تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولكي يقوم الجهاز الدوري بوظائفه المختلفة فلا بد من ربطه بعدد كبير من أجهزة الجسم فهو أكثر أجهزة الجسم ارتباطا ببقية الأجهزة. فهو مرتبط بالجهاز الهضمي من خلال الأمعاء الدقيقة والغليظة والتي تزود الدم بالمواد العضوية الأولية والماء. وهو مرتبط بالكبد والذي يقوم بتزويد الدم بالمواد العضوية التي يقوم بتصنيعها من المواد الأولية التي استلمها من الأمعاء الدقيقة. وهو مرتبط بالرئتين اللتين تزودان الدم بالأكسجين وتنظفانه من ثاني أكسيد الكربون. ويرتبط بالكليتين والجلد والتي تقوم بتخليص الدم من الفضلات المختلفة والماء الزائد عن حاجة الجسم. وهو مرتبط بالجهاز الهرموني الذي يستخدم الدم لنقل مختلف أنواع الهرمونات إلى الجسم. وهو مرتبط بشكل كبير بالجهاز اللمفاوي والذي يعتبره بعض العلماء جزء من الجهاز الدوري.

وهو مرتبط بمختلف عظام الهيكل العظمي حيث يقوم نخاع هذه العظام بتصنيع خلايا الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية وتزويد الدم بها. وهو مرتبط بالطحال الذي يقوم بوظائف عدة فهو يعمل كخزان للدم المركز حيث يقوم بتزويد الجهاز الدوري بالدم عند نقصانه ويعمل على تنقية الدم من الميكروبات ومن خلايا الحمراء الميتة ويقوم بتزويد الدم بخلايا الدم البيضاء. ويرتبط القلب كذلك بالدماغ والحبل الشوكي حيث يتم تنظيم معدل نبضات القلب حسب حالة الجسم وذلك من خلال الألياف العصبية الودية وغير الودية. أما الوظيفة التي يجهلها أكثر الناس ولم يكتشفها العلماء إلا حديثا ولا زالت الأبحاث تجري لكشف أسرارها فهي أن القلب يحتوي على مراكز عصبية غير تلك المسؤولة عن التحكم بنبضه ترتبط بالمراكز العصبية في الدماغ وتجري في هذه المراكز العصبية القلبية بعض الوظائف التي كان العلماء يظنون أنها تجري في داخل الدماغ كالمشاعر والأحاسيس وغيرها.

يتكون الجهاز الدوري من ثلاثة مكونات رئيسية وهي القلب والأوعية الدموية والدم. فالمكون الأول هو القلب والذي يعمل كمضخة ميكانيكية تقوم بضخ الدم إلى مختلف أنحاء الجسم ويبلغ متوسط وزنه في الإنسان ثلث كيلوغرام ولا يتجاوز حجمه حجم قبضة اليد. ويقع القلب خلف عظمة القص في منتصف القفص الصدري مع ميلان بسيط لأعلاه إلى الجهة اليسرى من القفص فيما بين الرئتين. وبما أن القلب جسم دائم الحركة النبضية فإنه يلزم إيجاد طريقة ذكية تمكن من وضعه فيما بين بقية الأعضاء ولكن دون أن يحتك بها حيث أن هذا الاحتكاك سيحول دون عمل القلب بالشكل المطلوب. وكان الحل الفريد من خلال إحاطة القلب بغلاف على شكل كيس يسمى غشاء التامور والذي يتكون من جدارين ناعمين خاصة الداخلي منها ويملأ ما بينهما سائل لزج يسمح للقلب بالنبض بحرية تامة دون الاحتكاك بالأعضاء المحيطة به وللتدليل على أهمية هذا الغشاء فإن التهاب بسيط يصيبه يسبب مشاكل جمة للشخص المريض.

والقلب عبارة عن نسيج عضلي مجوف مقسوم إلى تجويفين يفصل بينهما حاجز سميك خاصة عند جزئه السفلي ويوجد في كل تجويف حجرتان حجرة علوية تسمى الأذين وحجرة سفلية تسمى البطين وبهذا يوجد في القلب أربع حجرات أذينان وبطينان. ولأسباب ستتضح فيما بعد نجد أن سماكة جدار البطينان أكبر بكثير من سماكة جدار الأذينان وسماكة جدار البطين الأيسر قد تصل لثلاثة أضعاف سماكة جدار البطين الأيمن.

وتنفتح حجرتي النصف الأيمن وكذلك حجرتي النصف الأيسر على بعضهما من خلال صمام يسمح بمرور الدم من الأذين إلى البطين فقط ويسمى الصمام بين الأذين والبطين الأيمنان بالصمام الثلاثي الشرف بينما يسمى الصمام بين الأذين والبطين الأيسران بالصمام التاجي أو ثنائي الشرف. ويتكون هذان الصمامان من قطع غضروفية مسطحة مثبتة في حلقة ليفية في جدار القلب وترتبط الأطراف الحرة لهذه القطع بحبال وترية تمتد داخل البطينين. وفي حالة انبساط البطينين فإن هذه الحبال تكون مشدودة وتقوم بفتح الصمامات أما في حالة انقباض البطينين فإن الحبال ترتخي وتعود الصمامات لوضع الإغلاق.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير