ولا شك أنَّ من جمع الله له في زوجته بين الحسب والمال والجمال فقد ازداد نوراً على نورٍ والله يهدي لنوره من يشاءُ فنسألهُ من واسع فضله.
وإن أحدنا ليعجبُ ويحمدُ الله ويستعيذ به حين يرى طالب علمٍ كان ولا يزالُ يؤملُ فيه خيراً يتزوجُ من امرأة لا تهتم بحجابها الشرعي الواجب وهي معه في كل جيْئةٍ وذهابٍ , وهو يتبعها تبعية النعت للمنعوت , أو أخرى ولاَّجةٍ خرّاجةٍ لكل معرضٍ وسوقٍ لإشباع رغبة الفضول وإن اكتظَّ بالرجال الذين يفتَنونَ بها ويفتنونها.
وتبرجُ الزوجة من أشد خوارم دينها وتعدِّي ضررها فهي مخلوقةٌ من الرجل والغالبُ أنها لا تتطلعُ لشيءٍ تطلعها إليه وإلى استخراج إعجابه وهو مجبولٌ على زيْنها في عينيه ولا تسكنُ شهوته إلا لها.
والعلةُ في تقديم الديانة على كل شيءٍ هي ما أبانهُ القرآنُ في قول الله تعالى (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ)
قال ابن عاشور رجمه الله في تفسير هذه الجملة:
فالغيب في معنى المفعول، وقد جعل مفعولا للحفظ على التوسّع لأنّه في الحقيقة ظرف للحفظ، فأقيم مقام المفعول ليشمل كلّ ما هو مظنّة تخلّف الحفظ في مدّته: من كلّ ما شأنه أن يحرسه الزوج الحاضر من أحوال امرأته في عرضه وماله، فإنّه إذا حضر يكون من حضوره وازعان: يزعها بنفسه ويَزعها أيضاً اشتغالها بزوجها، أمّا حال الغيبة فهو حال نسيان واستخفاف، فيمكن أن يبدو فيه من المرأة ما لا يرضي زوجها إن كانت غير صالحة أو سفيهة الرأي، فحصل بإنابة الظرف عن المفعول إيجاز بديع، وقد تبعه بشّار إذ قال:
(ويصُون غَيْبَكُمُ وإن نَزَحا) والباء في {بما حفظ الله} للملابسة، أي حفظا ملابساً لما حفظ الله، و (ما) مصدرية أي بحفظِ اللَّهِ، وحفظُ اللَّه هو أمره بالحفظ، فالمراد الحفظ التكليفي، ومعنى الملابسة أنهنّ يحفظن أزواجهنّ حفظاً مطابقاً لأمر الله تعالى، وأمرُ الله يرجع إلى ما فيه حقّ للأزواج وحدهم أو مع حقّ الله، فشمل ما يكرهه الزوج إذا لم يكن فيه حرج على المرأة، ويخرج عن ذلك ما أذن الله للنساء فيه، كما أذن النبي صلى الله عليه وسلم هندا بنت عتبة: أن تأخذ من مال أبي سفيان ما يكفيها وولدَها بالمعروف. لذلك قال مالك: إنّ للمرأة أن تُدْخِل الشهود إلى بيت زوجها في غيبته وتشهدهم بما تريد وكما أذن لهن النبي أن يخرجن إلى المساجد ودعوة المسلمين. انتتهى
ولذا عدَّ بعضُ العلماء المشاكلة والمماثلة في الدَّين من أهم ما ينبغي لطالب الزواج أن ينصبهُ بين عينيه فرارً من الندامة المترتبة على تزوجه بغير الديِّنَات , قال الصنعاني رحمه الله تعالى (وَدَلَّ الْحَدِيثُ عَلَى أَنَّ مُصَاحَبَةَ أَهْلِ الدِّينِ فِي كُلِّ شَيْءٍ هِيَ الْأَوْلَى لِأَنَّ مُصَاحِبَهُمْ يَسْتَفِيدُ مِنْ أَخْلَاقِهِمْ، وَبَرَكَتِهِمْ، وَطَرَائِقِهِمْ، وَلَا سِيَّمَا الزَّوْجَةُ فَهِيَ مَنْ يُعْتَبَرُ دِينُهُ لِأَنَّهَا ضَجِيعَتُهُ، وَأُمُّ أَوْلَادِهِ، وَأَمِينَتُهُ عَلَى مَالِهِ وَمَنْزِلِهِ وَعَلَى نَفْسِهَا).
وبانتظار مشاركات الأحبة والاستعداد لذكر مخالفات الرؤية للمخطوبة.
ـ[رشيد السلفي]ــــــــ[15 - 08 - 09, 06:39 م]ـ
احسنت في طرحك ابازيد
ـ[الجُمَّان]ــــــــ[17 - 08 - 09, 02:07 ص]ـ
للرفع
ـ[ابو مريم السلفى]ــــــــ[17 - 08 - 09, 02:09 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام عى سيدنا محمد رسول الله وآله وصحبه ومن والاه واستن بسنته إلى يوم الدين.
فما رأيكم أن تكون البداية من المخالفات الشرعية في اختيار الزوجة.
شيخى الكريم
هل هذا خاص بطلبة العلم فقط وأصحاب اللحى (الملتزمين من غير طلبة العلم)؟؟
أم عموما فى واقع المسلمين؟؟؟؟
فلو كانت خاصة فقط بطلبة العلم فأظن أن هذا سيكون من الفتنة أن ننشر أخطاء لطلبة العلم وأصحاب اللحى الذى يظن فيهم الناس خيرا
فلو كتبنا أخطاء طلبة العلم وأصحاب اللحى فالأمر سيكون صعب جدا على العوام من الملتزمين من أمثالى
من هذه الأمور التي أجد في نفسي عليها شيء, هي أن بعضهم يمشي بأمه ويدخل البيوت بيتًا تلو بيت وتجده يدخل لأكثر من خمسة منازل ليرى بناتهم, ثم يقارن أخونا هذا بين هذه وتلك, بعد ذلك يختار التي يجدها راقت له.
بل أخى الكريم أعرف من الأخوة فى مصر من دخل عشرين بيتا وخمسة وعشرين بيتا
ويذهب ويدخل ويخرج
ألا رحمكم الله بعثتم أمهاتكم أو اخواتكم فتنظر للأخت فإذا كانت على شروط الأخ من الجمال و لون البشرة فتذهب أنت وتناقشها فى دينها وعقيدها وإلا فلا تذهب
مواقف صعبة يفتعلها الأخوة بدون مبرر وتكون سببا فى إدخال الحزن فى قلوب الأخوات
وإدخال الضيق فى قلوب أهلهن
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[17 - 08 - 09, 04:25 ص]ـ
[ QUOTE= بل أخى الكريم أعرف من الأخوة فى مصر من دخل عشرين بيتا وخمسة وعشرين بيتا
ويذهب ويدخل ويخرج [/ QUOTE]
إني أتعجب من ورقة وردت على الشيخ القاضي برهون حفظه الله منذ سنوات يسيرة مفادها أن شابا طاف على قرابة أربعين أسرة بقصد الرؤية الشرعية ولم تعجبه واحدة من الأخوات.
إن مثل هذه المسائل سببت لعدد كبير من الأخوات عقدا نفسية بل ومشاكل أسرية فلاحول ولاقوة إلا بالله
¥