[أنوح على ذهاب العمر مني!!]
ـ[كاتب]ــــــــ[01 - 07 - 09, 10:58 ص]ـ
في «زهر الأكم في الأمثال والحكم» لليوسي؛ قال: و ما أحسن قول عز الدين المقدسي في كتابه: «كلام الطيور والأزهار» على لسان الغراب:
أنوح على ذهاب العمر مني ... وحق أن أنوح وأن أنادي
وأندب كلما عايَنْتُ ربْعَاً ... حدا بهم لِوَشكِ البيَنِ حادي
فقلت له: اتعظ بلسان حالي ... فإني قد نصحتك باجتهادي!
وها أنا كالخطيب وليس عيباً ... على الخطباء أثواب السوادِ
ألم ترني إذا عاينت ركباً ... أنادي بالنوى في كل نادِ
أنوح على الطلول فلم يجبني ... بساحتها سوى خرس الجمادِ
فأُكثِر في نواحيها نُواحي ... من البين المفتت للفؤادِ
تيقظ يا ثقيل السمع وافهم ... إشارة ما تشير به العوادي
فما من شاهدٍ في الكون إلَّا ... عليه من شهود الغيب نادِ
فما من شاهد في الكون إلا ... ويشهد بالمصير إلى النفاد
فكم من رائحٍ فيها وغادٍ ... ينادي من دنوٍّ أو بعادِ
فكم من رائح فيها وغادي ... يناديني بقرب ٍ أو بعادي
لَقَد أَسمَعت لَو نادَيت حَياً ... وَلَكن لا حَياةَ لِمَن تُنادي!
وَلَو نارٌ نفختَ بها أَضاءَت ... وَلَكن أَنتَ تنفُخُ في رَمَادِ
ـ[ندى الشمرية]ــــــــ[01 - 07 - 09, 01:30 م]ـ
فقلت له: اتعظ بلسان حالي ... فإني قد نصحتك باجتهادي!
بوركت
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[01 - 07 - 09, 02:38 م]ـ
بوركت ..
ـ[كاتب]ــــــــ[01 - 07 - 09, 07:45 م]ـ
جزاكما الله خيرا، ونفع بكما، وأحسن إليكما ..
قال سفيان الثوري رحمه الله: " الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا " ...
ـ[أبو الفرج المنصوري]ــــــــ[01 - 07 - 09, 08:46 م]ـ
جزاكم الله خيرًا
ـ[قيس بن سعد]ــــــــ[03 - 07 - 09, 04:36 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[أم صفية وفريدة]ــــــــ[03 - 07 - 09, 09:00 ص]ـ
واعجبًا لمن ينتمون إلى الإسلام ويحتفلون بيوم مولدهم كل عام: (
جزاكم الله خيرًا.
ـ[أبو الطيب الروبي]ــــــــ[05 - 07 - 09, 01:40 م]ـ
شيخنا/ مجدي
سامحك الله! هيجت نواحا يخبو أحيانا لكنه لا ينطفئ!
قد كنتُ - قبل مدة- وفي إحدي نياحاتي على أيامي، كتبت هذه المقالة التي بين يديك الآن لأبعث بها إلى منتدى (الألوكة)، لتنشر مع مقالاتي بهذا الموقع، فاستوقفني هذا النواح هنا فقدمت (إسعاد) أهل الحديث على (إسعاد) أهل الألوكة.
- تنبيه: كلمة (إسعاد) التي ذكرتها هنا من قولهم: أسعدت النائحةُ الثكلى أعانتها على البكاء والنوح
وهاكم المقالة الركيكة، واصبروا واحتسبوا!
يا أيامي
أيتها الأيام – يا أيامي- يا سني عمري دعيني أناجيك، أحادثك، (أدردش) معك بعد هذا المشوار عبرك.
دعيني أفضي لكِ بما لك عندي من حمد ومدح وشنء وقدح.
دعيني وسأكون صادقا معك في حديثي وكوني أنت صادقة كذلك.
آه يا أيامي! كم كنتِ معي – كثيرا- مؤلمة قاسية عابسة، كما كنتِ أحيانا لذيذة هنيئة مبهجة!
كم أبكيتني كم أرقتيني! كم أزعجتيني!
يا أيامي كم خدعتيني! كم منيتيني!
كم كان فيك من نكد، وكم كان فيك من كبد!!
كم هي المرات التي كرهتك فيها وتمنيت أنك لم تكوني!
كم من صفحة من صفحاتك أتمنى أن أسقطها من ذاكرتي، وأن أمحو طيفها من مخيلتي!
أيتها الأيام- يا أيامي- كم وكم من ضوضاء وإزعاج في حناياك يستهلكني ... يتعب أعصابي ويرفع من ضغطي؟
يا أيامي لم تمضين بسرعة؟ لم تبدين كأنك أحلام النائم؟
هل أنا محب لك جدا حتى إنه يزعجني انصرامك عني وانفلات ساعاتك مني؟
هل بقي منك مثل ما مضى أو أقل منه؟ أم أن شمسك مالت إلى الغروب، ولم يبق منها سوى حاجب الشمس؟!
لماذا يا أيامي لا تجبين؟!
هل تريدين أن تقولي أنك براء مما أقول؟
هل تتعللين بأن طبعك هكذا: حلاوة ومرارة، وألم لذة كيما يستقيم ناموس الدنيا؟ وأن الصفو بلا كدر، واللذة بلا ألم إنما هي في دار الخلود ولستِ منها؟
كأنك أيضا تهمسين: أنتَ تحملني كامل المسؤولية لتبرأ نفسك!
ماذا تريدين أن تبثي عني؟
هل تزعمين أني أضعتك وفرطت فيك وما اغتنمتك؟
هل تقولين أني كنت فيك عالة عليك وعلى الدنيا أيضا إذ لم أغير فيها شيئا؟ وأني كنت دائما متأثرا لا مؤثرا، وآخذا لا معطيا، وشاكيا لا مُشكيا، وباكيا لا مجففا دموع الباكين، وعاجزا لا آخذا بأيدي العاجزين، ومتفرجا على مشاهد البطولات والتضحيات لا من المشاركين، ودائراً في فلك نفسي وأطماعها لا مع الذين لغيرهم يعيشون؟؟
هل تتهمنيني بأنك قطعتك بلا نجاحات، وأني قضيتك في تفاهات؟ وأن ركضي كان خلف الشهوات؟ وأني تركت المعالى وركبت السفاسف والساذجات؟
هل تزعمين أني لم أكن فيك جلدا صبورا بل عجلا ضجورا، وليس هذا من شيم ذوي البُعدات؟
هل تقولين أنني أكبر عيوبك، وأقبح ذنوبك؟! قوليها إنك كنت مقتنعة بذا، ولا تتحرجين فنحن في مقام المصارحة. وإن كان أحدنا يكتم عن صاحبه فيما مضى فليس يجمل أن يكتم اليوم شيئا.
أتتمنين أن لو لم أكن فيك، ولم ألبس ثيابك أو آكل طعامك؟
إيه! كم مرة انتابني هذا الإحساس نحوك أيضا!!
لكن يا أيامي إني - وإن صرت من عيوبك التي منها تتبرئينن ومن ذنوبك التي لا تدرين كيف منها تتوبين - إلا أنني كنت أود أن أملأك نجاحات، وأن أغمرك عطاءات، وأن أمسك فيك بالثريا، وأن أركب فيك ثبج المعالي، وأن أصعد ذرى المكرمات، ولكن ...
يا أيامي ما أُبرأ نفسي وما أحمّل غيري ذنبي، ولكن!!
أيشفع لي يا أيامي ندمي على ضياعك تافهة باهتة رخيصة؟!
أيشفع لي حرقة قلبي على انفلاتك مني بلا تقوى ولا زاد للعقبى؟!
أيشفع لي سح الدمع على انسلاخك بلا معنى ولا جدوى؟!
يا أيامي إن لم تعذرينني فلا تعلنينني؟
يا أيامي إن لم تعتذري إليّ، فإني إليك أعتذر، وإليك مني - قبل افتراقنا- السلام!
¥