تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[شاب من أهل الاستقامة مقبل على الزواج ويرغب بنصائح]

ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[28 - 07 - 09, 01:28 م]ـ

[شاب من أهل الاستقامة مقبل على الزواج ويرغب بنصائح]

السؤال: أنا طالب، وموظف في نفس الوقت، وأبلغ من العمر 21 عاماً , ولله الحمد، محافظ على صلاتي، وملتزم بأخلاقي، وديني , ومقبل على الزواج، فماذا تنصحونني، بارك الله فيكم؟

الجواب:

الحمد لله

أخي السائل

جزاك الله خيراً، وبارك فيك , وزادك توفيقاً، وعلماً، وأدباً , ونبشرك بهذا الفضل العظيم الوارد في هذا الحديث، فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ - وذكر منهم: - وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ ... ) رواه البخاري (629) ومسلم (1031).

وأما ما نود قوله لك، ونصحك به: فأمور متعددة:

1. الزواج – أخي السائل - راحة، وطمأنينة، وسكينة، وهو خير متاع الدنيا، وفيه من ذلك ما جعله الله آية للناس، قال الله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الروم/21.

وهو من أسباب سعادة المرء، كما جاء في الحديث عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (مِنْ سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ ثَلاَثَةٌ، وَمِنْ شِقْوَةِ ابْنِ آدَمَ ثَلاَثَةٌ، مِنْ سَعَادَةِ ابْنِ آدَمَ: الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ، وَالْمَسْكَنُ الصَّالِحُ، وَالْمَرْكَبُ الصَّالِحُ، وَمِنْ شِقْوَةِ ابْنِ آدَمَ: الْمَرْأَةُ السُّوءُ، وَالْمَسْكَنُ السُّوءُ، وَالْمَرْكَبُ السُّوءُ) رواه أحمد (1/ 168)، وصححه الألباني رحمه الله في "صحيح الترغيب" (2/ 192).

وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ) رواه مسلم (1467).

2. الزواج مكمل لدين المرء، كما جاء في الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مَن رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه الله على شطر دينه، فليتق الله في الشطر الثاني) رواه الطبراني في "الأوسط" (1/ 294) والحاكم في "مستدركه" (2/ 175).

وفي رواية: (إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف الدِّين فليتق الله فيما بقي).

وانظر "السلسلة الصحيحة" (625).

ومعنى الحديث: أن الزواج يعف المرء عن الزنا، وبذا يكون أغلق على نفسه باباً من بابي الذنوب، وهو باب الفرج، وقد بقي الباب الآخر، وهو اللسان، فالحديث يُذَكِّره بنعمة ربه تعالى عليه باستكمال الشطر الأول، ويأمره بتقوى الله في الشطر الآخر.

وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين الفرج واللسان، في أحاديث كثيرة، ومنها فهم العلماء هذا الحديث، ومنها: حديث سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ تَوَكَّلَ لِي مَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ وَمَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ تَوَكَّلْتُ لَهُ بِالْجَنَّةِ) رواه البخاري (6109).

(ما بين لَحييه) لسانه، ولَحييه مثنى "لَحي"، وهو العظم في جانب الفم.

(ما بين رجليه) فرجه.

لذا؛ فاعلم عظيم نعمة الله تعالى عليك أن وفقك للزواج والعفة، واتق الله تعالى في لسانك، فاحفظه عن الغيبة، والنميمة، والشتم، واللعن، واستعمله فيما يقربك من الله تعالى، بقراءة كتابه، وبالتسبيح، والأدعية، والأذكار.

3. حتى تتم سعادتك بالزواج على أتم وجه: فلا بد من الاقتداء بهدي النبي صلى الله عليه وسلم قبل الزواج , وعند ه وبعده.

أ. أما قبل الزواج: فأن تحرص على اختيار ذات الدِّين , كما جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تُنكَحُ المرأةُ لأربَعٍ: لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا فَاظفَر بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَت يَدَاكَ) رواه البخاري (4802) ومسلم (1466).

ولمعرفة صفات المرأة ذات الدِّين: انظر جواب السؤال رقم: (96584).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير