كيف تصنعين عالماً؟
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[11 - 09 - 07, 07:28 ص]ـ
كيف تصنعين عالماً؟
أضع لكِ أختي المسلمة بعض الوسائل التي تساعدك في صناعة العلماء:
الوسيلة الأولى: الدعاء: لأنه سنة الأنبياء وجالب كل خير.
ولقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم لسيدنا عبد الله بن عباس لما رأى ما يدل على ذكائه فدعا له ((اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل)).
وهكذا بلغ حَبْر الأمة ابن عباس مكانته التي نالها بدعوة من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فعليك يا أختاه بالدعاء لأولادك وبناتك أ، يرزقهم الله العلم النافع والعمل الصالح ولا تستهيني بالدعاء فمن لنا غير الله.
أتهزأ بالدعاء وتزدريه ... وما تدري بما صنعَ الدعاءُ
سهامُ الليل لا تُخطِي ولكن ... لها أمدٌ وللأمد انقضاءُ
الوسيلة الثانية: غَرسْ حب العلم في نفس الطفل وتعليمه في الصغر.
وتعليم الطفل في الصغر أهم وسيلة لتعويده طلب العلم وغرس حب العلم في نفسه.
قال الأستاذ محمد الصباغ: ((سمعت من الأستاذ مالك بن نبي رحمه الله أن رجلاً جاء يسترشد لتربية ابن له أو بنت وُلِدت حديثاً فسأله كم عمرها؟،
قال: شهر، قال: فاتك القطار، وقال: كنت أظن في بادئ الأمر أني مبالغ ثم عندما نظرت وجدت أن ما قلته الحق وذلك أن الولد يبكي فتعطيه أمه الثدي فينطبع في نفسه أن الصراخ هو الوسيلة إلى الوصول إلى ما يريد ويكبر على هذا، فإذا ضربه اليهود بكى في مجلس الأمن يظن أن البكاء والصراخ يوصله إلى حقه "
وقال ابن عباس: ((من قرأ القرآن قبل أن يحتلم فهو ممن أوتي الحكم صبياً)).
قال عبد الله بن مسعود و: ((تعلموا فإن أحدكم لا يدري متى يختل إليه)).
وعن الحس قال: ((طلب الحديث في الصِّغر كالنقش في الحجر)).
ويجب أن تغرس في نفس الطفل حب العلم من الصغر وأنهم سبب للفضل و الرفعة في الدنيا و الآخرة مما رواه أبو إسحاق: كان محمد بن عبد الرحمن الأوقص عُنُقُه داخلاً في بدنه وكان منكباه خارجين كأنهما زُجَّان فقالت له أمه: يا بني لا تكون في قوم إلا كنت المضحوك منه المسخور به فعليك بطلب العلم فإنّه يرفعك قال: فطلب العلم قال: ((فَوُلِّي قضاء مكة عشرين سنة، قال: فكان الخصم إذا جلس بين يديه يُرْعَدُ حتى يقوم))
وهكذا حرصت تلك المرأة المسلمة على صناعة ذلك العلم وغرست في نفسه حب العلم ليكون له الفضل في الدنيا والآخرة.
ولقد حرص الصحابة والتابعين وأصحاب الحديث على تعليم الصغار فهذا الحسن يقو ل: ((قدموا إلينا أحداثكم فإنهم أفرغ قلوباً وأحفظ لما سمعوا)).
وهذا سعيد بن رحمة الأصبحي يقول: ((كنت أسبق إلى مجلس عبد الله بن المبارك بليل معي أقراني لا يسبقني أحد ويجيء هو مع الأشياخ فقيل له: قد غلبنا عليك هؤلاء عسى الله أن يبلغ بهم))
وهكذا علينا غرس حب العلم وتعليم الأطفال في الصغر، حتى إذا ترسخ ذلك في عقولهم وأنفسهم طلبه الطفل طلباً ذاتياً وتحمل فيه الصعاب والمشاق وسهر الليالي في سبيله دون إلحاح والوالدين.
الوسيلة الثالثة: حفظ الطفل قسم من القرآن والسنة:
وعليك يا أختي المسلمة بتحفيظ طفلك القرآن الذي سيكون النور الذي سيضيء له طريق العلم والفلاح، فحفظ القرآن ودراسته في الصغر أصل من أصول الدين.
قال الحافظ السيوطي)) تعليم الصبيان القرآن أصل من أصول الإسلام فينشأون على الفطرة ويسبق إلى قلوبهم أنوار الحكمة قبل تمكن الأهواء منها وسوادها بأكدار المعصية والضلال))
وهكذا فإن للقرآن تأثير سحري يدفع الطفل في كل أبواب الخير، والطفل أقوى الناس صفاء وفطرته ما زالت نقية لذلك يجب أن نحرص على حفظ الطفل القرآن في الصغر. ولنا في علمائنا الصالحين خير سلف فقد حفظ الشافعي القرآن وهو ابن ست سنين أو سبع سنين.
وقال الإمام الشافعي رحمة الله: ((من تعلم القرآن الكريم عظمت قيمته، ومن نظر في الفقه نيل قدره، ومن كتب الحديث قويت حجته))
¥