تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

نعودُ إلى الرسمِ المشَخَّص ساعةً نُجدِّدُ من ذكرى المجالسِ ما غبَر

وأنتَ بها كالبدرِ جلَّلَه السنا وكالروضِ غِبَّ الغيثِ كَلَّلَهُ الزَّهَر

فطوْراً معَ التنزيل تتلو حروفه وطوْراً معَ الشيخ البُوصيريِّ في السيَر

فتلكَ على الأيامِ نُزْهَتُنا وما قَنَصْناهُ من ذاكَ الزمانِ الذي دَبَر

وما كانَ عنْ لُقْياكُمُ بمعوِّضٍ ولكنْ على البُعدِ التَّسَلِّي بما ندَر

وما قُرئ القرآن إلا ذكَرْتُكم وأبحرتُ في تلك الشمائل والفِكَر

وخُيِّل لي القرآنُ يمشي مجسَّداً على قَدَمٍ والآيُ تخطرُ والسوَر

وأسفارُكَ اللائي حفظتَ متونَها كأنك في المرآة تبصرُ ما استطر

وما حملتْ أُنثى بمثلكَ يافعاً تَضَلَّعَ في علمِ الروايات في الصغَر

إذا مَرَحَتْ أقلامهُ في "سما" سما يُحَلِّقُ في الإِرْدافِ أو يَرقُمُ السَّطَر

فحدِّثْ عن البحرِ الخِضَمِّ وموجِهِ ولكنَّ مَن يُحْصيهِ يغلبُهُ البَهَر

وكمْ حمَلَ "الحامولُ" من فيضِ حفظِكمْ فأخصبَ فيهِ ذلكَ العلمُ وازدَهَر

وأنتَ لدى الشيخِ "الموذنِ" قائمٌ بخدمَتِه والشيخُ في الحينِ قدْ أَضَرّ

فسارعتَ في مرضاتِه وصحِبْتَه سنينَ على الإقراءِ تمضي لِما أَمَر

زماناً وما شارطْتَ إلا بإذنِهِ وتلكَ دروسُ البرِّ إنْ كان مَن يَبَرّ

وكمْ لكَ في باب التواضُعِ من حُلىً كرائمَ لا تَقْوى على مثلِها المِرَر

تفردتَ منها بالذي ليس فوقَهُ لذي طَمَعٍ من غايةٍ أو لذي غَرَر

وما لعطاء الله حدٌّ يحُدُّهُ حسابٌ فيُحصى أو قياس فيُعتَبَر

* * * *

أُقدِّمُ رجلاً في العزاءِ وأنثني بأخرى وتعروني المهابةُ والزوَر

ولكنني أُدلي بدلوي محاولا ومثلُك مَن أغضى ومثلُك مَن عذَر

عليَّ لكَ الفضلُ الذي ليس ينتهي ومني لك البِرُّ الذي ما به كدَر

وإنيَ ما أطنبتُ فيكَ مُقَصِّرٌ فحقُّكَ لا يُقْضى بطولٍ ولا قِصَر

أتيتُك بعد الموت شيخيَ راثياً قضاءً لبعض الديْن في ذمتي وقَر

وعندي وفاءٌ منذ ستين حِجة أُدِلُّ به كالوِرْد ما نالني ضجَر

وأبقى بعون الله ما عشتُ حافظا لعهدي بهذا البيت بَرّاً كما أمَر

بَنيْتَ لِبيْتِ "الفائزين" مودَّةً وذكراً جميلاً في النفوسِ قدِ استَقَرّ

وكُنَّا نُرجِّي من بَنيكَ خلائفاً لهم من كتابِ الله والدينِ ما وفَر

فما خَيَّبَ الموْلى لديْهم رجاءَنا وفي الصهْرِ والأحفادِ خيرٌ لَكَ استَمرّ

كذلك يَزكُو الغرسُ والعودُ طيِّبٌ وتأْتي الجِنانُ الفيحُ بالفيْءِ والثَّمَر

وحُقَّ لأُفقٍ كانَ مأواكَ ناشئا ومثواكَ من بعدِ الممات ومستَقَر

بأن يُنزلَ الرحمنُ فيه سكينة ويغشاهُ من فيضِ الكرامات بالذُّخَر

عليكَ سلامُ الله حيّاً وميِّتاً وبوِّئْتَ وعدَ الحقِّ في آخر "الزُّمر"

ومسْكنُكَ الفردوسِ فيما نخالُهُ جديرٌ بأن تُهدى إليكَ به البِشَر

فبشراكَ بالريحانِ والرَّوْحِ خالداً معَ العِلْيَةِ القُرّاءِ في خيرِ مُسْتَقَر

وبُلِّغتَ في الأنجالِ ما كنتَ ترتجي وأهلِك والغرسِ الذي منهم انحدر < o:p>

وصانَكَ في أُمّ البنين وما انضوى إليكَ من الأصهارِ من سائر الأُسَر

ولا زال هذا البيت بيتُك سيدي محمد بأعداد مَن صلى ومنْ جحَّ واعتمَر

< v:shapetype id=_x0000_t75 stroked="f" filled="f" path="m@4@5l@4@11@9@11@9@5xe" o:preferrelative="t" o:spt="75" coordsize="21600,21600">

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير