تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[قفل ومفتاح باب الكعبة المشرفة]

ـ[مختصر]ــــــــ[02 - 08 - 09, 08:49 ص]ـ

[قفل ومفتاح باب الكعبة المشرفة]

مما لا شك فيه أن قفل ومفتاح باب الكعبة المشرفة تابع لنفس الباب، فمتى كان الباب كان القفل ومفتاحه.

وحيث إننا لا ندري بالتحديد متى جعل للكعبة باب، فإننا لا ندري متى كان أول قفل ومفتاح عمل للكعبة.

وكما أنه من المرجح أن تُبَّعًا هو أول من جعل للكعبة بابًا يغلق، يكون هو أول من جعل قفلاً للكعبة ومفتاحًا. وعلى كل حال فنحن لا ندري صفتهما ولا نوعهما.

ولا ندري فيما بعد هل يكون تجديد القفل والمفتاح تابعًا لتجديد باب الكعبة أم لا؟

وإذا نظرنا إلى ما وصل إلينا من معلومات تاريخية على مر التاريخ عن أقفال الكعبة ومفاتيحها، من العصر العباسي والعصر المملوكي والعصر العثماني، نجد أن الخلفاء والسلاطين من تلك العصور كانوا يرسلون هذه الأقفال والمفاتيح لاستخدامها في غلق وفتح باب الكعبة، وذلك أثناء ترميم الكعبة أو في بعض المناسبات الأخرى. بيد أن هذه المفاتيح لم تكن مجرد وسيلة للفتح والقفل فحسب، بل كانت تحمل في نفس الوقت فكرة الرعاية والعناية والحرص وعالي التقدير لكل ما يتصل ببيت الله الحرام.

ومن الملاحظ أن حرص الحكام على هذا الشرف يرجع إلى رغبتهم في إظهار نفوذهم السياسي، أكثر مما يرجع إلى الكشف عن إحساسهم العقدي، ومن خلال ذلك صار مفهومًا أن المسئول عن رعاية خدمات بيت الله الحرام وقبر الرسول الكريم هو المسئول عن رعاية أمور الإسلام والمسلمين. ومن واقع هذا المفهوم وجدت أقفال للكعبة ومفاتيح لتلك الأقفال، وتعددت الأقفال والمفاتيح بتعدد الخلفاء والسلاطين، جريًا وراء تأكيد السيادة، لا لأن الكعبة كانت في حاجة إلى كل تلك الأقفال ومفاتيحها.

وقد قامت إحدى الباحثات بدراسة المفاتيح والأقفال المحفوظة في متحف طوب قابي باستانبول ودراسة نماذجها المختلفة، وذكرت أن أقدم قفل عثرت عليه هو قفل من العصر العباسي الأول، مصنوع من الخشب، وهو بمثابة جسر، وعليه كتابات مكفتة بأسلاك من القصدير والرصاص.

صورة لجزء من أقدم قفل لباب الكعبة عثر عليه من القرن الثاني أو الثالث الهجري

ثم بعد ذلك ذَكَرت أن المفاتيح والأقفال في العصر العباسي صنعت من مادة الحديد، وقد كانت الكتابات التي كتبت على الأقفال والمفاتيح في ذلك العصر مكتوبة بالذهب أو الفضة بطريقة التكفيت.

أما في العصر المملوكي: فقد حظيت الأقفال والمفاتيح بعناية أكبر في صناعتها، وقد تميزت بالزخارف الكتابية، وبالتكفيت بالفضة مما يكشف لنا عن المهارة الفائقة في تنفيذ الخطوط والحروف في ذلك العصر.

ويستمر السلاطين على مر العصور في إرسال الأقفال والمفاتيح أثناء ترميم الكعبة أو في بعض المناسبات الأخرى.

وفي العصر العثماني أول من أرسل قفلاً إلى الكعبة من السلاطين العثمانيين قبل انتقال الخلافة إليهم هو السلطان با يزيد الثاني. ويوجد بين مجموعة متحف طوب قابي قفلان لهذا السلطان، وقد صنعا من الحديد وعليهما كتابات مكفتة بالذهب، تتضمن آيات من القرآن الكريم واسم السلطان، بالإضافة إلى اسم الصانع.

وآخر قفل ومفتاح في العصر العثماني لباب الكعبة المشرفة، هو قفل ومفتاح أمر بصنعهما السلطان عبد الحميد خان في سنة 1309هـ تسع وثلاثمائة وألف.

ولقد بقي هذا القفل والمفتاح على باب الكعبة إلى العهد السعودي الزاهر، إلى أن تم استبدال الباب بأمر الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله، وذلك في سنة 1398هـ، وكذلك تم استبدال الفقل والمفتاح تبعًا للباب، وهو الموجود حاليًّا للكعبة المشرفة.

ولقد تمت صناعة القفل الجديد بنفس مواصفات القفل القديم، والذي يعود إلى عهد السلطان عبد الحميد سنة 1309هـ، وذلك بما يناسب التصميم الخاص بالباب الجديد، ومع زيادة ضمانة الإغلاق دون الحاجة إلى صيانة.

صفة القفل والمفتاح:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير