تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بالرقية وتستعين بالنفث فأيهما قوي كان الحكم له ومقابلة الأرواح بعضها لبعض ومحاربتها وآلتها من جنس مقابلة الأجسام ومحاربتها وآلتها سواء بل الأصل في المحاربة والتقابل للأرواح والأجسام آلتها وجندها ولكن من غلب عليه الحس لا يشعر بتأثيرات الأرواح وأفعالها وانفعالاتها لاستيلاء سلطان الحس عليه وبعده من عالم الأرواح وأحكامها وأفعالها. والمقصود أن الروح إذا كانت قوية وتكيفت بمعاني الفاتحة واستعانت بالنفث والتفل قابلت ذلك الأثر الذي حصل من النفوس الخبيثة فأزالته والله أعلم.)

فالمحاربة والمقابلة هي بين نفس الراقي أو المريض مع هذه الأرواح الخبيثة وإنما الجسد الة تبعا لهذه الروح. قال ابن القيم (زاد المعاد - (ج 4 / ص 113) (وعند السحرة أن سحرهم إنما يتم تأثيره في القلوب الضعيفة المنفعلة والنفوس الشهوانية التي هي معلقة بالسفليات ولهذا فإن غالب ما يؤثر في النساء والصبيان والجهال وأهل البوادي ومن ضعف حظه من الدين وبالجملة فسلطان تأثيره في القلوب الضعيفة المنفعلة التي يكون ميلها إلى السفليات قالوا: والمسحور هو الذي يعين على نفسه فإنا نجد قلبه متعلقا بشيء كثير الالتفات إليه فيتسلط على قلبه بما فيه من الميل والالتفات والأرواح الخبيثة إنما تتسلط على أرواح تلقاها مستعدة لتسلطها عليها بميلها إلى ما يناسب تلك الأرواح الخبيثة وبفراغها من القوة الإلهية وعدم أخذها للعدة التي تحاربها بها فتجدها فارغة لا عدة معها وفيها ميل إلى ما يناسبها فتتسلط عليها ويتمكن تأثيرها فيها بالسحر وغيره) فالضعف هو ضعف التوكل بالله واليقين وحسن الظن به، فكثير من المرضى لا يحسن الظن بالله، بل حتى الرقاة، فتجده يدعو الله أو يتعالج وهو في داخلة نفسه يرى أن الله لن يستجيب له، و أن حالته صعبة، بل أنه مستحيل أن يشفى، ولذلك تجده يكثر من اللهث خلف الخلطات والأعشاب وغيرها من برامج العلاج ويهمل حسن ظنه بالله وثقته به واعتماده عليه ودعاؤه والالحاح عليه بالدعاء.

- قصة وعبرة -

واذكر مريضة كنت أعالجها وكان السحر قد شل قدماها فمكثت سنة لا تمشي بسبب السحر، فقلت لها ليس لنا إلا الله، فهل دعوت الله بالشفاء التام؟ فقالت لي أنا دائم أدعو الله في كل صلاة وركعة، قلتُ لها بصراحة هل دعوتِ الله بحسن ظن وثقة ويقين أن الله يستجيب لك؟ قالت لي لا لأني اعلم سوء حالي واستبعد الاستجابة. قلت ُ لها ليست العبرة بحالك، بل بمن تدعين فهو أكرم الأكرمين، فادعيه بصدق وحسن ظن وثقة به في الثلث الأخير من الليل حين ينزل الرب تبارك وتعالى نزولا يليق بجلاله. فلماء جاء وقت الثلث الآخر من الليل قامت تدعو بثقة ويقين وحسن الظن بربها، فوالله لم تأت الساعة 6 صباحا وإلا و قامت تمشي وشفيت من السحر

قال ابن القيم في (الفوائد - (ج 1 / ص 83) (وسر التوكل وحقيقته هو اعتماد القلب علي الله وحده فلا يضره مباشرة الأسباب مع خلو القلب من الاعتماد عليها والركون اليها كما لا ينفعه قوله توكلت علي الله مع اعتماده على غيره وركونه اليه وثقته به فتوكل اللسان شيء وتوكل القلب شيء كما أن توبة اللسان مع اصرار القلب شيء وتوبة القلب وان لم ينطق اللسان شيء فقول العبد توكلت على الله مع اعتماد قلبه على غيره مثل قوله تبت الي الله وهو مصر على معصيته مرتكب لها)

فهذا هو سبب تأثر بعض المرضى أكثر من بعض بمادة السحر وكذلك تأثير بعض الرقاة أكثر من بعض قال ابن تيمية (رسالة في تحقيق التوكل - (ج 1 / ص 2) (

ومن أنفع الأمور التي تعين على الثقة بالله والتوكل عليه أمرين

الأول معرفة أسماء الله وصفاته والحسنى، فإنك إذا علمت أن معنى اللطيف و أن أنواع لطفه تعالى لا يمكن حصرها فيلطف بعبده في أمور الداخلية المتعلقة بنفسه ويلطف له الأمور الخارجية فيسوقه ويسوق إليه ما به صلاحه من حيث لا يشعر، فمن ذلك أعرف أمرأة اتصلت بإحد المشايخ تسأله عن حكم رفضها للزواج هل تأثم أم لا؟ فأجابها الشيخ ثم طلب منها أن يقرأ عليها على الهاتف فصرعت ُ ثم عالجها هذا الشيخ الذي سألته وشفيت لله الحمد و تزوجت، فهذا لطف من الله بها

والأمر الثاني: التدبر والتفكر في مخلوقات الله تعالى، فمن ذلك خلقه للبر والبحر، وعندما ترى أن هذه النملة إذا أخذت طعام الصيف للشتاء و أخذت الحبة لمخزنها وقسمتها نصفين حتى لا تنبت في موضعها ورأيت كيف يرزقها الله سبحانه وتعالى، فوضت أمرك وعلقت قلبك لمن الأمر بيده وحده سبحانه وتعالى، فينغبي مطالعة مثل هذه الأفلام الوثائقة عن الخلق والكون التي تزيد في الإيمان ومعرفة الرب تبارك وتعالى

وأختم بهذه الجملة لشيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال (ومن سره أن يكون أقوى الناس، فليتوكل على الله)

منقول للفائدة

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير