وإن الاستفادة من الوسائل الحديثة - وأعني بذلك استخدام شبكة الإنترنت - في الدعوة إلى الله يعدّ من وسائل الدعوة، فهي كالكتاب والإذاعة والشريط والمقالات عبر الصحف والمجلات، إذ لكلٍ من هذه الوسائل روادها وطالبوها و ثمراتها.
ومن فوائد الإنترنت الحصول على برامج عديدة في العلوم المختلفة في التفسير، والحديث، والفتاوى الفقهية، واللغة، إضافة إلى تحميل الكتب والمصنفات العديدة بلغاتٍ مختلفةٍ على أجهزة الحاسوب و هذه تفيد كثيراً الدول التي يصعب أو لا يكمن نقل الكتب إليها، إضافةً إلى تبصير المسلمين بأحوال العالم الإسلامي وما يعانون منه وطرح مشكلاتهم و سبل حلها.
وإن حديثي فيما يخص شبكة الإنترنت يتعلق في استخدام برنامج البالتوك ( paltalk) ، وإن هذا البرنامج عبارة عن محادثات صوتية قد يصاحبها كتابة، وربما تكون مرئية أيضًا، وإن هذا البرنامج - البالتوك - ذو شهرةٍ قويةٍ عالميةٍ لقوة خدماته وإمكانياته.
و لا ريب أن الوسائل الإعلامية سلاح ذو حدين إذ يمكن أن يستخدم في الخير وفي الشر أيضا، وهذا البرنامج منها.
ولقد بدأت العناية والاهتمام من قبل المسلمين في الدعوة إلى الله عز وجل من خلال هذا البرنامج عبر السنوات القليلة الماضية – حسب اطّلاعي - ومن أوائل من سبق مع الأسف في استخدام ذلك هم القاديانية، مع ما هم فيه من كفرٍ وباطلٍ وانحرافٍ في دعواهم نبوة الكذاب ميرزا غلام أحمد و ما يلبسون به على كثير من الناس وخاصة الذين يدخلون في دين الإسلام.
إيجابيات البرنامج:
يمكن القول بأن الإيجابيات لهذا البرنامج أبرزها ما يلي:
أولاً: استخدامه كوسيلة من الوسائل الإعلامية الحديثة في إلقاء الدروس والمحاضرات والندوات والفتاوى.
ثانيًا: إيصال العلم الشرعي المستمد من الكتاب والسنة وفهم السلف إلى ديار المسلمين المتباعدة، وإلى ديار الكفر التي يقل فيها العلماء وطلبة العلم، أو المناطق التي ربما يصعب أولا يسمح بنقل الكتب والمصادر إليها، ففي هذا تغلب على تلك الصعوبات، وفيه تيسير التلقي العلمي عوضًا عن حلق العلم المباشرة على الشيوخ حيث لا يمكنهم ذلك، إضافة إلى فائدته للنساء حيث يصعب على كثير منهن متابعة حلقات العلو وحضورهن الدروس.
ثالثاً: تبصير المسلمين بدينهم الحق وترسيخ العقيدة الإسلامية الصحيحة المستمدة من الكتاب و السنة مع التحذير من الفرق المنحرفة بالرد على شبهاتهم التي يطرحونها خلال هذا البرنامج.
رابعًا: يعد هذا البرنامج وسيلة من الوسائل الحديثة الهامة في بيان محاسن الإسلام وعدالته ونشر ذلك بلغاتٍ مختلفةٍ وبلوغ ذلك أقاصي الدنيا و أطرافها.
خامسًا: الرد على مطاعن النصارى وشبهاتهم التي يعرضها المبشرون في كتبهم وفي خلال هذا البرنامج.
سادسًا: الرد على القاديانية (الأحمدية) وبيان باطلهم وانحرافهم عن دين الإسلام ووقوعهم في الكفر في ادعائهم صحة النبوة بعد دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
سابعاً: نقل الدروس العلمية والدورات العلمية التي تقام في العطل وغيرها لما فيها من فوائد عدة.
سابعًا: إمكانية طرح عدد من الدروس التي تؤخذ عادة بالتلقي عن الشيوخ كدروس التجويد للقرآن الكريم وتعميم الفائدة في ذلك.
ثامنًا: إمكانية إقامة غرف خاصة للأخوات من النساء يتدارسن فيها كتاب الله وأمور دينهن و أمور النساء من خلال غرف مغلقة لا يدخلها إلا من يردن من النساء من خلال رقم خاص للغرفة تضعه من تريد الدخول.
سلبيات هذا البرنامج:
لا ريب أن الوسائل الحديثة لا يخلو بعضها من أوجه سلبية، منه ما يمكن التغلب عليه و منه ما لا يمكن، وسأحاول إن شاء الله عرض أبرز ما ظهر لي من سلبيات مع كيفية التغلب عليها إن وجدت.
أولاً: وجود غرف كثيرة ضمن البالتوك تتنافى مع الآداب والأخلاق والقيم الإسلامية، لذا ينبغي على المسلم ألا يدخل إلا في غرف مخصوصة معلومة الفائدة من خلال سؤاله من يثق بدينه، ولا يجلس يبحث وينقّب فيدخل في الصالح والطالح من هذه الغرف.
ثانيًا: إمكانية دخول بعض الناس ممن قد يسيء الأدب في هذه الغرف، ويمكن لمديري الغرف الجيدة أن يضبطوا ذلك إلى حدٍ كبيرٍ إذا وقع ذلك بمنع من يفعل ذلك من الكتابة أو إخراجه من الغرفة.
¥