ويركز المعهد على المواضيع التي تسبغ "الهوية اليهودية" على فلسطين بشكل خاص، مستخدماً لهذه الغاية جهود المستشرقين والباحثين الإسرائيليين ومجموعات كبيرة من الوثائق التاريخية والصور الفوتوغرافية لوثائق من الأراشيف العالمية، وينظم المعهد ندوات ومؤتمرات تدور موضوعاتها حول القضايا المذكورة ولا سيما في الجوانب الدينية والأثرية.
ويقدم الحجج والذرائع التي يعتمدها الكيان اليهودي في توجهاته السياسية والإعلامية. وبهذا يزود المعهد اليهود عموماً وقيادة الاحتلال خصوصاً بالمادة البحثية التي يمكن استخدامها في تسويق المفاهيم والتصورات الصهيونية حول الأرض الموعودة، والجهود التي بذلها اليهود في سبيل ما يسمى " الانبعاث القومي على أرضهم التاريخية". فمعهد به تسفي هو جزء مكمل لأجهزة البحث الإسرائيلية في شؤون الصراع.
تشويه الحقائق والتاريخ
لا تكاد تجد بحثاً وكتاباً أو تحقيقاً وإصداراً للباحثين اليهود في الجامعة العبرية في القدس، أو من الباحثين والمؤلفين في معهد بن تسفي للدراسات إلا ويؤكد أن قدسية مدينة القدس يشوبها الكثير من الشكوك، وأن تاريخ المسلمين في الجزيرة العربية فيه الكثير من المغالطات!!.
فلم يكتف هؤلاء بسلب القدس واحتلال أرض فلسطين بالقوة والسلاح، بل ما زالت محاولات اليهود مستمرة لسلب القدس من أصحابها الشرعيين تراثاً وتاريخاً عبر كتاباتهم ودراساتهم ونشراتهم، والتي حاولوا أن يتصنعوا المنهج العلمي والسمة الموضوعية فيما يكتبون، وهم في الحقيقة ضربوا بعرض الحائط كل قواعد البحث العلمي، ليعيدوا صياغة تاريخ القدس بأسلوب خبيث أدخلوا فيه الكثير من الطعن والدس ليخلصوا في النهاية بأن القدس ليست مقدسة في الشرع الإسلامي ومنهم:
- كتّاب يهود من أمثال "إسحق حسون"– العضو في معهد الدراسات الآسيوية والأفريقية في الجامعة العبرية - في المقدمة التي وضعها في تحقيقه لكتاب " فضائل بيت المقدس " لأبي بكر الواسطي والذي قامت بطباعته الجامعة العبرية باللغة العربية، بعد أن كانت تلك المخطوطة الفريدة والنفيسة تقبع في مكتبة جامع أحمد باشا الجزار، في مدينة عكا، أصبحت الآن أسيرة في الجامعة العبرية!
وظهرت مطبوعة ومحققة عن الجامعة العبرية بالقدس على يد "إسحاق حسون"، الذي حققها ولازمه في العمل عليها الهوى اليهودي الملازم لهؤلاء الباحثين، الذي أقصاه عن الطريق الذي يسلكه العلماء في بحوثهم الرصينة.
ودس فيها: إن علماء المسلمين لم يتفقوا جميعا على أن المسجد الأقصى وهو مسجد القدس. إذ رأى بعضهم انه مسجد في السماء يقع مباشرة فوق القدس أو مكة ويستعين في هذا الصدد بأقوال كاتب فرنسي هو ديمومين!! وأن الأحاديث الخاصة بفضائل القدس قد ازدهرت في هذه الفترة وإن هذه الأحاديث تستند على أقوال أهل الكتاب، سواء ما كان منها نصاً مروياً أم أسطورة، كما أن زيارة أماكن خاصة في القدس، ابتدأت في هذه الفترة!!
وهكذا يتضح لماذا سطا الصهاينة على هذه المخطوطة العربية، فأسروها في الجامعة العبرية كما أسروا من قبلها، مدينة عكا التي ضمتها بين حناياها، أزمانًا طويلة.
- " كستر kister M.j "، وهو من العاملين في معهد الدراسات الآسيوية والأفريقية في الجامعة العبرية بالقدس المحتلة، يقول في كتاباته المنشورة: " أن هناك جدلاً بين المسلمين حول أفضلية المسجد الأقصى، وأنه كانت قبل القرن الثاني الهجري، اتجاهات لتأكيد قدسية مكة والمدينة والتقليل من قدسية القدس، وأن التحول بالنسبة إلى قداسة القدس إنما قصد منه أن لا تكون محجاً للناس مثل مكة، لأن بعض المسلمين كادوا يساوون بين المسجد الحرام في مكة والمسجد الأقصى في القدس!!
- البرفسور "أمنون كوهين" في كتابه " القدس - دراسات في تاريخ المدينة " والذي يرأس معهد بن تسفي للدراسات، جاء فيه: " أن القدس لم تكن يوماً من الأيام مدينة عربية، ولم تكن عاصمة البلاد، وبقيت مدينة جانبية، ولم تلعب في الإسلام قط دور مركز ثقافي، بسبب أن المسلمون شعروا أنها كانت في الأساس مكاناً مقدساً لليهود والنصارى!! فكانت بعيدة عن اهتمام العرب!! والذين يصفهم بالبداوة والتنقل السريع بين البراري، وأسماهم أبناء الصحراء ...
¥