** ويعين على الزهد أن يعرف المرء أن الدنيا زائلة عما قريب، وأنها لن تبقى،ولذلك حذرنا الله من الاغترار بها، وفي الحديث " كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها فإنها تزهد في الدنيا، وتذكر الآخرة "< o:p>
** ومما يعين على الزهد أن يكون المرء صادق اليقين، تام الإيمان بالدار الآخرة، المحتوية على النعيم المقيم، والشقاء الدائم، مما يجعل المرء يزهد فيما يقلل مشيته إلى جنة الخلد.< o:p>
وفي الحديث الصحيح " يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة فيصبغ في النار صبغة، ثم يقال: يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا ربي، ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا< o:p>
من أهل الجنة، فيصبغ صبغة في الجنة، فيقول الله له:يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط؟ هل مر بك شدة قط؟ فيقول: لا والله يا ربي ما مر بي بؤس قط، ولا رأيت شدة قط.< o:p>
** ومما يعين على الزهد أيضا أن يعرف العبد أن الزهد لا يمنع من نعم الله في الدنيا، بل زهده فيها يجعل الدنيا تأتيه وهي راغمة.< o:p>
فالزهد لا يمنع من استعمال الدنيا في مراض الله، والزهد لا يمنع من وصول نعم الله إلى عبد الله، بل زهده في الدنيا يكون من أسباب تنعم الله على العبد< o:p>
ولا يمنع الزهد من وصول ما كتبه الله إلى العبد، كما أن حرص العبد على الدنيا لا يجلب له من الدنيا ما لم يقدر له فيها .. < o:p>
ولذلك علينا أن نكون من الزاهدين، بحيث نعمل الأسباب تقربا لله لا محبة في الدنيا، ونكتسب رغبة في أن نغني أنفسنا عن خلق الله، لا محبة للفخر والرياء والرفعة في الدنيا.< o:p>
** ومما يعين على الزهد أن يعرف العبد حقيقة الدنيا، وأن يتلفت إلى ما حوله من النعم، وأنها عما قريب منتقلة عنه، فكم من صاحب مال كثير زال عنه ماله، وكم من صاحب شركات عظيمة زالت عنه شركاته< o:p>
قال تعالى: {مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ} [النحل: 96].< o:p>
** ويعين على الزهد أن يقارن العبد بين الدنيا والآخرة، فإن نعيم الآخرة دائم، ونعيم الدنيا زائل، ونعيم الآخرة صاف غير مكدر، ونعيم الدنيا مكدر بالمصائب، قال تعالى: {قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى} [النساء: 77].< o:p>
وفي سنن ابن ماجة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما أيدي الناس يحبك الناس ".< o:p>
والزهد فيما ينفع في الدار الآخرة ليس من الدين في شيء، فإن بعض الناس يعتقد أن ترك نعم الله وتحريم المباحات من الزهد، وهذا فهم خاطئ، مغاير لدين الإسلام ليس من الدين في شئ، بل صاحبه قد اعتدى على شرع الله بتحريم ما أحل الله، فيكون داخلا في قول الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [المائدة: 87] < o:p>
قال محمد بن كعب القرضي:" إذا أراد الله بعبد خيرا أزهده في الدنيا، وفقهه في الدين، وبصره عيوبه، ومن أوتيهن فقد أوتي خيرا كثيرا في الدنيا والآخرة "< o:p>
قال الله تعالى: {وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاء الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ} [سبأ: 37] < o:p>
فمن كانت دنياه معينة على طاعة الله، سببا من أسباب الإقدام على أنواع القربات، فإنه حينئذ يكون من الزاهدين، لأنه لم يقصد الدنيا وإنما قصد بما اكتسبه الآخرة، أما من كان مراده الدنيا ليفاخر الناس، وليباهي بما عنده< o:p>
فإنه حينئذ ليس من الزهد في شئ ... < o:p>
أسأل الله - جلا وعلا - أن يجعلنا وإياكم من الزاهدين .. < o:p>
اللهم يا حي يا قيوم عرفنا بحقيقة الدنيا، واجعلنا يا حي يا قيوم ممن استعمل الدنيا لتكون سلما لرفعة الدرجة في الآخرة.< o:p>
هذا والله أعلم وصلى الله على نبيه محمد وأصحابه وأتباعه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين .. < o:p>
وصلتني على بريدي جزى الله كاتبها ومرسلها خيري الدنيا والآخرة وجعلنا الله وإياكم من الزاهدين< o:p>
ـ[محبة لطيبه]ــــــــ[08 - 09 - 09, 04:50 م]ـ
جزاك الله خيراً وأسعدك في الدارين
وسلسلة قلوب الصائمين لمعالي الشيخ سعد الشثري من أجمل ما سمعت ... فيكفي اسلوب الشيخ السهل الممتنع وهدوءه في الطرح ... يجعلك تعيش راحة وتستمتع للسماع والإستماع زاده الله من فضله
وهذا رابط صوتي لما قمت بتفريغه وفقك الله ونفع بك
قلوب الصائمين - الزهد
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=67202
وننصح بالاستماع لباقي السلسلة على هذا الرابط
http://www.liveislam.net/archive.php?sid=&tid=159
بارك الله فيك على الدلالة ثقل الله بها ميزان حسناتك
اللهم اجعلنا لك كما تحب وترضى
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
.
¥