رِسَالَةُ عِتَابٍ مِنْ ((تَكْبِيرَةِ الإحْرَام))!
ـ[مهنَّد المعتبي]ــــــــ[19 - 09 - 07, 01:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ وحدَه، والصلاةُ والسلامُ على مَن لا نبيَ بعدَه.
حبيبي طالبَ العلمِ:
لطالما ادّعيت حُبِّي، لكنَّ أمارات الحبِّ غائبة ..
لطالما حدَّثْتَ العُشَّاقَ عني، وذكَّرْتَهم بأني مَنْ أستحقُّ أنْ يُهجرَ له لذيذُ الكَرَى،
فهَلْ أضحى كلامُك زوراً يا تُرى؟
أو نوعاً من الفِرَى؟!
حدِّثني: ماذا جرى؟
أنسيتَ ((عند الصباحِ يحمدُ القومُ السُّرى))؟!
قد قصَّرتَ في إكرامي على مدارِ العام، أماّ وقد حلَّ رمضانُ ضيفاً عليك، فقمتَ لإكرامه، متمثلاً قول القائل:
أُضاحكُ ضيفي قبل إنْزالِ رحلهِ ... ويُخصب عندي المَحَلُّ جديبُ.
فها أنا أجددُ عهدَ الزيارةِ، وهل حقُّ الضيفِ إلا الإكرام والقِرى؟!
أيا طالب العلم: أنسيتَني؟
إنني ((تكبيرةُ الإحرام))!
أتذكرُ ولوعَك بي حينما كنتَ قريبَ عهدٍ باستقامةٍ وطلب؟
وماهي إلاّ شهورٌ حتى ابتُليتَ بالكَسِل واللَّعب!
محتجاً بأن الطلبَ أفضلُ النوافلِ؛ فلا تأتي إلاّ مع الإقامة ..
وتروي لنا أخباراً عن أئمة الهدى ظننتَ أنك لها فهّامة!
فأضعتَ أجراً وافراً، ولم تُقمِ الصلاةَ حقَّ الإقامة.
أين الغيرةُ عليَّ يا ذا الغيرة؟!
أعلمُ أنَّك تجاهد نفسك لتُعانِقَني كلَّ يومٍ خمسَ مرات، فتنشط للأُولى، وتتأخر في الثانية، وتنام في الثالثة، أما الرابعة والخامسة فلا تميّزَ لك عندي؛ فإنني أرى أكثرَ المسلمين!
هلاَّ عقدتَ العزمَ، وأنت الآن مفعمُ القلب بالحرصِ والإيمان، أن تجاهدَ نفسَك على النهوضِ قبيلَ أو بعيدَ الأذان، ليسافر رمضانُ وقد تعوّدت البرَّ والإحسان؟
فهذا هو الظنُّ بك؛ لأنك طالبُ علمٍ، وعضوٌ أو متصفحٌ لملتقى (أهل الحديث) ..
فقبيحٌ بك الحرصَ على المُلحِ والفوائد، وتضيِّع محمودَ العوائد!
أَعْلمُ أن نقدي لك شديدٌ؛ لكنك طالبُ علمٍ تقبل الشديدَ لتستفيد!
أراك على خير.
التوقيع: ((تكبيرةُ الإحرام)).
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[19 - 09 - 07, 02:04 ص]ـ
جميلة جداً جزاك الله خير.
والله إننا مقصرين
ـ[مهنَّد المعتبي]ــــــــ[19 - 09 - 07, 10:13 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضلَ أبا محمدٍ ..
وليت الأمرَ متوقفٌ على التقصير .. بل تجاوز أمرُنا إلى التفريط ـ والله المستعان ـ!
اللهم يا عفو يا كريم تجاوز عنا!
***********************************************
قال أبو طالب المكيُّ في (قوت القلوب):
(ومثل رابع في تفاوت المؤمنين في حقيقة الكمال ودخولهم في الاسم والمعنى مثل صلاة رباعية أقيمت فجاء رجل فأدرك تكبيرة الإحرام ثم جاء آخر فأدرك الركوع ثم جاء آخر فأدرك الركعة الثانية ثم جاء ثالث فأدرك الركعة الثالثة ثم جاء رجل رابع فأدرك الركعة الآخرة فكلهم قد صلوا وأدركوا الصلاة في جماعة ونال فضلها لقوله صلى الله عليه وسلم: من أدرك من الصلاة ركعة فقد أدرك الصلاة، ولكن ليس من أدرك الركعة الأولى في كمال الصلاة وإدراك حقيقتها كمن أدرك الثالثة والرابعة ولا يكون أيضاً من أدرك التكبيرة للإحرام في الفضل كمن لم يدرك شيئاً من القيام وهما مدركان معاً فكذلك المؤمنون في كمال الإيمان وحقائقه لا يستوون وإن استووا في الاسم والمعنى وكذلك في تفاوتهم في الآخرة).
وقال زروق في (النصيحة الكافية):
(ومن أوامره تعالى الصلاة: ومن آفاتها تأخيرها لغير عذر ومزاحمة الوقت بها لغير ضرورة وترك الجماعة، والتهاون حتى تفوت ركعة أو تكبيرة الإحرام ... )
ـ[مجاهد الحسين]ــــــــ[20 - 09 - 07, 10:33 ص]ـ
رابط مفيد ومناسب بالنسبة لتربية الأولاد، وتعويدهم.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=85237&highlight=%C7%E1%CD%D1%D5+%DA%E1%EC+%CA%DF%C8%ED%D 1%C9
ـ[مهنَّد المعتبي]ــــــــ[30 - 10 - 07, 07:05 م]ـ
هنا: بكاءُ الشيخِ العلاَّمة / عبد الرحمن البرَّاك؛ لفواتِ صلاة الجماعة بسبب زحام السيارات! ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=84985)
أولئك آبائي فجئني بمثلهم ......................................... !
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[30 - 10 - 07, 08:19 م]ـ
الكريمَ مهنداً المعتبيَّ ...
أبارك لك طرحك، و ليتَ الشأن مقتصراً على ذات التكبيرة، و إنما الشأن في تحقيق مقصد ذلك، فربما أدركَ البعضُ التكبيرةَ و من لم يُدركها أفضل حالٍ منه للتباين في اختلافهم في تحقيق مراد الصلاة، لك الشكر و التحية ...
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[30 - 10 - 07, 08:27 م]ـ
الكريمَ مهنداً المعتبيَّ ...
أبارك لك طرحك، و ليتَ الشأن مقتصراً على ذات التكبيرة، و إنما الشأن في تحقيق مقصد ذلك، فربما أدركَ البعضُ التكبيرةَ و من لم يُدركها أفضل حالٍ منه للتباين في اختلافهم في تحقيق مراد الصلاة، لك الشكر و التحية ...
لقد أجاد وأفاد أخونا المهند، ولكنك أجدت وزيادة.
لقد خرّج البخاري في " أفعال العباد " عن شداد بن أوس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: [إن أول ما يرفع من الناس الخشوع].
يقول حذيفة - رضي الله عنه - (أول ما تفقدون من دينكم الخشوع، وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة، ورب مصل لا خير فيه، ويوشك أن تدخل المسجد فلا ترى فيهم خاشعا).
¥