((العفو والصفح، مواقفٌ وعبر))، ((ننتظر تفاعلكم))
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[16 - 08 - 09, 01:30 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله، محمد صلى الله عليه وسلم.
أما بعد:-
المشايخ الأكارم، والإخوة الأفاضل /
ليس أحد منا إلا وله مواقف، وحوادث ظلم فيها،
أو اعتدي على حق من حقوقه،
بدرجات مختلفة، ونسب متفاوتة،
ولكن نختلف في مقابلة هذا الظلم كلٌ حسب سعة صدره، وتواضعه، وحلمه، وأناته، ومصارعة انتصاره لنفسه،
فمنا: من يعفو ويصفح راغباً تهذيب نفسه وترويضها والأجر والثواب من الله عز وجل
"فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ"
"وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى وَالْمَساكِينَ وَالْمُهاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ "
"وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"
فترى غالب هذا الصنف، قد هذبوا ونقوا صدورهم وقلوبهم، بالإختيار الأحلم والسلوك الأفضل.
واكتسبوا إلى جانب خلق العفو والصفح، الحلم، والكرم، والبذل، والإيثار، والبر، والرحمة،
قال ابن القيم رحمه الله في مدارجه:
وههنا للعبد أحد عشر مشهداً فيما يصيبه من أذى الخلق وجنايتهم عليه ....
مشهد العفو والصفح والحلم
" فإنه متى شهد ذلك وفضله وحلاوته وعزته، لم يعدل عنه إلا لعشي في بصيرته فإنه ما زاد الله عبداً بعفوٍ إلا عزاً
كما صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وعلم بالتجربة والوجود وما انتقم أحد لنفسه إلا ذل.
هذا وفي الصفح والعفو والحلم من الحلاوة والطمأنينة والسكينة وشرف النفس وعزها ورفعتها عن تشفيها بالانتقام،
ما ليس شيء منه في المقابلة والانتقام."
ومنا: من يتمسك بحقه، فلا يسامح ولا يعفو، متمثلاً بقول الله عز وجل
"وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ"
ولكن أقول من ينتصر بحيث لا يطغى!
قال جعفرُ الصادِق رحمه الله:
"لأن أندمَ على العفوِ عشرين مرّةً أحبُّ إليَّ من أندَم على العقوبة مرة واحدة"
أدب المجالسة (ص116).
فترى غالب هذا الصنف، لا يحسن سوى التشفي والإنتقام، فيقسى قلبه، ويصرف عقله!،
(وبعد هذه المقدمة اليسيرة، أحببت أن يطرح الإخوة الأفاضل، أصحاب الأخلاق الرفيعة،
والنفوس المهذبة –وكلكم كذلك –،مواقف تعرضو فيها لظلم وبغي، فقابلو هذا الظلم بعفو وصفح.)
والهدف من عرض هذه المواقف:
تشجيع الإخوة الذين في صدورهم شيئ، إلى خلق العفو والصفح، ليعفو ويصفحو، وليقارنوا في أنفسهم بين ما أصابهم، وما أصاب غيرهم، ليرجعوا ويعفو ويصفحوا
(أرجو من الإخوة التفاعل)
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[16 - 08 - 09, 04:45 ص]ـ
أخونا الفاضل المفضال جهاد حلّس ..
بارك الله فيك ونفع بك وجعلك مباركاً أينما كنت ...
أولاً: لست من النفوس الرفيعة ولا المهذّبة ... وإنما من المتطفلين على موائد الكبار ...
ثانياً: الكلام عن النفس فيه شئ من الصعوبة ... ولكن كما قلت: مادام الأمر تعاون وتشجيع وتناصح فيما بيننا أحسب أن الأمر فيه خيرٌ إن شاء الله ...
المواقف كثيرة وخاصة من كان إماماً أو مؤذّناً أو من تولى منصباً كبيراً أو صغيراً سيجد شيئاً من ذلك ...
ومن المواقف التي حدثت لي .. أنه أحد جماعة المسجد (من كبار السن) قال مرة: يا أخي أنت شكلك ماتربّيت ... وهذه الكلمة فيها قدح وتنقص أسأل الله أن يوفقه لمرضاته ... ولكني بتوفيق الله أني صبرت وتجاوزت الأمر بكل صمت وهدوء والحمدلله أني لم أرد عليه وعلاقتي معه طيبة والحمدلله ...
وإحدى المرات أتاني أحد الإخوة الطيبين وطلب أن أقرضه5000ريال .. فقلت له أبشر .. تفضل وأعطيته ودارت الأيام بيننا ... وطالت المدة ... ورأيت أخي الذي يكبرني سِناً احتاج إلى مال .. فقلت: سأعطيك مالاً ولكن أصبر أنا عندي مال عند أحد الإخوة (فقلت اسمه) فقال خير إن شاءالله ... وانا كنت محتاجاً للمال ولكن قلت لعل أخونا معسر ... فقابلت الرجل وقلت له: شلونك .. و .. و .. والله يافلان أنا عندي أخوي محتاج مال والله لايهينك إذا ماكنت محتاج أرجوا أن تعطيني المال ... فقال وليته ماقال وبقلة أدب واستغربتها جداً, قال: والله ما راح أطلب منك شئ وأنت لست رجلاً ولا تعرف علوم الرجال. كيف تقول لأخيك أنك معطيني مال .. هذا كلام رجال أنت ماتستحي على وجهك .. و ... ألخ ....
طول هذا الكلام وأنا ساكت ... فقلت له: جزاك الله خيراً وكثر من أمثالك وهذا من طيبك فأنا لا أريد المال ... قال لي: أبجيبها لك وافتك منك ومن علومك .. فقلت جزاك الله خيراً ....
والله يا إخواني مارددت عليه بكلام سئ والحمدلله ... وإذا به يأتي بالمال .. ويقول لي أركب أوصلك فقلت جزاك الله خيراً .. وحلف أن يوصلني .. والرجل انقلب على وجهه ماذا سيفعل كأنه يقول: يالله ماذا قلت ...
أحمدالله والفضل لله سبحانه أني لم أعاديه بل لا زال الإحسان متواصلاً بيننا ...
والمواقف كثيرة لعل الإخوة يذكروا تجاربهم ...
¥