ولقد صدق، فهناك من الرجال الذين يأتون إلى هذا العالم ويؤدون دورهم على أكمل وجه، وقد يفعلون منفردين بسبب همتهم العالية وإيمانهم العميق بمبادئهم ما يعجز عن فعله جماعات من الناس.
فترى في ذاته شخصاً واحداً، ولكنه يعد بألف، طبعاً إنهم قلة، بل من النوادر، ولكنهم موجودون.
وقد يأتي على رأس هؤلاء الرجال العلماء، ولهذا روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: (لموت قبيلة أهون عندي من موت عالم)، وذلك لأن هذا العالم العامل قد يفعل بمفرده ما تعجز عنه قبيلة بأكملها.
وهناك أيضاً من هم على عكس هؤلاء، تفتح عينك لترى ألفا منهم، ولكنهم بلا فائدة ولا تأثير، ولا دور لهم في هذه الحياة، يصدق فيهم قول الشاعر:
إني لأفتح عيني حين أفتحها على كثير ولكن لا أرى أحدا
وأنا لا تكلم على واقع السلف فهؤلاء كما قلت لك
لا تعرضنا لذكرنا مع ذكرهم ليس الصحيح إذا مشى كالمقعد
وليس هذا تثبيط ولكن هي الحقيقة
لكن أقول أيها الفاضل الكريم: دعنا نتحدث عن وقت قريب في عصرنا هذا
وهو عصر الخمسينات ومابعده أو قبله بقليل
عصر الإمام الألباني وأحمد شاكر وأبوفهر وبن باز والشنقيطي وعلي الطنطاوي وسيد قطب وكشك ورشيد رضا
ومحب الدين الخطيب والبنأ وغيرهم كثير ممن إذا تصفحت تاريخهم شعرت بالعز والفخر
بغض النظر عن بعض من ذكرت من أسماء قد يكون أصحابها كان توجه توجها غير صواب
لكن بكل فخر وصراحة أقولها وهذا رأيي قد يخالفني فيه غيري وقد يتفق معي
أقول عن هذا الجيل إنهم كانو مثلا يقتدى به في تفانيهم وصبرهم وحبهم لدينهم وعدم الرضوخ
والسير خلف المغريات والفتن برغم ماكانوا يعانون منه في زمنهم من الظلم والفساد والمغريات
لكن عندما تتصفح ورقات تاريخهم تشعر بالفخر أن أمثال هؤلاء الرجال كانوا في زمننا القريب
فقد ضربوا لنا أمثله الثبات على هذا الدين والصبر وعدم الخضوع والخنوع لتيارات الزمن
وكان كل واحد منهم أمة في رجل
فهل سرنا على ماساروا عليه من الثبات والتفاني والتضحيات وتعلمنا منهم الصحيح المفيد
وستفدنا من تجاربهم وأخطائهم
لكن للأسف وأقولها بملئ فمي ليس تحطيما ولكن كما قلت أيها الفاضل:
((جيل لم تصقله التجارب، ولم تثقفه المعامع، ولم تختبره الفتن، ولم تجربه الشدائد، ولم يوطن نفسه على المكاره، جيل تعود على الاتكالية في عيشه فسرى ذلك إلى دينه، فأصابه جمود في التفكير وشلل في التعبير، جيل اعتاد الجماعية في كل شيء حتى في العبادات وغيرها، فمات الاجتهاد والإخلاص، وفقدت أعمال السر، ونسيت التضحيات والبطولات،))
فالله المستعان على الواقع المرير الذي نعيشه من جميع النواحي
نسأل الله أن يلهمنا رشدنا ويستخدمنا في طاعته ودينه وفيما يرضيه عنا
ويخلص لنا أعمالنا لوجه الكريم
ورحم الله جميع من مضى من علمائنا وحفظ من بقي منهم وسلك بنا وبهم طريق الهدى والثبات حتى نلقاه
ورفع الله قدرك في الدارين أيها الفاضل ونفع الله بك إخوانك بما كتبت
ومعذرة على الإطالة لكن في القلب الكثير
والصلاة والسلام على سيد الأولين والأخرين نبينا محمد واله وصحبه أجمعين
ـ[أبو أنس الشهري]ــــــــ[28 - 07 - 09, 07:35 ص]ـ
أحد الإخوة من طلاب العلم الجادين سابقا كان يقضي الإجازة الصيفية في الدورات العلمية والرحلة للطلب وحفظ كتاب الله أصبح يقضيها بعد أن من الله عليه بالوضيفة في السفر لبلاد العجم ويستعد لهذا السفر أشهرا وهو إليه بالأشواق فإذا أتى الحج لم يضحي ويقول هو سنة
أصلح الله أحوالنا وأحوال الأمة
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[28 - 07 - 09, 08:07 ص]ـ
أي استقامة هذه؟!!!!!!