تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ويعتقد العديد من الكولومبيين المسلمين، أن مدير هذا المركز هو المثل الأعلى للمسلمين في كولومبيا، وذلك لأنه ادعى ذلك، وقليل منهم فقط من يعرف عن السنة، بل الكثير منهم حقيقة ما يعرفوه عن الإسلام أنه ذاك المذهب الشيعي، وأن إيران هي المرجعية الإسلامية الأولى في العالم ..

ثم أخذ إبراهيم نفساً عميقاً وكأن هناك شيئاً ثقيلاً قد تجشم على صدره، ثم قال لي على الرغم مما ذكرته لك , عليك أن تعلم أن المسلمين هنا يعانون الكثير، و ذلك لعدم وجود المكان المناسب للتدريس هو يقصد لسماع دروس العلم في الدين , حيث أن المصليين غير متوفرين أو مغلقين. وليس هذا فحسب وإنما حتى لو تم فتحهما لصلاة الجمعة مثلاً فإن القائمين على هذين المصليين لا يعطون فرصة لأي مسلم أن يسأل سؤالاً في الدين، ولو سأل فلن يجد جواباً لأنهم لا يعرفون، بل المصيبة أن أحد المصليين يميل إلى الصوفية، ويعلق صوراً في أرجاء المسجد وعبارات مثل عبارات الصوفية، وعلى الرغم من صغر حجم المصلى إلا أنه كان لا يفصل في الصلاة بين الرجال والنساء، القائمين على المصلى لا يوجد عندهم العلم الكافي، و لا دراية بأمور الدين و لاحتى يجيدوا اللغة العربية ..

ثم سألته لما لم تخاطبوا أي جهة إسلامية خاصةً في الخليج، خاصةً أني أعرف وفي حدود علمي أن هناك عشرات الأماكن تقوم بمساعدة المسلمين في شتى أنحاء العالم، قال لي بالفعل أرسلنا مراسلات لأماكن عديدة وبعد طول انتظار، جاء مندوب من جهه اسلاميه من دولة الإمارات العربية المتحدة لتقييم وضع المسلمين في كولومبيا، و التعرف على مطالبهم.

هذا المندوب وافق على أحد الافكار التي ناقشناها ألا و هي فتح برنامج في الاذاعه الكولومبيه المحلية يتناول التعريف عن الإسلام والمسلمين بغرض الدعوة، ولكن سافر هذا المندوب من حيث أتى ولم نره مرة ثانية.

ثم قال نحن المسلمون في العاصمة الكولومبية نخاطب العالم الاسلامي، و نخاطب كل من يؤمن بأنه لا إله إلا الله وأن محمداً عبده و رسوله، أن يحاول على قدر المستطاع و لو بالقليل أن يساعد في نشر الاسلام في كولومبيا، وبناء مركز إسلامي ثقافي يجمعنا ومدرسة إسلاميه عربيه لأجيالنا. المسلمات هنا في ازدياد و لا يجدن من يعيلهن بعد إسلامهن ..

نحن بحاجة ماسة لأن يكون لنا بيت الله، المفتوح دائماً لنا و للباحثين عن الحق , و الله هناك أناس لا يعرفون عن الاسلام و لا حتى القرآن أي شئ , و هؤلاء سيسألنا عنهم الله جميعاً , فعندما يسألك الله , كيف ستكون إجابتك؟؟؟

ويستطرد صديقي في الحوار ويقول هل تعلم أن زوجتي وهي ملتزمة ولا تخرج للشارع إلا بالحجاب الإسلامي، أوقفتها أكثر من مرة فتاة وسألتها عن حقيقتها إن كانت راهبة أم لا!!!

لأنهم لا يعرفون أن هناك إسلام، وأن هناك حجاباً شرعيا للمرأة في الإسلام، بل أن غاية ما يعرفوه أن الراهبات هن من يرتدين غطاء رأس، وتسبب حجاب زوجتي في إسلام فتاة بعد أن دفعها فضولها لاستيقافها في الشارع وسؤالها عن هذا الذي ترتديه على رأسها، فتكلمت معها وعرفتها الإسلام وتعاليم الإسلام، فما كان من الفتاة إلا أنها طلبت منها أن تدخل في هذا الدين الذي يعلم الناس الفضيلة في مجتمع لا يعرف للفضيلة إسماً أو عنوان، بل أنها طلبت منها أن تهديها حجاب مثل الحجاب الذي ترتديه ..

يا سادة تلك التربة خصبة، والأرض صالحة للزراعة، فقط تحتاج لرجال، هل لا زالت أمة محمد صلى الله عليه وسلم فيها الرجال؟؟؟

وفي نهاية حواره قال لي أنه سوف يشكوا كل شيوخ المسلمين وأغنياءهم، بل كل مسلم قادر على فعل شئ ولم يفعل، سوف يشكونا جميعاً إلى الله لأننا لا نهتم ولا نسأل عنهم، حتى ولا نحاول مجرد مساعدتهم ...

يبكي صديقي وينهي المحادثة بعد أن ترك في قلبي شرخاً كبيراً، ووضع على كتفي حملاً ثقيلاً، أنهى صرخته، ولكن صداها لا يزال يرن في أذني، أنهى صرخته بدموع انهمرت من عينيه، ليس لعجز لطلب جاه أو سلطان أو دنيا فانية، ولكن لقلة حيلة، ولهوان على الناس.

يغادرني صديقي وتأبى صرخته أن تغادرني، وفي نفس اليوم أقرأ خبراً في إحدى الصحف يقول:

(رجل أعمال عربي يقيم نصبا تذكاريا لمايكل جاكسون يتكلف مليون جنيه استرليني أي سبعة مليون جنيه) ورجل الأعمال المسلم برر ذلك بقوله أنه كان صديقاً لمايكل جاكسون ..

حينها فقط نزلت دموعي، ما نزلت دموعي حين كلمني صديقي، كنت متماسكاً أمامه لدرجة أني كدت أن أقول عن نفسي يالا قساوة قلبي، ولكن بعد قراءتي لهذا الخبر نزلت دموعي، حقاً لكم الله يا مسلمي كولومبيا، ولكم الله يا كل مسلمي الدنيا، يا كل من تطلب مساعدة ولا تجدها من أخيك المسلم، بل قد تجدها من مؤسسات تنصيرية لأغراض دنيئة، ولكن واااأسفاه على أثرياء الأمة فهم في ضياع ولا حول ولا قوة إلا بالله ..

http://www.almesryoon.com/ShowDetail...&Page=1&Part=6

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير