تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[قضية تركستان الشرقية (سنكيانج) التى لا يعرفها أحد]

ـ[دكتور مظفر]ــــــــ[10 - 08 - 09, 07:22 م]ـ

[قضية تركستان الشرقية (سنكيانج) التى لا يعرفها أحد]

د. مياده أحمد محمد

أدت الاشتباكات العرقية الأخيرة التى وقعت بين المسلمين الأويغور والهان الصينيين - فى نهاية شهر يونيو وبداية يوليو الماضى - إلى مقتل المئات من المسلمين الأويغور.

تأتى تلك الأحداث عقب زيارة الرئيس التركى عبد الله جول إلى الصين و مدينة أورومجى عاصمة تركستان الشرقية - وهو الاسم الحقيقى والتاريخى لهذه المنطقة - والتى استقبله أهلها بحفاوة شعبية بالغة فى هذا البلد التركى المسلم الذى تحتله الصين؛ حيث تعد هذه الزيارة الأولى من نوعها لرئيس تركى إلى الصين منذ 15 عام، وقد حملت هذه الزيارة - فى الفترة من 24/ 6 - 29/ 6 / 2009 - قدر من التضامن مع معاناة المسلميين التركستانيين فى الصين؛ فقد جاءت لتحيى الأمل فى نفوسهم بإمكانية التواصل مع إخوانهم الأتراك فى تركيا ونيل الدعم اللازم لقضيتهم العادلة.

ومن المؤكد أن الكثيرين منا لا يعرف ولم يسمع من قبل بتركستان الشرقية التى يطلق الصينييون عليها - بعد احتلالهم لها - اسم سنكيانج (أى المستعمرة الجديدة) حتى جاءت تلك الأحداث الدامية الأخيرة التى دارت رحاها هناك وحصدت أرواح المئات من المسلمين الأويغور بغير ذنب ولا جريرة إلا المطالبة بحقوقهم المشروعة فى الاستقلال والحرية؛ لتكشف لنا عن بقعة من الأرض يعيش فوقها مسلمون أتراك لا يعرف العالم عنهم شيئا إلا القلة من بعض المتخصصين، ويأتى ذلك كنتيجة طبيعية للتعتيم الإخبارى الذى تفرضه الصين على هذا البلد الذى تسيطر عليه وتحتله منذ عقود بهدف عزل هؤلاء الأتراك المسلمون عن المجتمع الدولى لكى لا تسلط الأضواء على قضية احتلالهم والممارسات القمعية التى تقوم بها الصين ضدهم - والتى تتنافى مع الإعلان العالمى لحقوق الإنسان - وكذلك حقوقهم المسلوبة نتيجة لهذا الاحتلال الذى تطبق فيه الصين سياسات ضد السكان الأويغور الأتراك؛ يقابلها كفاح منهم فى سبيل حقوق الإنسان والحرية التى ينشدونها.

ولكى نفهم حقيقة الأحداث الدامية التى جرت مطلع الشهر الماضى يجب أن نعرف ان تلك الأحداث ليست هى الأولى من نوعها التى تقع فى تلك المنطقة بل سبقتها ثورات وانتفاضات ومواجهات أكثر اشتعالا على مدى عقود ماضية، وتستند تلك الأحداث على خلفية تاريخية تؤثر فى الحاضر الذى تعيشه تلك المنطقة وهو ما أستطيع أن أطلق عليه " قضية تركستان الشرقية " تلك القضية التى مرت بمراحل عدة وأحداث كثيرة ساهمت فى صنعها شخصيات تركستانية مجاهدة تناضل من أجل نصرة قضية وطنهم ونيل الاستقلال.

ولا يتسع المقام هنا لسرد القضية وتطورها منذ نشأتها وحتى الآن، والوضع الراهن فى تركستان الشرقية، ولكن يمكن تقديم موجز لهذه القضية.

تركستان وحقها التاريخى فى الأرض

تركستان الشرقية جزء من تركستان الكبرى وهى اسم جامع لجميع بلاد الترك، وكان " طريق الحرير " المشهور تاريخيا يمر منها ويربطها بآسيا واوروبا، وأهلها الأصليين أتراك، ويجمع المؤرخون القدماء على ان أصل الأتراك يرجع إلى ترك بن يافث بن نوح من الأنبياء المرسلين ويافث هو أول الترك وقد رحل إلى الشرق هو وابناؤه واحفاده، وكان ترك ولى عهد والده يافث فسميت الأرض باسمه (تركستان) وكانت هذه البلاد هى منبت الأتراك الذين شهدهم التاريخ على مر العصور، والتركستانيون هم أصل الترك وتجمعهم بسائر الشعوب التركية وحدة الدم واللغة والعقيدة والمذهب وكذلك العادات والتقاليد والتاريخ، واستقر الأتراك فى منطقة تركستان منذ القدم ومنهم ظهرت أسر تركية حكمت تلك المنطقة.

ومن هنا يتضح ان هؤلاء المسلمين الأتراك هم أصحاب الأرض الأصليين مما يدحض ادعاءات الصين بأحقيتها فى تلك الأرض وضمها إليها بالاحتلال واعتبارها جزء من الصين.

أهمية تركستان الشرقية للصينيين

يتبادر إلى الذهن سؤال ملح ألا وهو لماذا تمثل تركستان الشرقية أهمية قصوى بالنسبة للصين مما يجعلها ترفض فكرة استقلالها؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير