[الإسراف في اعطاء الألقاب]
ـ[ضيدان بن عبد الرحمن اليامي]ــــــــ[08 - 07 - 09, 11:06 م]ـ
الإسراف في اعطاء الألقاب: كـ (العلامة)، و (الإمام)، و (المحدث)، و (محدث العصر)، و (الشيخ العلامة)، و (الفقيه المجتهد)، و (مفتي زمانه)، وغير ذلك من الألقاب والتي يفترض أن لا تعطى لأحد إلا بعد أن يثبت أحقيته بهذا اللقب وأنه هو في الحقيقة بلغ هذه الدرجة من العلم وفنونه مع التقوى و الصلاح، وله أثره في الإسلام، أو وصل مرتبة العلم والاجتهاد فيه.
فهذه الألقاب لا يستحقّها أي أحد إلا من أفنى عمره في طلب العلم مع التحقيق والتمحيص، وكان له الأثر فيه من خلال مصنفاته، وتآليفه، ودروسه مع الصلاح والتقوى والقدوة الحسنة، وكان بحق إماماً في علمه وفنه أحاط بإصوله وفروعه.
ومما يلحظ اليوم على كثير من طلبة العلم أو من تلاميذ طلبة العلم إطلاق هذه الألفاظ دون مراعاة لمن تطلق في حقهم، فهذا يسمي شيخه بالإمام، وذاك بالعلامة، وذاك بالمحدث أو محدث العصر، وربما من أطلقت عليه هذه الألقاب أو هذه الأوصاف لا يرضى بذلك ولا يرغب في إطلاقها عليه، بل هو الظن وهو المعروف عن كثير منهم، لأن هذه الألقاب ربما تدعو إلى الزهو بالنفس والإعجاب بها وهو من أعظم مداخل الشيطان على العبد.
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين ـ رحمه الله ـ: عن التسمي بالإمام؟.
فأجاب بقوله: التسمي بالإمام أهون بكثير من التسمي بـ (شيخ الإسلام) لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، سمى إمام المسجد إماماً ولو لم يكن معه إلا واحد، لكن ينبغي أن لا يتسامح في إطلاق كلمة (إمام) إلا على من كان قدوة وله أتباع كالإمام أحمد وغيره ممن له أثر في الإسلام، ووصف الإنسان بما لا يستحقه هضم للأمة، لأن الإنسان إذا تصور أن هذا إمام وهذا إمام ممن يبلغ منزلة الإمامة هان الإمام الحق في عينه. أهـ
وحتى لقب (الشيخ) أمتهن اليوم وأصبح يطلق على كل (من هب ودب).
أنا أقول هذا لأننا نشاهد اليوم من طلبة العلم في كثير من المنتديات عند النقل للعلم عمن أخذه عنه أو في حال التلمذة على أحد؛ الإفراط في إطلاق هذه الألقاب، وربما كان شيخه لايزال طالباً للعلم، بل لم تطلق هذه الألقاب على مشايخ شيخه الذين أخذ العلم عنهم، وهذا هو المشاهد.
نعم ـ والله ـ إن هناك من العلماء من يستحق مثل هذه الألقاب وهم أهل لها، عاشوا أعمارهم في طلب العلم، والتأليف، والتدريس، والنصح للأمة مع التقوى والصلاح، وماتوا على ذلك، ومازالت آثارهم،وأعمالهم، وما ورثوه للأمة باق،، مؤلفاتهم يتتلمذ عليها كل من جاء بعدهم، أقوالهم يرددها القاصي والداني، لا يخلو كتاب من ذكرهم، ولا مجالسُ علم من الاحتجاج بأقوالهم، والترحم عليهم. حتى صدق في حقهم قول الشاعر:
قد ماتقوم وما ماتت مكارمهم وعاش قوم وهم في الناس أموات
رحمهم الله رحمة واسعة.
فالتنبه من إطلاق هذه الألقاب وامتهانها (وأنزلوا الناس منازلهم).
هذا والله أعلم.
ـ[أبو يحيى]ــــــــ[09 - 07 - 09, 01:04 ص]ـ
هذه الألقاب تسير بالتوازي مع كل شؤون الحياة الآن
وليس في مجال التدين، والمشايخ فقط
انظر على أي مهنة، عندنا في مصر مثلا:
الحلاق، ينادون عليه: يا دكتور.
وعامل السباكة، يقولون له: ياباش مهندس
وتاجر الحمير، يقولون له: يا معلم
إلى آخره
وآخر ما قرأت من ألقاب المشايخ، هنا في ملتقى أهل الحديث: (الأسطورة)!!!
ومحدث مصر الوحيد.
مع أن كلمة الأسطورة ليست طيبة عندما تطلق على شيخ.
بل استمعت إلى أحدهم يقول: لا يوجد في مصر محدثون إلا ستة فقط، أنا، وفلان .....
ولكن الألقاب لا تُباع، ولا تشترى، ولذلك سنقرأ منها الكثير، ما دامت لا تكلف شيئًا.
ـ[أبو عبيدة التونسي]ــــــــ[09 - 07 - 09, 02:12 ص]ـ
بل استمعت إلى أحدهم يقول: لا يوجد في مصر محدثون إلا ستة فقط، أنا، وفلان .....
من تقصد بارك الله فيك؟!!