تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وحتى الآن لا مشكلة سياسية ... فالحديث يدور عن موقع للتعارف الاجتماعي يتألف حالياً من آلاف، إن لم يكن عشرات آلاف المجموعات أو الشبكات، القائمة حول مدرسة أو جامعة أو منطقة جغرافية أو مكان عمل أو دائرة اهتمامات فنية أو مهنية أو سياسية محددة، يتعرف المنتسبين إليها على بعضهم البعض عن طريق المعلومات والصور التي ينشرها كل منتسب عن نفسه، عبر صفحته الخاصة التي يضع فيها ويحدث معلوماته الشخصية لكي يطلع عليها زملاؤه في الشبكة ... ويضم مجموع هذه الشبكات حالياً معظم طلبة الجامعات الأمريكيين تقريباً، وعشرات الملايين غيرهم، ويقومون بتغذيتها بتفاصيل كثيرة عن أنفسهم مثل نوعية الكتب التي يقرأونها، والأفلام التي يشاهدونها، وطبيعة توجهاتهم السياسية، والنوادي التي ينتسبون إليها، وعناوينهم الشخصية، وأماكن عملهم الحالية والسابقة، وسجلهم الدراسي، ونشاطاتهم اليومية ... تحت شرط قانوني يتيح لموقع فايس بوك استخدام كل هذه المعلومات كما ترى.

ولكن هنا تتعقد الأمور قليلاً، عندما تدخل أجندة سياسية ما على الخط: ففي نهاية عام 2004 حصل زُكربرغ على نصف مليون دولار من المستثمر بيتر تيل Peter Thiel، وهو محسوب على المحافظين الجدد، ويعتبر أحد رموزهم.

وأيضاً لا مشكلة! فمن حق المرء أن يستثمر ماله كما يشاء، أليس كذلك؟ وربما يكون الأمر صدفة عابرة ... ولكن لا! ففي أيار/ مايو 2005 حصل موقع فايس بوك على 12،8 مليون دولار من شركة أكسل Accel Partners، وقد كانت تلك اللحظة المفصلية التي تم فيها الانفتاح الواسع على طلبة الثانوي، وعلى الطلاب والشباب في كثير من البلدان الأخرى خارج الولايات المتحدة.

والمشكلة هنا أن مدير شركة أكسل هو جيمس براير، الرئيس السابق لشركة NVAC التي كان يشاركه في مجلس إدارتها غيلمان لوي، الذي كان يرأس شركة In-Q-Tel، وهي شركة سجلتها رسمياً وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA عام 1999 من أجل تبني وتطوير تكنولوجيات حصد المعلومات.

كما أن جيمس براير، مدير الشركة الممولة لموقع فايس بوك، خدم أيضاً في مجلس إدارة شركة BBN لتطوير تكنولوجيا الإنترنت، إلى جانب د. أنيتا جونز، وإلى جانب غيلمان لوي الذي سبق ذكره أعلاه. والمهم هنا أن د. أنيتا جونز خدمت أيضاً في مجلس إدارة شركة In-Q-Tel، ولكنها قبل ذلك كانت مستشارة لوزير الدفاع الأمريكي، ورئيسة "وكالة مشاريع الأبحاث المتقدمة" في وزارة الدفاع الأمريكية. وقد اشتهرت "وكالة مشاريع الأبحاث المتقدمة" عام 2002 عندما كشفت النيويورك تايمز وجود مكتب يرتبط بها هو Information Awareness Office يهدف لجمع أكبر قدر من المعلومات عن كل وأي إنسان، ووضع تلك المعلومات في مكان مركزي واحد ليتم الوصول إليها واستخدامها بسرعة عند الضرورة من قبل حكومة الولايات المتحدة الأمريكية. وتضم هذه المعلومات كل شيء يمكن الوصول إليه عن الشخص، من استخدامه للإنترنت، إلى فواتير هاتفه وكهربائه ومائه، إلى سجلاته الطبية والمدرسية والأكاديمية، إلى سجلات ضريبة دخله وحساباته المصرفية وقروضه وبطاقات ائتمانه، إلى مشترياته عبر النت وبطاقات سفره، الخ ...

ويوثق أحد المواقع على الإنترنت مثالاً على إحدى التقنيات التي أنتجها المكتب المذكور لتصنيف وتحليل السلوك الاجتماعي آلياً، وهو ما يفعله موقع فايس بوك عملياً لينتج إحصائيات دورية لنسبة الطالبات الجامعيات اللاتي تتبنين توجهات سياسية محافظة مثلاً، أو لنسبة طلبة الجامعات الذين قرأوا كتاباً معيناً، أو أكثر الأفلام شعبيةً بين طلبة الجامعات. وهي معلومات تمكن الاستفادة منها سياسياً أو تجارياً.

ولكن موقع فايس بوك مدر للدخل أيضاً، وقد قدر دخله الأسبوعي عام 2006 بحوالي مليون ونصف المليون دولار أسبوعياً، وتحدد شروط الخدمة الخاصة به حق الشركة باستخدام كل المعلومات التي يضعها المشترك على موقع فايس بوك بالطريقة التي تراها الشركة مناسبة، كما سبق الذكر، سواء بتحليلها إحصائياً، سياسياً أو اجتماعياً، أو بمقاسمتها مع "شركات أخرى مسؤولة"، شركات تجارية مثلاً! وهو مصدر الربح الحقيقي، لأن المشتركين لا يدفعون مالاً لفايس بوك مباشرة. ويبدو أن موقع فايس بوك مربح لدرجة كبيرة، إذ رفض عرضاً بالبيع مقابل مليار دولار تقريباً عام 2006، وما زالت العروض تتقاطر على

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير