تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[صرخة المسلمين في كولومبيا]

ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[28 - 08 - 09, 06:45 م]ـ

[صرخة المسلمين في كولومبيا]

خالد المصري: بتاريخ 27 - 8 - 2009

إنها صرخة مدوية أطلقها مسلم كولومبي اسمه إبراهيم، صرخة اخترقت وجداني، واقشعر لها بدني، صرخة تمتزج بخليط من الحزن والهم، صرخة تمتزج بحشرجات ودموع، إنها صرخة شخص عاجز ولكنه قوي، شخص فقير ولكنه غني، أستحلفكم بالله شاركوني سماع الصرخة، كنت أتحدث معه وهو من كولومبيا وكان يشكوا لي بنبرة تعلوها الحزن الشديد، والأسى المرير، عن وضعهم السئ في كولومبيا، وكيف أنهم لا يجدون مسجداً للصلاة فيه، أخبرني صديقي أن أمنيتهم الوحيدة هي تدبير مكان فقط ولو صغير لإقامة صلاة التراويح فيه في رمضان، قال لي لك أن تعلم أنه لا يوجد في بوجوتا مركز إسلامي واحد، ولا جامع واحد يجمع المسلمين , بل يوجد مصليين اثنين فقط، احد المصليين في شقة، والآخر في أحد المنازل في ضواحي بوجوتا، أخبرني صديقي أنهم ينتظرون رمضان من العام للعام حتى يجتمع فيه جميع المسلمين الذين عددهم يزيد يوماً بعد يوم خاصةً من النساء، وتركيبتهم أغلبهم من أصول كولومبية دخلوا الإسلام قريباً، ومنهم من هم من أصل عربي شخص من أصل تونسي وسيدة من أصل كويتي متزوجة من مسلم كولومبي، وأخبرني صديقي أنه في الآونة الاخيره أتى طالب علم درس أصول الفقه في سوريا، وقرر أن يعمل في مجال الدعوة هنا في كولومبيا، هذا الطالب هو من أصول تونيسية، ومنذ وصوله في السنه الماضيه وهو يحاول أن يعلم المسلمين الكولومبيين الاسلام والقرآن والحديث وأصول الفقه و اللغة العربية، وهو يعمل من دون مقابل، على الرغم من عدم وجود دخل ثابت له، إلا أنه لا يعمل إلا لله ولا يطلب مقابلاً من أحد ...

ويستمر حديث الألم يا سادة في نبرات صديقي التي بدأت تتخافت، وكأن الكلام يأبى أن يخرج من فمه، كنت أستمع لحديث الأخ وهو بالمناسبة شاب لم يتجاوز عمره ال 30 عاماً، كان مغنياً وعازفاً محترفاً، ويشاء الله تبارك وتعالى أن يشرح صدره للإسلام، ويغير اسمه من إدوارد إلى إبراهيم، ويسافر إلى إنجلترا فيتزوج من فتاة عربية كانت تدرس في لندن، ويقررا سوياً العودة إلى كولومبيا لدعوة الناس إلى الإسلام الصحيح، كنت أستمع إلى كلامه وأنا في غاية الحزن على حال المسلمين، وأسرح بخيالي أثناء حديثه محدثاً نفسي هل وصل بنا الحال إلى هذه الدرجة، أناس همها الأول وأمنيتها الوحيدة فقط هي توفير مكان صغير ليجتمع فيه المسلمين لصلاة التراويح، هؤلاء أناس ينتظرون رمضان بكل شوق، ويعلمون مدى عظمة هذا الشهر، وفرحتهم به هي صيامهم في نهاره وقيامهم في ليله، ولكنهم وللأسف الشديد لا يجدون مسجداً صغيراً يجمع هذا العدد القليل، أناس يطلبون أحد شيوخ المسلمين يأتي إليهم يتجاوب معهم، يفقههم، يعلمهم أمور دينهم، فلا يجدوا!! اللهم إلا شاب صغير نسأل الله العظيم أن يجزيه عنهم خيرا الجزاء ..

قال لي الأخ أنهم يجمعون تبرعات منهم لشراء مكان صغير، ولكنهم حتى الآن لم يتوفر لديهم المبلغ الكاف لشراء مكان صغير يخصص لمسجد، يا إلهي بضع آلاف من الجنيهات لا يوجد من يوفرها لهم ولايستطيعون تدبيرها!! ..

أما المصيبة الكبرى أن صديقي أخبرني أنه في الوقت التي تجاهلت فيه كل الدول العربية والإسلامية والمؤسسات الإسلامية في العالم ومنظمات العالم الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي والأزهر الشريف وكل هيئة أو منظمة تحسب نفسها حاملةً لواء الإسلام في العالم، في الوقت الذي تجاهلوا فيه مسلمي كولومبيا، فتحت إيران ذراعيها لهم ووجدتها فرصة سانحة لنشر المذهب الشيعي بين مسلمي بوجوتا، أو بين كاثوليك كولومبيا للدخول إلى الإسلام واعتناق المذهب الشيعي، وجدتها إيران فرصة سانحة وتربة خصبة فقامت بتقديم الدعم، وبدأت بوضع حجر الأساس للمركز الإسلامي الشيعي في قلب العاصمة الكولومبية بوجوتا، بل وأنفقوا الكثير من الدعاية للترويج له محليا و دولياً.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير