تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

-مثلاً-: حرص بني أُمية على أن يجنبوا الناس الحج إلى مكة خلال ثورة عبد الله بن الزبير! وأن الأحاديث التي رُويت في فضائل بيت المقدس وجدت في فترة متأخرة وفي عهد الخليفة عبد الملك بن مروان، وأن جُلَّ هذه الأحاديث هي من اختلاق محمد بن شهاب الزهري!!

ويضيف: من السذاجة بمكان القول إن بني أمية إنما أرادوا بناء مسجد في بيت المقدس عملا بالآية القرآنية «سورة الإسراء» التي تتحدث عن المسجد الأقصى، أو اقتداء بالأحاديث النبوية التي تذكر بيت المقدس.

والغريب أن هذا اليهودي بالإضافة لإثارته الكثير من الأكاذيب حول القدس والمسجد الأقصى وأرض فلسطين؛ انتقل ليقول إن الحق اليهودي يمتد إلى يثرب! أي إن الحق اليهودي يمتد إلى المدينة المنورة! الغريب أنه يدون هذا بلا أي تحفظ في موقع صاحبه عربي! وهذا غيض من فيض مما افتراه قلم هذا اليهودي الحاقد!

لماذا يشكك هذا اليهودي في مكانة المسجد الأقصى عند المسلمين؟!

لا شك أن هذا التشكيك هو في دائرة المؤامرة لهدم المسجد الأقصى المبارك، وليبني الصهاينة مكانه معبدهم المزعوم: «هيكل سليمان»! ولقطع الرابط بين فلسطين وبيت المقدس ومسجدها الأقصى المبارك.

فقد أصر اليهود على التشكيك في كل ما جاء في الكتاب والسنة حول فضائل المسجد الأقصى المبارك ليقولوا - كاذبين - بأن القدس لا مكانة لها، ولا رابط دينيا بينها وبين الإسلام! وأن المسجد الأقصى هو مسجد آخر غير مسجد القدس، هو مسجد في السماء!

فقد ساءهم تعلق المسلمين بمحبته والنظر إليه؛ فعملوا على تقويض إجماع المسلمين على قداسة مدينة القدس، وتعظيم حرمتها في الإسلام.

ونقول لكل من يشكك في مكانة المسجد الأقصى: شئتم أم أبيتم فالمسجد الأقصى هو أول قبلة للمسلمين، وثاني مسجد وضع في الأرض، وبارك الله فيه وفيما حوله، وثالث المساجد التي تشد إليها الرحال، ومسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومعراجه إلى السموات العلا، وصلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم فيه بالأنبياء إمامًا، ويضاعف فيه أجر الصلاة، وبشر النبي صلىالله عليه وسلم بفتحه.

والمسجد الأقصى محل دعوة الأنبياء إلى توحيد الله - تعالى - ورباط المجاهدين القائمين، ورغبة المجاهدين الفاتحين، ومنارة للعلم والعلماء دخله من الصحابة جمع كثير، ويرجى - والرجاء رجاء الأنبياء - لمن صلى فيه أن يخرج من خطيئته كيوم ولدته أمه، وهو مقام الطائفة المنصورة، وأرض المحشر والمنشر، وفيه يتحصن المؤمنون من الدجال ولا يدخله.

والمسجد الأقصى أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على فضله وعظيم شأنه، وأخبر بتعلق قلوب المسلمين به لدرجة تمني المسلم أن يكون له موضع صغير يطل منه على المسجد الأقصى أو يراه منه، ويكون ذلك عنده أحب إليه من الدنيا وما فيها.

وهذا ما أخبرنا به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم بقوله: «وليوشكن أن يكون للرجل مثل شطن فرسه من الأرض حيث يرى منه بيت المقدس خيرا له من الدنيا جميعًا»، أو قال: «خيرا من الدنيا وما فيها». ومن جانب آخر لا بد من الاهتمام بتراثنا وتحقيق ونشر المخطوطات في فضائل بيت المقدس والمسجد الأقصى وفلسطين، وإعادة تحقيق وطباعة ونشر المخطوطات التي عمل عليها محققون ودارسون يهود، ومستشرقون قريبون من وجهة نظر اليهود؛ وذلك للحفاظ على التراث العلمي المتعلق ببيت المقدس والمسجد الأقصى وفلسطين، وتنقية ما تم تحقيقه من قِبل كُتاب وباحثين وأكاديميين مستشرقين ويهود؛ حيث أضافوا إلى تلك التحقيقات الكثير من الأكاذيب والتشكيك.

لذا كان لزامًا على مؤسساتنا العلمية والأكاديمية العمل بكل جد على كتب التراث الإسلامي، وقطع الطريق أمام «جيش البروفيسورات» الذي يجمع ويسرق ويحقق وينشر تاريخنا وتراثنا، ونحن نقف مكتوفي الأيدي!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير