تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هناك قول شهير في قشغر، إن القروي إذا امتلك مالا بنى بيتًا، أما القرغيزي، فيشتري حصانا. عدا الأرض التي يزرعها بالمشمش، فإن بيت «طاش» بستان صغير، وبهو مماثل له في الحجم، وقاعة استقبال كبيرة تمتد على جوانب ثلاثة منها طاولة أرضية، وضع عليها الرجل أطايب ما عنده، ووقفت زوجته تقدم الشاي، بالياسمين، وهو الشراب الذي تجده في كل مكان، يشبه الشاي الأخضر، طعمًا ولونًا، وأنواعًا من الخبز المحلي سانزاه، وبلتقويمق، ونان. الزخارف المحلية على الجدران والأسقف الخشبية تنقل لك روح البهجة، وتعتبر صورة للبساتين التي عبرتها في القرية، بثمارها وأوراقها وغصونها اللاهية.

الطريف أن أصحاب البيت ربطوا ساق قطتهم بثقل كيلو جرام، إن القطط تنظف البيوت من الفئران، وقد قل عددها في القرية، ووجب عليهم أن يحافظوا على قطتهم!

البيت

في تصميم بيت المسلم، تقع غرفة رب الأسرة في أقصى الغرب حتى إذا قام للصلاة خمس مرات بغرفته موليا وجهه شطر البيت الحرام كان باقي أفراد الأسرة خلفه. الغرفة التي استقبلنا فيها صاحب البيت المسلم هي الأكبر، والأكثر اتساعًا، مبرزة مكانة صاحب البيت بين أفراد الأسرة وهي أكمل أماكن البيت زخرفة، تتوسط غرف البيت في مكان يغمره نور الشمس، تمتد فيها طاولة طويلة على هيئة مستطيل ينقص ضلعًا. عليها مزهريات ومباخر، نحاسية أو فخارية، وجدران الغرفة لامعة ونظيفة حتى لدى الذين يسكنون في البيوت الطينية (ياودونغ) في شينج يانغ. يقدم الشاي الساخن، الأخضر عادة، أو شاي الياسمين، قبل تقديم أطايب الطعام، بعد أن تمد ربة البيت طستا من النحاس ذا قاعة خفية وإبريق مياه تغسل بها يدي الضيف، مثلما تستخدم في الوضوء. وتوضع القنينة في أحيان كثيرة على موائد المطاعم الإسلامية ليغسل الزبائن أيديهم قبل تناول الطعام، لذلك فهي من العلامات المميزة للمطاعم الإسلامية في شمال غربي الصين.

ومثل غرفة الفرن في الريف المصري، حيث توجد مصطبة دافئة فوق الفرن للنوم وقت البرد، فإن بيت المسلم الصيني لديه مصطبة مجوفة، (كانغ)، تمثل سريرًا، في جوفه مدخنة متصلة بموقد. وإذا كان المندوس أو الصندوق معروفا في بيوت دول الخليج العربي قديمًا حيث تحتفظ العروس بأشيائها الثمينة، فإن ذلك الصندوق الخشبي الكبير، لا يخلو منه بيت المسلم في شينج يانغ، يشتريه الشاب عند الزواج إن لم يكن قادرا على شراء مستلزمات عش الزوجية الأخرى.

يبلغ طول هذا الصندوق عموما مترًا وعرضه ستين سم، وارتفاعه سبعين سم. الصندوق الذي يصنع من ألواح خشبية سميكة وله أربع أرجل يستخدم لجملة واسعة من الأغراض: لتخزين الحبوب أو لحفظ الملابس وغير ذلك. يطلى الصندوق بدهان أحمر فاتح، وترسم عليه أشكال ورسوم تقليدية ذات خصائص إسلامية.

لصندوق، وجدران الغرف، والسقوف ومصطبة كانغ تتميز بالزخارف الإسلامية التقليدية، التي تدمج مع بعض العبارات بالحروف العربية.

حين تمر على بيوت قشغر القديمة قد تجد الباب مفتوحًا وبعده ستارة زرقاء، وهي عادة قديمة لمسلمي الصين، يرجع تاريخها لأواسط عهد أسرة تانغ الإمبراطورية (618 - 907) عندما وقعت اضطرابات اجتماعية في أنحاء البلاد، جعلت إمبراطور الصين يطلب دعما عربيا لاستعادة النظام في ملكه فجاءه جيش عربي قمع المتمردين وأعاد الهدوء إلى البلاد. بعد إنجاز مهمتهم استقر أفراد الجيش العربي في الصين، وتزوجوا من صينيات. وقد أصدر الإمبراطور وزوجته مرسوما كُتب على الحرير الأزرق يطلب من جميع المواطنين عدم إزعاج المستوطنين الجدد وأفراد أسرهم، ومن يومها اعتاد المسلمون الصينيون تعليق ستائر زرقاء على أبواب بيوتهم لتمييزها عن بيوت أبناء القوميات الأخرى. وتفضل الستائر الخضراء للنوافذ، باعتبار الأخضر رمزا للحياة الطيبة في الدنيا والسعادة في الجنة. ولهذا السبب يستخدم اللون الأخضر كثيرا في البنايات الإسلامية، مثل المساجد وقباب المباني الإسلامية المهمة وغيرها. وهذا اللون يظهر دائما في بيوت المسلمين أيضا، مثل إطارات النوافذ ولوحات فن الخط المعلقة على جدران الغرف الرئيسية وأوجه الأثاث. وعلى هذا فإن الأخضر هو اللون المفضل في ستائر نوافذ بيوتهم، وإن كان القماش الذي تصنع منه الستائر يختلف، من الحرير الغالي إلى الأقمشة الرخيصة، فإن الأخضر يجمع بينها. وقد أضيفت إلى الستائر

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير