تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الأول: خاصية جعلها الله تعالى بين المعلم و المتعلم يشهدها كل من زاول العلم و العلماء، فكم من مسألة يقرؤها المتعلم في كتاب و يحفظها و يرددها على قلبه فلا يفهمها، فإذا ألقاها إليه المعلم فهمها بغتة و حصل له العلم بها بالحضرة و هذا الفهم يحصل إما بأمر عادي من قرائن أحوال و إيضاح موضع إشكال لم يخطر للمتعلم ببال و قد يحصل بأمر غير معتاد و لكن بأمر يهبه الله لمتعلم عند مثوله بين يدي المعلم ظاهر الفقر بادي الحاجة إلى ما يلقى إليه و هذا ليس ينكر فقد نبه عليه الحديث الذي جاء أن الصحابة أنكروا أنفسهم عند ما مات رسول الله و حديث حنظلة الأسيدي حين شكا إلى رسول الله أنهم إذا كانوا عنده و في مجلسه كانوا على حالة يرضونها فإذا فارقوا مجلسه زال ذلك عنهم فقال رسول الله (لو أنكم تكونون كما تكونون عندي لأظلتكم الملائكة بأجنحتها) اخرجه مسلم و الترمذي. و قد قال عمر بن الخطاب وافقت ربي فى ثلاث وهى من فوائد مجالسة العلماء إذ يفتح للمتعلم بين أيديهم مالا يفتح له دونهم ويبقى ذلك النور لهم بمقدار ما بقوا فى متابعة معلمهم وتأدبهم معه واقتدائهم به فهذا الطريق نافع على كل تقدير وقد كان المتقدمون لا يكتب منهم إلا القليل وكانوا يكرهون ذلك وقد كرهه مالك فقيل له فما نصنع قال تحفظون وتفهمون حتى تستنير قلوبكم ثم لا تحتاجون إلى الكتابة وحكى عن عمر بن الخطاب كراهية الكتابة وإنما ترخص الناس فى ذلك عندما حدث النسيان وخيف على الشريعة الإندراس.

الطريق الثانى مطالعة كتب المصنفين ومدوني الدواوين وهو أيضا نافع في بابه بشرطين:

الأول أن يحصل له من فهم مقاصد ذلك العلم المطلوب ومعرفة اصطلاحات أهله ما يتم له به النظر في الكتب وذلك يحصل بالطريق الأول من مشافهة العلماء أو مما هو راجع إليه وهو معنى قول من قال كان العلم في صدور الرجال ثم انتقل إلى الكتب ومفاتحه بأيدي الرجال والكتب وحدها لا تفيد الطالب منها شيئا دون فتح العلماء وهو مشاهد معتاد.

والشرط الثاني: أن يتحرى كتب المتقدمين من أهل العلم المراد فإنهم أقعد به من غيرهم من المتأخرين وأصل ذلك التجربة والخبر أما التجربة فهو أمر مشاهد في أي علم كان فالمتأخر لا يبلغ من الرسوخ في علم ما ما بلغه المتقدم و حسبك من ذلك أهل كل علم عملي أو نظري فأعمال المتقدمين في إصلاح دنياهم و دينهم على خلاف أعمال المتأخرين وعلومهم في التحقيق أقعد، فتحقق الصحابة بعلوم الشريعة ليس كتحقق التابعين و التابعون ليسوا كتابعيهم و هكذا إلى الآن و من طالع سيرهم و أقوالهم و حكاياتهم أبصر العجب في هذا المعنى، و أما الخبر ففي الحديث (خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) رواه الخمسة. و في هذا إشارة إلى أن كل قرن مع ما بعده كذلك .....

فلذلك صارت كتب المتقدمين و كلامهم و سيرهم أنفع لمن أراد الأخذ بالاحتياط في العلم على أي نوع كان، و خصوصا علم الشريعة الذي هو العروة الوثقى و الوزر الأحمى و بالله تعالى التوفيق.

ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[11 - 10 - 10, 12:25 ص]ـ

بارك الله في الاخ الكريم

هذه الطريقة التي ارشد اليها الاخوة المالكية في التفقه على المذهب وقد تبع الامام الشاطبي جلة جليلة من اهل المذهب وليت الاخوة يتركون هذه المختصرات والسماع ممن هب ودب الى الدواويم والامهات

وفقكم الله

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير