعام وأفشى السلام وصلى بالليل والناس نيام دخل الجنة بسلام.
وترحمين أولادك ومن هم تحت رعايتك لأنك تعلمين أن الله يرحم من عباده الرحماء.
وتطيعين زوجك وتحرصين على أداء حقوقه لأنك تعلمين أن المرأة لا تؤدي حق ربها ما لم تؤدي حق زوجها.
وفي كلا الأمرين تعلمين أنك بذلك أصبحت خير النساء التي قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم:
السلسلة الصحيحة - (ج 1 / ص 578)
[ألا أخبركم برجالكم من أهل الجنة؟ النبي في الجنة والصديق في الجنة والشهيد في الجنة والمولود في الجنة والرجل يزور أخاه في ناحية المصر لا يزوره إلا لله عز و جل ونساؤكم من أهل الجنة: الودود الولود العؤود على زوجها؛ التي إذا غضب جاءت حتى تضع يدها في يد زوجها وتقول: لا أذق غمضا حتى ترضى]
فانظري كيف جمعك الحديث مع النبي والصديق والشهيد فقط لأنك حرصت على رضا زوجك واحتسبت التودد له.
وتتبسمين في وجوه أهل بيتك وتخاطبينهم بكلام طيب لأنك تعلمين أن الكلمة الطيبة صدقة وتبسمك في وجه أخيك صدقه
وغير هذا كثير من أعمال لو احتسبت أجرها على بساطة العمل بها وصلت إلى مراتب في الدين عالية جدا هي أفضل عند الله من الشهادات والمناصب وهي خير لك من كنوز الدنيا.
إن أخلصت النية لله وجاهدت نفسك على الإخلاص وطلبت العون وفي كل صلاة أن يهديك صراط الذين أنعم الله عليهم.
وبعد كل ذلك .....
بيت يزرع في قلبك ... الصبر والإخلاص والتوكل والتقوى واليقين ... ويورث في نفسك التواضع والبذل والعطاء
ويعلمك الدعاء والصيام والقيام والإنفاق والاستغفار
ما الذي يدعوك أن تخرجي منه لتبحثي عن السعادة في غيره وأنت اقرب ما تكونين من رحمة الله عندما تكونين فيه!!
لماذا تستبدلين الذي أدنى بالذي هو خير!!
ألا تخشين أن يهبطك الله في أي مصر ويجعلك تتيهين في البحث عن السعادة وقد نبذتها وراء ظهرك!!
أختي المسلمة إن لك في نساء من قبلك اسوة حسنة فقد خرجت منهن العابدة والمجاهدة والعالمة والمربية
كل هذا وهي قارة في بيتها ملتزمة بحجابها
قد رعاها الله وحفظ حقها لما كانت إبنة ثم اختا ثم زوجا ثم اما
من غير أن تخرج في مسيرة أو تقود مظاهرة أو تجلي على مقاعد البرلمان تتسول الاصوات التي تؤكد حقوقها وتعترف بها
ومن تامل كتاب الله وسنة نبيه تاملا حقيقيا وجد هذا
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
ـ[عبدالله بن عبدالقادر المسلم]ــــــــ[01 - 07 - 09, 10:49 ص]ـ
أخي الكريم
كلام يكتب بماء الذهب
جزاك الله خيرا وبارك فيك ورفع الله قدرك في الدنيا والأخرة
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[01 - 07 - 09, 03:31 م]ـ
بارك الله فيكم ,,, كنت بحاجة لهذا الكلام حقيقة لنقاش ما دار بيني وبين بعض الأخوة هدانا الله وإياهم