تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

جيل حجته ضغط الواقع، وضروريات العصر، ومتطلبات المدنية الحديثة، وإظهار سماحة الإسلام، وتقديم صورة حسنة عن الدين وأهله، وتقبّل الآخر وعدم تنفيره، والبعد عن الشطط والغلو، والتحذير من التنطع، والخوف من الاتهام الإرهاب، وتحسين سمعة الإسلام والمسلمين.< o:p>

جيل أغرق في الأناشيد حتى جعلها ورده في الصباح والمساء وربما حفظها حفظاً يفوق الآيات والأحاديث، وربما ترخص في الألحان والموسيقى والمؤثرات كما يزعمون فلا يشعر إلا وهو من أهل الغناء والمجون، وربما أدخل فيها الآهات المائعة، واستعان بالصيحات المتخنثة، فيستمرئ الحال فلا يفيق إلا وهو مائع ضائع مترف مرهف متأنث، وبعض الجيل مولع بالتمثيليات وغارق في المسرحيات، فلا تراه إلا مهرجاً أضحوكة ألعوبة مهزلة مسخرة، لا يعدو تسلية رخيصة، ودعابة عابرة، ومزحة تافهة، ساقط القدر، عديم الجدية، ضعيف الرجولة، لا يصلح لمعالي الأمور، وشدائد النوازل، ونوائب الدهر، وبعض الجيل لا تراه إلا مكثراً في قصد المهرجانات وأمَّ الاحتفالات وزيارة الملتقيات والإغراق في الرحلات والزيارات بحجة شغل الوقت والترويح عن النفس وإجمام الخاطر ولقاء الإخوان، وبعضهم عبد لثوبه وهندامه، فصرنا نرى في أوساط الملتزمين تلك الثياب التي تدل على خفة العقل، وحب الظهور، ولفت الأنظار، من ثياب ملونة مزركشة مزخرفة غريبة المظهر لافتة الانتباه عجيبة المنظر، مع ما يصحبها في بعض الأحيان من تخصير وإسبال ورسوم.< o:p>

أكاد أقسم أن هذا الجيل الخائر لو تعرض لفتنة في دينه وبلاء في معتقده – لا قدر الله -، كما صار لأحمد بن حنبل وغيره من الأئمة، بل قل ما حدث لبعض المسلمين في البلاد المجاورة أو كما حدث للمسلمين في الجمهوريات الإسلامية المنفصلة عن الاتحاد السوفيتي، لنكص كثير منهم على عقبيه، وولى مدبراً ولم يعقب، وتنكر لدينه وأمته، وحاد عن نهجه ومبادئه، وأعطى الدنية في دينه، لا أقول استعجلوا البلاء، وتمنوا لقاء العدو، وألقوا بأيديكم إلى التهلكة، بل وطنوا أنفسكم على المكاره، واستعدوا للقاء الشدائد، واخششنوا وتمعددوا، وتصبروا في ملاقاة النوائب، فكم من إمام حفظ الله به الدين وأعز به المسلمين بكلمة حق وموقف صدق، في أتون فتنة، وتنور محنة، وربما كان ذلك بقتله أو حسبه أو جلده أو نفيه أو طرده أو منعه، فكان ثباته تثبيتاً وصموده درساً وجهاده نهجاً.< o:p>

مهلاً .. أيها الدعاة الذين ينادون بالتزام معوج، واستقامة هشة، ودعوة منفتحة، وتدين مزاجي، لا نريد جيلاً متهاوناً في دينه، متخاذلاً عن مبادئه، متكاسلاً عن العزائم، متساهلاً في الثوابت، متفلتاً عن القيم، جريئاً على المشتبهات، باسم الدعوة العصرية، والالتزام المطور، والتدين الحديث، والوسطية في الاستقامة، ونحوها من عبارات براقة، وكلمات معلبة، وتداركوا ما يمكن أن يتدارك.< o:p>

إذا ما الجرح رم على فساد تبين فيه إفراط الطبيب< o:p>

أرجو ألا اتهم بعد هذا كله بالتزمت والتشدد والإرهاب وضعف الرأي والجمود والاحتكار ومصادرة الجهود والتخلف والرجعية والبعد عن الواقع والعيش في مثالية غير ممكنة والقسوة والتهجم والحسد والتشهير بالدعاة وهدم البناء وتخذيل العاملين وتحطيم الجيل والإسهاب في النقد ونحوها مما يسهب فيه من لا يروق له ما قلت ولكن .. من كتم دائه قتله. < o:p>

ـ[جويرية]ــــــــ[28 - 07 - 09, 04:47 ص]ـ

^ ^ ^

ـ[أبو عيسى الأندلسي]ــــــــ[28 - 07 - 09, 06:44 ص]ـ

إستقامة (أمريكاني)!!

أحسنت أخي الكريم , وبارك الله فيك ..

ـ[عبدالملك محمد]ــــــــ[28 - 07 - 09, 07:05 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صدقت أخي الفاضل:

((لقد نكأت جرحا))

ضربت مثلا بالإمام أحمد رحمه الله وكيف كان صبره وعزيمته وغيره من الأئمة

أقول شتان بين واقعنا وماكان عليه أئمه السلف فقد تربو على الإيمان الصحيح والإخلاص

وطبعا أمثال هؤلاء الأفذاذ الربانيين لا يقارنون أبدا بكثير من المتمشيخين في زماننا، فشتان بينهما، وبين ما كانوا يخرجونه من أجيال.

لا تعرضنا لذكرنا مع ذكرهم ليس الصحيح إذا مشى كالمقعد

يقول الشاعر:

ولم أر أمثال الرجال تفاوتا إلى المجد حتى عد ألف بواحد

ويقول من ترجم لبعض مشائخ عصرنا معقبا على قول الشاعر:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير