تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[لا تحزن ..]

ـ[صهيب عبدالجبار]ــــــــ[02 - 09 - 09, 03:58 م]ـ

< CENTER> وصلتني هذه الرسالة في الهوتميل فأحببت أن أهديها لكم بسم الله الرحمن الرحيم إن كنت فقيراً فغيرك محبوس في دين، و إن كنت لا تملك وسيلة نقل فسواك مبتور القدمين، وإن كنت تشكو من آلام فغيرك يرقدون على الاسرة البيضاء ومن سنوات، وإن فقدت ولداً فغيرك فقد عدداً من الأولاد و في حادث واحد .. لأنك مسلم آمنت بالله و رسله و ملائكته و اليوم الآخرو القضاء خيره و شره لا تحزن .. لا تحزن إن أذنبت فتب، و إن أسأت فاستغفر، وإن أخطأت فأصلح، فالرحمة واسعة والباب مفتوح، و الغفران جم، و التوبة مقبولة .. لا تحزن لأن القضاء مفروغ منه، والمقدور واقع، و الأقلام جفت، و الصحف طويت، و كل أمر مستقر، فحزنك لا يقدم في الواقع شيئاً و لا يؤخر، و لا يزيد فيه شيئاً ولا ينقص .. لا تحزن لأنك بحزنك تريد إيقاف الزمن، وحبس الشمس، وإيقاف عقارب الساعة، والمشي إلى الخلف و رد النهر الى مصبه .. لا تحزن لأن الحزن كالريح الهوجاء تفسد الهواء و تبعثر الماء و تغير السماء، و تكسر الورود اليانعة في الحديقة الغناء ..

لا تحزن و أنت تملك الدعاء، و تجيد الانطراح على عتبات الربوبية، و تحسن المسكنة على أبواب ملك الملوك، و معك الثلث الأخير من الليل، ولديك ساعة تمريغ الجبين في السجود ..

لا تحزن فإن الله خلق لك الأرض و ما فيها، وأنبت لك حدائق ذات بهجة، و بساتين فيها من كل زوج بهيج، و نخلاً باسقات لها طلع نضيد، و نجوما لامعات، و خمائل و جداول، و لكنك تحزن ..

لا تحزن فأنت تشرب الماء الزلال، وتستنشق الهواء الطلق، وتمشي على قدميك معافى، و تنام ليلك آمناً ..

لا تحزن .. أما ترى السحاب الأسود كيف ينقشع، و الليل البهيم كيف ينجلي، و الريح الصرصر كيف تسكن، والعاصفة كيف تهدأ؟! إذا فشدائدك الى رخاء، و عيشك الى هناء، ومستقبلك الى نعماء ..

لا تحزن لهيب الشمس يطفئه وارف الظل، و ظمأ الهاجرة يبرده الماء النمير، و عضة الجوع يسكنها الخبز الدافيء، و معاناة السهر يعقبها نوم لذيذ، و آلام المرض يزيلها لذيذ العافية، فما عليك إلا الصبر قليلا والانتظار لحظة ..

لا تحزن فإن عمرك الحقيقي سعادتك و راحة بالك، فلا تنفق أيامك في الحزن، و تبذر لياليك في الهم، و توزع ساعاتك على الغموم، و لا تسرف في إضاعة حياتك فإن الله لا يحب المسرفين ..

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير