[بذرة كره]
ـ[أبو محمد إدريس]ــــــــ[09 - 09 - 09, 02:56 ص]ـ
[بذرة كره]
حدَّق بعينيْه البريئتَين، التفتَ إليَّ وكأنَّه يطلُب مني التدخُّل.
أمسك بقميصي، أرْخاه، ثم أمسك بي مرَّة ثانية.
التفت إليَّ وقال:
لماذا يا أبي؟ لماذا .. لماذا يصبُّون النَّار على أجساد الأطفال؟
هل هكذا يعاقب الأطفال إذا ما شاغبوا في أمر؟!
سكتُّ طويلاً وغصَّة الضعف في حلقي ... حرقة الدمع في عيني:
لا، يا ولدي الحبيب، هؤلاء ليسوا أطْفالاً؛ بل أسطورة وُلِدت في عصْر الظلم والجبروت.
جيل رضع عزيمةً لا يقهرُها حاقد، جيل حمل السِّلاح من المهْد إلى اللحد.
بل صدقتَ يا ولدي، إنَّهم أطفال، لكن لا كالأطفال.
إنَّهم جبال، يلعبون كما تلعب.
عِوَض ألعابِك البلاستيكيَّة من صنع "الصين" صنعوا لأنفُسهم مقالع من جلدٍ من صنع فلسطين.
- ومَن عدوُّهم يا أبي؟
عدوهم عدوُّك.
- قُل لي مَن يا أبي حتَّى أنتقم منهم؟ قل لي مَن هم حتَّى أرميهم بالحجارة؟
سأصفِهُم لك وصفًا يدلُّك عليهم، ولو كانوا بين خلائِق الله مُذْ خلق سيِّدَنا آدم:
- هم قومٌ أنانيُّون عنصريُّون؛ قال الله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} [المائدة: 18]، ويعتبرون غيْرَهم من النَّاس مسخَّرين لخدمتِهم، ولا يرَوْنَ بأسًا في إيذاء غيْرِهم وخداعِهم، بل وقتلهم.
- هم قوم ينقُضون العهود والمواثيق؛ وفي ذلك يقول الحقُّ - تبارك وتعالى -: {أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} [البقرة: 100]، ويقول تبارك اسمه: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ} [المائدة: 13].
- هم قومٌ يكرهونك أشدَّ الكُرْه؛ يقول تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} [المائدة: 84].
- هم قوم أجبن من الفُويسقة، فنفوسُهم مسكونة بالخوْف والهلع، ولا يَجرؤون إلا على قتال الضُّعفاء، ولا يقاتلون إلاَّ من خلف أشياء تَقيهم بأس الآخرين؛ وفي ذلك يقول تعالى: {لاَ يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلاَّ فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ} [الحشر: 14].
- هم أهلٌ للأباطيل وللكذِب، وسمَّاعون له، وسادة في تَزْييف الحقائق وتَحريفها، وحتَّى وحي الله لم يسلم من تزْيِيفهم وتحريفهم، والتَّوراة التي بين أيديهم شاهدٌ على ذلك؛ وفى ذلك يقولُ الحقُّ - تبارك وتعالى -: {وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ} [المائدة: 41]، ويقول - سبحانه وتعالى -: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ} [المائدة: 13].
- هم قومٌ تطاولوا على خالقِهم، فكيْف يسلم منهم المخلوق؟!
{وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ} [المائدة: 14]، وقولهم عن الله - تعالى - بأنَّه فقير؛ فيقول سبحانه: {لَقَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} [آل عمران: 181].
- هم أهل فسادٍ وفسق فاحذَرْ منهم؛ وفي هذا الشَّأْن يقول تعالى: {وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [المائدة: 64].
بعد هذه الصِّفات لن تضلَّ بعدها أبدًا، فنادرًا ما تَجتمع هذه الصفات في قومٍ غير اليهود.
- أبي، سأنتقِم منهم حين أكبر - إن شاء الله.
وكيف يا ولدي؟
سأتعلَّم لأصنع السِّلاح وأُعْطِيه لهؤلاء الأطفال، وسأُحارب معهم لنقضيَ على عدوِّهم وعدوِّي.
سبحان الله! - قلت في نفسي - روح بريئة وضعت يدَها على الدَّاء، فأخرجتْ إليه الدواء.
وما دواء سرطان اليهود إلا أعمالنا؛ لأنَّنا قوم نحارب أعداءنا بأعمالنا.
والصَّلاة والسَّلام على حبيبنا محمَّدٍ، وعلى آله وصحبه.
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[09 - 09 - 09, 03:17 ص]ـ
كلام جميل جدا
جزاك الله خيرا
ـ[القطري]ــــــــ[09 - 09 - 09, 04:31 ص]ـ
جزاك الله خيرا
واعان الله اخواننا في فلسطين