تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إنهم فلذات كبدها .. وعصارة قلبها .. الذين لما فارقوها .. كأن قلبها أخرج من صدرها .. طالما ركضوا إليها .. وارتموا بين يديها .. وضمتهم إلى صدرها .. وألبستهم ثيابهم بيدها .. ومسحت دموعهم بأصابعها، ثم هاهم يُنتزعون من بين يديها .. ويُقتلون أمام ناظريها ..

وتركوها وحيدة وتولوا عنها .. و عن قريب ستكون معهم، كانت تستطيع أن تحول بينهم وبين هذا العذاب .. بكلمة كفر تسمعها لفرعون .. لكنها علمت أن ما عند الله خير وأبقى.

ثم .. لمّا لم يبق إلا هي .. أقبلوا إليها كالكلاب الضارية .. ودفعوها إلى القدر .. فلما حملوها ليقذفوها في الزيت .. نظرت إلى عظام أولادها .. فتذكرت اجتماعها معهم في الحياة .. فالتفتت إلى فرعون وقالت: لي إليك حاجة

فصاح بها وقال: ما حاجتك؟

فقالت: أن تجمع عظامي وعظام أولادي فتدفنها في قبر واحد

ثم أغمضت عينيها .. وألقيت في القدر .... واحترق جسدها .. وطفت عظامها

لله درّها ..

ما أعظم ثباتها .. وأكثر ثوابها ..

ولقد رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليلة الإسراء شيئاً من نعيمها .. فحدّث به أصحابه وقال لهم فيما رواه البيهقي: لما أسري بي مرت بي رائحة طيبة، قلت: ما هذه الرائحة؟ فقيل لي: هذه ماشطة بنت فرعون وأولادُها

الله أكبر

تعبت قليلاً .. لكنها استراحت كثيراً ..

مضت هذه المرأة المؤمنة إلى خالقها .. وجاورت ربها

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأته ريحاً، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها

وروى مسلم أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: من دخل الجنة ينعم لا يبؤس، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه. وله في الجنة ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر .. ومن دخل إلى الجنة نسي عذاب الدنيا

ولكن لن يصل أحد إلى الجنة إلا بمقاومة شهواته .. فلقد حفت الجنة بالمكاره .. وحفت النار بالشهوات .. فاتباع الشهوات في اللباس .. والطعام .. والشراب .. والأسواق .. طريق إلى النار .... قال صلى الله عليه وآله وسلم كما في الصحيحين: حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات

فاتعبي اليوم وتصبَّري .. لترتاحي غداً

فإنه يقال لأهل الجنة يوم القيامة: سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ

أما أهل النار فيقال لهم: اَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ

صدق الله العلي العظيم

ـ[أم صفية وفريدة]ــــــــ[09 - 09 - 09, 08:53 م]ـ

لم أكن أعلم أن لفرعون ابنة؟!

وقال لهم فيما رواه البيهقي: لما أسري بي مرت بي رائحة طيبة، قلت: ما هذه الرائحة؟ فقيل لي: هذه ماشطة بنت فرعون وأولادُها

الرواية منكرة.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير