تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فكتبهم عن التراث تصف اللباس اليهودي الأصيل وإذا به الدماية - الدشداشة - الفلسطينية، والثوب النسائي المطرز سلبوه ليلبسوه مضيفات شركة العال اليهودية للطيران، وإذا بالأكلات اليهودية هي الأكلات الفلسطينية الشعبية نفسها؛ وزيارة معرض واحد من معارض اليهود والتي تقام في الدول الغربية، يعقد اللسان عن الكلام كما وصفه أحد الصحفيين العرب والذي تزامن وجوده مع إقامة معرض هناك ويقول بإن ركنا من أركان المعرض يجعلك تقف مذهولاً من وقاحة وكذب اليهود، فزاوية المأكولات اليهودية تقدم"الفلافل" للزوار على أنها أكلة يهودية عريقة ومأكولات أخرى كالبنة والزيتون والزعتر والسلطات ... والملابس المعروضة هي ملابس فلسطينية أصيلة، وكأنك في معرض للتراث الفلسطيني، والغريب أن تتناقل وسائل الإعلام الغربية ذلك التراث على أنه تراث يهودي عريق!!!

سابقاً قال ثيودور هرتزل في كتابه الدولة اليهودية (1): " علينا أن نمتلك الوطن اليهودي الجديد، مستخدمين كل ذريعة حديثة وبأسلوب لم يعرفه التاريخ حتى الآن ... وبإمكانات نجاح لم يحدث مثلها من قبل (2) ".

ويعده صرحت "غولدا مائير – رئيسة وزراء للكيان اليهودي - بأنه:" ليس هناك من شعب فلسطيني .. وليس الأمر كما لو أننا جئنا لنطردهم من ديارهم، والاستيلاء على بلادهم. إنهم لا وجود لهم " (3).

ففي نظرهم وواقعهم أن شعب فلسطين وتاريخه وتراثه ليس فقط غير مرئي بل لا وجود له!! حيث كشفت صحيفة هارتس اليهودية ضمن تقرير مفصل حول الاعتداءات اليهودية على المساجد والمقابر: " أن اليهود المتدينين حولوا العديد من مقابر المسلمين إلى مزارات لليهود بعد أن كتبوا على جدرانها كتابات باللغة العبرية؛ والغريب في الأمر انه منذ حوالي 200 سنة يوجد قبر على مقربة من مدينة يافا يقال انه لشيخ فلسطيني يدعى الغرباوي ظهرت قبل فترة وجيزة على جدرانه الداخلية والخارجية كتابات باللغة العبرية تقول أن هذا هو ضريح لقديس يهودي يدعى " منتياهو بن يوحنان " الكاهن الذي قاد التمرد اليهودي ضد اليونانيين وأصبح هذا الضريح مزارا لليهود المتدينين، يقيمون الصلوات عليه، ويضيئون الشموع، ويمسحون كل أثر مسلم عليه ".

الكوفية الفلسطينية ... لم تسلم من لصوص الأرض والتاريخ!!

من الأمثلة الحية على محاولتهم طمس تراث وتاريخ أهل فلسطين حربهم على كل ما يتعلق بالتراث الفلسطيني حتى وصل إلى الكوفية الفلسطينية ذات اللونين الأبيض والأسود؛ فلم يعجب الصهاينة أن تلقى الكوفية هذا الانتشار، وأن تصبح خريطة لفلسطين المذبوحة على كل جدار؛ لذا سارعوا بصنع كوفية يهودية أنتجوها وأغرقوا بها الأسواق ... لعلها تنسي رسم الكوفية الأصيلة التي عبرت عن القضية الفلسطينية بكل تعقيداتها، وشكلت خيوطها نسيج الذاكرة، وكأنها الخارطة التي لم يتغير اسمها ورسمها مع كل الأحداث، التي بقيت صامدة أمام كل زيف الدعاية الصهيونية ومحاولة السلب والتزييف.

ومحاولاتهم لا تنتهي لسرقة التراث الفلسطيني فبعد أن سرقوا الزي الفلسطيني، والتراث الشعبي والأمثال الفلسطينية التي قالت أن أصلها يهودي!! ووزعت الأكلات الشعبية الفلسطينية علي أنها أكلات شعبية يهودية، بل إن المكسرات والزيتون والتمر الفلسطيني والعربي أصبحت توزع باعتبارها منتجا وطنيا للكيان اليهودي. فهم لا يريدون أن يتركوا لنا شيئا بممارسات واعتداءات لخصها "عاموس إيلون " بقوله: الإسرائيليون أصبحوا غير قادرين على ترديد الحجج البسيطة المصقولة وأنصاف الحقائق المتناسقة التي كان يسوقها الجيل السابق " (4).

ويقول بني موريس أحد ابرز المؤرخين اليهود، وهو باحث ومراسل ميداني وصحافي: " نحن الإسرائيليين كنا طيبين، لكننا قمنا بأفعال مشينة وبشعة كبيرة، كنا أبرياء لكننا نشرنا الكثير من الأكاذيب وإنصاف الحقائق، التي أقنعنا أنفسنا وأقنعنا العالم بها "

وقد عبَّر الشاعر اليهودي إيلي إيلون عن هذه القضية بقوله: " إن البعث التاريخي للشعب اليهودي، وأي شيء يقيمه الإسرائيليون مهما كان جميلاً، إنما يقوم على ظلم الأمة الأخرى. ولسوف يخرج شباب إسرائيلي ليحار ويموت من أجل شيء قائم أساساً على الظلم، إن هذا الشك، هذا الشك وحده، يشكل أساساً صعباً للحياة " (5).

التزوير طال كل ما هو إسلامي وعربي في بيت المقدس:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير