تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[القدس عاصمة الثقافة ... وأكاذيب اليهود]

ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[12 - 09 - 09, 02:05 ص]ـ

[القدس عاصمة الثقافة ... وأكاذيب اليهود]

بقلم الباحث الفلسطيني الكبير الشيخ عيسى القدومي حفظه الله تعالى

الحلقة الثانية عشرة (الأخيرة)

مازال اليهود يشعرون في قرارة نفوسهم بعقدة النقص، فالجوع لدى اليهود في إثبات علاقتهم بفلسطين، وشعورهم بأنهم غرباء، دفعهم لإيجاد تاريخ وثقافة وحضارة لهم على أرض فلسطين وحولها، وادعاء ذلك التاريخ والتراث للأجيال اليهودية القادمة!!

بين فترة وأخرى يزعم اليهود أن هذا المسجد وهذا القبر وهذه الأرض وهذا البيت مقدس عند اليهود، وجزء من عقيدتهم، ويوجهون أتباعهم لممارسة طقوسهم عند هذا المقدس الجديد المكتشف حديثا من دون تاريخ، ولا إثبات، ولا عقيدة، ويبدأ مسلسل المصادرة والاستيلاء والترميم وتوسيع الشوارع وهدم المنازل المجاورة، وممارسة الإرهاب والتشريد، وتثبيت اللوحات الإرشادية باللغة العبرية ليصبح وكأن هذا الموقع له تاريخ عريق!!

فقد تم تغيير الكثير من معالم في القدس، ولم تسلم من ذلك حتى قبور المسلمين، وكتبوا عليها كتابات عبرية فبعضها زعموا انه ضريح " شمشوم الجبار"، وآخر قبر "الصديق دان بن يعقوب"، وقبر النبي "الياهو" حسب زعمهم، وذلك بقصد محو الآثار التاريخية للمسلمين في ارض فلسطين.

فالسطو على التراث الفلسطيني هو جزء من السطو على أرض فلسطين، التاريخ يسرق ويتم الاستحواذ عليه قطعة قطعة، حجراً حجراً، زاعمون أن لهم تاريخ عريق!! لكونهم بلا تاريخ، يريدون أن يصنعوا تاريخاً وراء الزجاج في متاحفهم، تأكيداً لسطوتهم، وقدرتهم على حبس تاريخ لم يكن لهم شرف الإسهام في صنعه وإبداعه، تاريخ سطرته قصص أنبياء الله تعالى الذين جاءوا بدعوة التوحيد، وأكمله الفتح الإسلامي، ومدافعة المسلمين على مر السنين لكل غاصب لأرض فلسطين ... وسنختم حلقاتنا في الرد على أكاذيب اليهود بزعمهم:

أن لليهود تراث عريق في القدس وفلسطين؟!!

ونقول:

وبعد أن ادعوا المقدسات في القدس وأرض فلسطين، وأنها يهودية التاريخ وأن المسلمين دخلاء على تلك الأرض وتلك المقدسات، انتقلوا لمرحلة أخرى وهي الادعاء بالتراث اليهودي الأصيل في القدس وأرض فلسطين، وبالكشف عنه تجده تراث عربي إسلامي يسوق للعالم على أنه يهودي الماضي والحاضر، وأوهموا العالم بأنهم أصحاب حضارة وتراث لا ينافس، وإذا نظرت له وجدته تراث عربي مسلوب كما سلبوا الأرض والمقدسات.

فكتبهم عن التراث تصف اللباس اليهودي الأصيل وإذا به الدماية - الدشداشة - الفلسطينية، والثوب النسائي المطرز سلبوه ليلبسوه مضيفات شركة العال اليهودية للطيران، وإذا بالأكلات اليهودية هي الأكلات الفلسطينية الشعبية نفسها؛ وزيارة معرض واحد من معارض اليهود والتي تقام في الدول الغربية، يعقد اللسان عن الكلام كما وصفه أحد الصحفيين العرب والذي تزامن وجوده مع إقامة معرض هناك ويقول بإن ركنا من أركان المعرض يجعلك تقف مذهولاً من وقاحة وكذب اليهود، فزاوية المأكولات اليهودية تقدم"الفلافل" للزوار على أنها أكلة يهودية عريقة ومأكولات أخرى كالبنة والزيتون والزعتر والسلطات ... والملابس المعروضة هي ملابس فلسطينية أصيلة، وكأنك في معرض للتراث الفلسطيني، والغريب أن تتناقل وسائل الإعلام الغربية ذلك التراث على أنه تراث يهودي عريق!!!

سابقاً قال ثيودور هرتزل في كتابه الدولة اليهودية (1): " علينا أن نمتلك الوطن اليهودي الجديد، مستخدمين كل ذريعة حديثة وبأسلوب لم يعرفه التاريخ حتى الآن ... وبإمكانات نجاح لم يحدث مثلها من قبل (2) ".

ويعده صرحت "غولدا مائير – رئيسة وزراء للكيان اليهودي - بأنه:" ليس هناك من شعب فلسطيني .. وليس الأمر كما لو أننا جئنا لنطردهم من ديارهم، والاستيلاء على بلادهم. إنهم لا وجود لهم " (3).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير