تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[إكسير الزوجية (قصة رائعة)]

ـ[افتخار أحمد]ــــــــ[17 - 09 - 09, 09:21 ص]ـ

قد أرسل لي أحد الإخوة هذه القصة عبر البريد الإلكتروني. ولأن فيه عظة وعبرة أحببت أن أشارك الإخوة فيها.

(بسم الله الرحمن الرحيم)

(إكسير الزوجية *)

حدثني رجلٌ فاضلٌ عن قصةٍ حدث لشابٍ في إحدى القرى الصغيرة في أيام آبائنا، وهي ما سأنقلها لكم بلسان ذلك الشاب:

=====

رفعتُ يدي وصوتي بالسلام، وأنا أتجه إلى ذلك الرجل الوقور، شيخ قريتنا، والذي ألقى ظهره على سور جدار بيته مُفترشًا بساطًا صغيرًا قُبيل صلاة العصر، وقد وضع بجواره أباريق الشاي ودلال القهوة العربية مُستقبلاً ضيوفه من عامةِ الناس، كعادته كل يوم ..

فلما جلستُ بين يديه، قلتُ له بعد التحية:

ــ جئتكُ يا شيخنا طالبًا منك المشورة، فوالله إني في حالٍ سيءٍ منذ أن تزوجتُ في العام الماضي ..

تطلع الشيخُ إليَّ باسمًا، ثم قال:

ــ ولمَ يا بني؟ أراكَ بحمدِ الله في أحسنِ حال!

قلتُ وأنا أهزُّ رأسي يمنةً ويسرة، خافضًا صوتي قدر المستطاع:

ــ زوجتي يا شيخ .. زوجتي .. مجنونة!

منذ أن أدخلُ بيتي في المساء، أطلبُ شيئًا من الراحة، حتى تنفجرَ في وجهي صارخةً:

لماذا تأخرت؟

لماذا لم تحضر ما طلبته منك؟

لماذا لم تُحسِن اختيار البضائع التي جلبتها معك؟

ما الذي أتى بك باكرًا اليوم؟ ألا يكفيني رؤيتك طوال المساء؟؟

ثم تنطلقُ يا شيخ؛ فلا تُبقي في كلِ مرةٍ كلمةً شاردةً ولا واردةً في قاموسِ العذابِ، إلا وصبتها على رأسي!

وقد كنتُ أتجاوزُ عنها في البدء، غير أني لم أستطع مواصلة ذلك، فأصبحتُ كلما قالت زوجتي كلمةً، رددتُ عليها باثنتين! فتمضي الدقائقُ والساعات في جدالٍ وخصامٍ .. فعراك ..

ثم بتنا نقضي كثيرًا من الليالي؛ أشدُ في شعرها، وتمزقُ بأظافرها وجهي!!

وقد مللَّتُ يا شيخ .. وكرهتُ هذا الحال .. وأريد أن أطلق هذه المجنونة .. قبل أن أقتلها!

هزَّ الشيخُ رأسه وقال:

ــ عرفتُ يا بني سبب مشكلتك! وإني أعرفُ لك علاجًا سوف ينهي كل مآسيكَ مع زوجتك!

قلتُ للشيخِ وأنا أتعجبُ:

ــ يا شيخ .. أيُ علاجٍ ستمنحنيه، وهي من به الجنون!

أنا أرغب الآن بطلاقها .. فإن كان من علاجٍ، فهو لها يا شيخُ وليس لي!

وضع الشيخُ يدهُ على كتفي متبسمًا وقال:

ــ دعنا يا بني نمضي الآن لأداء صلاة العصر، وحينما نرجعُ سوف أخبركَ بما تفعله بإذن الله!!

====

أشار لي الشيخُ بالجلوس، فور دخولنا (مجلسه) بعد أدائنا صلاة العصر، ثم دخل إلى وسطِ بيته قبل أن يخرجَ حاملاً معه قارورةً صغيرةً محكمة الإغلاق .. ثم جلس إلى جواري وقال وهو يُشيرُ إليَّ بالاقتراب:

ــ تعال يا بني .. هذا هو العلاج الذي وعدتك به .. وأريدك في كل مرةٍ تصل فيها إلى باب بيتك، أن تقف قبل الدخول، ثم تُسمي بالله وتشرب مقدار (غطاءٍ) واحدٍ من هذه القارورة، ثم تبقيه في فمك لمدة نصف ساعة، دون أن تبلعه أو أن تمجه، إلا بعد مُضي هذا الوقت!

وأريدُ أن تواصل ذلك لمدة عشرةِ أيام .. ولن ترى بعدها زوجتك إلا كما تحبُ بإذن الله!

قلتُ وأنا أهزُّ رأسي عجبًا:

ــ حسنًا يا شيخ .. سأفعلُ ما أمرتني به .. وأسألُ اللهَ أن يجعل شفاء زوجتي من جنونها، على يد قطراتِ قارورتك التي سأشربها!!

====

وقفتُ أمام باب بيتي، قبل أن أُخرج تلك القارورة الصغيرة من جيبي لأسمي بالله مبتلعًا مقدار غطاءٍ من السائل الذي تحتويه، ولكم تعجبتُ حينما كان أقربُ ما يكون إلى الماء، فقد كان دون طعمٍ ولا لونٍ .. ولا رائحة!

دخلتُ إلى البيت وكلي حرصٌ على تنفيذ ما وصاني به الشيخ .. وصلتُ إلى المطبخ، لتنظر إليَّ زوجتي نظرتها المعتادة كلما دخلت، رافعةً حاجبها الأيسر وخافضةً لحاجبها الأيمن .. قبل أن تنطلقَ قائلةً:

ــ أخيرًا وصلت؟

هاه؟ هل أحضرت ما طلبته منك؟ أم أنني كالعادة أُتعب نفسي دون نتيجة؟

هيا .. هات ما أحضرت .. دعني أرى ..

ثم نظرت إلى عينيَّ مستغربةً من صمتي، قبل أن تهزَّ سبابتها أمام وجهها لتشير إلى فمها وهي تقول:

ــ لماذا لا ترد؟ تكلم! هل ابتلعت لسانك؟؟

ثم انطلقت في (ضجيجها المعتاد) دون توقف، لانسحبَ في صمتٍ إلى غرفةٍ صغيرةٍ مجاورة، وأنا أفكرُ في أن علاجَ الشيخِ لم يثمر شيئًا بعدُ .. في هذا اليوم!

====

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير