تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وبعد شهر اخر فسر لي الجزء الثاني من الرؤيا

وهي ان الرجل الذي تقدم ليسبق والدي ثم دفعه الرسول وتقدم لولدي فسرها بأن احد اقاربي

سيصاب بمرض خطير او ماشابه الى درجه ان الجميع يتوقعون موته في اي لحظه ثم يشفى هذا

المريض فجأة ويتوفى والدي وهو بكامل صحته, وهذا ماحدث بالفعل فقد مرض قريب لنا مرض اقعده

الفراش عدة اشهر الى درجه انهم يقومون بنقله في بطانيه الى المستشفى ثم في يوم من الايام

شُفي فجأة وكأنه لم يصيبه شي وبعد ذلك بثلاثة اسابيع توفي والدي فجأة وهو يتمتع بكامل صحته

رحمه الله.

اما تفسير الشق الثاني من الرؤيا فكانت الورقه التي وضعها الرسول عليه الصلاة والسلام في جيب

والدي وطلب منه ان يتركها معها لأنه سيحتاجها في يوم من الايام.

فقد فسرها لي الاخ الميداني ان هذا عمله الصالح وسينفعه يوم القيامه.

ارجع الى عنوان موضوعي وسبب فرحتي بوفاة والدي

قبل سفري لم اكن ارغب في ابلاغ والدي ان مدة سفري ستصل الى عدة سنوات مراعاة لمشاعره

وبسبب حبه لي وخصوصا اني اصغر ابناءه فذكرت له ان سفري سيستمر لعده شهور وفيما بعد ساذكر

له اني سامدد عدة شهور اخرى وهكذا الى ان يتعود على الوضع تدريجياً, في البدايه تضايق من خبر

سفري ولكن مع الوقت اقتنع بالفكره وكان كل شيئ على مايرام.

في يوم سفري جلس معي وكان على غير العاده وما ان تحدث اليه حتى اجهش بالبكاء الى درجه انه لم

يعد يستطيع ان يتنفس وبحكم معرفتي بوالدي فهو صبور جدا ولا يتأثر بسهوله ولم يبكي قط حتى عندما

توفي اخوتي الاثنين الذين ادركتم لم تنزل من عينه دمعه واحده كذلك عندما توفيت والدتي رحمها الله

قبل تسع سنوات كان صابرا محتسباً لم تحرك فيه كل هذه الاحداث شعره, بعد هذا المنظر قررت ان

استخير الله والغي سفري ولكن من حولي اقنعوني بان اسافر وان هذا الامر طبيعي وسيتعود مع

الوقت وان مكالماتي له بالتلفون ستقلل الكثير من هذا الحزن وقاموا بتهدئه والدي واقناعه حتى هدئ

وعاد طبيعياً واستقر وضعه, ارتحت قليلاً وفي المساء سافرت.

بعد ان فسر الاخ الميداني الرؤيا بعد سفري قلقت كثيرا من تفسير الجزء الاول من الرؤيا فاخذت اجازه ورجعت للسعوديه.

بعد ان وصلت الى والدي وجدته يتمتع بصحه جيده وكان فرحاً بعودتي وذكرت له اني ساعود بضع شهور اخرى ثم ارجع له مره ثانيه.

ومكثت معه الى قبل شهر رمضان قبل الماضي وفي ليلة سفري والعوده قام من نومه على غير العاده وكان الوقت متأخر ورحلتي كانت قبل

الفجر فسأل عني فتعجبت لأني قد ودعته قبل ان ينام

ناداني وقال لي (اوصيك بطاعة الله) فقط هذي الكلمتين وكانت اخر كلمتين يقولها لي فقبلت رأسه وذهب الى فراشه الى ان حان موعد

رحلتي ثم سافرت.

وبعد رمضان وفي منتصف شهر شوال اتاني اتصال في ساعه مبكره على غير العاده

رديت على المكالمه فكان احد اخوتي يطلب مني ان احضر لأن والدي مريض

فقلت له ماذا حث له؟

قال لي لقد توفي

وقع علي الخبر كاصاعقه

تمالكت نفسي في لحظتها واول ماتبادر الى ذهني مباشرةً سؤال

قلت لها هل صدمته سياره؟

لأني توقعت انه قد صدمته سياره وهو ذاهب الى المسجد ولأني على اتصال بهم بصفه مستمره ولم

يكن يشتكي من اي مرض

قال لي لم تصدمه سياره وكان البارحه معنا بعد الصلاه المغرب بكامل صحته وقد تناول معنا القهوه الى

أن صلى صلاة العشاء في المسجد

قلت له

اذاً ماذا حدث

قال لي

لقد وجدناه متوفي وهو ساجد في مصلاه المعتاد اخر اليل

وكانت اكمام ثوبه لاتزال مطويه ورطبة من جراء الوضوء

احسست بعدها بشعور غريب

اقرب الى الفرح منه الى الحزن

لم تنزل مني دمعه واحده

اغلقت الخط ومن حسن الحظ ان في ذلك اليوم رحله سوف تتجه الى الرياض

اخذت اغراضي وتوجهت الى المطار ووصلت الرياض في المساء

بطبيعة الحال لم اتمكن من الصلاة عليه او دفنه فقد تمت الصلاه عليه وقت صلاة الظهر

وصلت الى البيت وقد غادر اغلب المعزين لان الوقت متأخر

ذهبت الى المكان الذي توفي فيه لأني اعرفه جيدا

لم تدمع عيني

ولم ابكي

بعد ان تأخر الوقت الكل ذهب الى فراشه

لم اتمكن من النوم

وفي حدود الساعه الثالثه فجرا قررت ان اذهب الى غرفته

وبعد ان دخلتها وجدت ريحته في كل مكان

جميع اغراضه على ماهي عليه

ومع ذلك لم تستطع ان تخرج دمعه واحد من عيني

وفي تمام الساعه 3.20 فجراً وبينما انا جالس اتأمل اغراضه في الغرفه

سمعت صوت جعلني ابكي لا ارادياً وبحرقه

صوت تعودت ان اسمعه في هذا الغرفه كل ليله

لقد اشتغل المنبه الذي كان يضعه عند رأسة ليوقضه لصلاة التهجد اخر اليل

اشتغل وشغل كل حواسي معه

اشتغل المنبه وهو لايدري ان صاحبه قد فارقه

اشتغل ليوقضه وهو لايعلم ان رفيق دربه قد نام نوم عميق لن توقضه منبهات الارض مجتمعه

تركت المنبه يعمل ولم اقفله

هذا المنبه قبل اربع وعشرين ساعه هو نفسه الذي اوقض والدي من نومه ولم يعلم انها اخر مره يوقضه فيها

كان الوقت الذي امضاه المنبه وهو يعمل طويلا جدا

لأن والدي كان لايتركه اكثر من عشر ثواني ثم يغلقه ويذهب ليتوضئ

لكن هذه المره اطال المنبه في الرنين

وكأني به يتعجب انه اخذ وقت طويل وصاحبه لم يمد يده عليه ليغلقه كالعاده

بعدها اغلقت المنبه وتركته ينام نوم عميق كنوم رفيق دربه

.........

رحمك الله ياوالدي

ورحم الله جميع اموات المسلمين

.......

قد لايهتم ا لبعض بهذه القصه ولكني شعرت بحاجه لكتابتها لعل من يقراءها يدعو لوالدي وللمسلمين

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير