تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[خطبة رائعة للشيخ بن عثيمين وماذا بعد رمضان؟]

ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[25 - 09 - 09, 06:35 م]ـ

أيها المسلمون:

قد كنا نرتقب مجيء شهر رمضان فجاء شهر رمضان ثم خلفناه وراء ظهورنا وهكذا كل مستقبل للمرء يرتقبه ثم يمر به ويخلفه وراءه حتى يأتيه الموت ينزل الإنسان هذه الدنيا مرحلة؛ مرحلة ويسير فيها على عجل لأن سيره فيها إلى الآخرة لا يتقيد بساعة ولا بشهر ولا بيوم ولكنه في الساعات واللحظات والدقائق والثانويات وغير ذلك يسير إلى الآخرة نائما ويسير إلى الآخرة يقظان وما ظنكم أيها الناس ما ظنكم بمسافر هذه صفة سيره ألم يكن يقطع الشوط قريبا.

أيها المسلمون:

لقد حل بنا شهر رمضان ضيفا كريما فأودعناه ما شاء الله من الأعمال ثم فارقنا شاهدا لنا أو علينا بما أودعناه فنسأل الله تعالى أن يتقبل منا صالح الأعمال وان يتجاوز عنا سيئ الأعمال أيها الناس لقد فرح قوم بفراق شهر رمضان لأنهم تخلصوا منه تخلصوا من الصيام والعبادات التي كانت ثقيلة عليهم وفرح قوم آخرون بتمامه لأنهم تخلصوا به من الذنوب والآثام بما قاموا به فيه من الأعمال الصالحة استحقوا به وعد الله بالمغفرة والفرق بين الفرحين عظيم كما بين السماء والأرض إن علامة الفرح إن علامة الفرح بفراقه أن يعاود الإنسان المعصية بعده فيتهاون بالواجبات ويتجرأ على المحرمات وتظهر آثار ذلك في المجتمع فيقل فتقل الصلوات في المساجد وتنقص نقصا ملحوظا ومن ضيع صلاته فهو لما سواها أضيع لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر أيها الناس إن المعاصي بعد الطاعات ربما تحيط بها فلا يكون للعامل سوى التعب قال بعضهم ثواب الحسنة؛ الحسنة بعدها فمن عمل حسنة ثم أتبعها بحسنة كان ذلك علامة على قبول الحسنة الأولي كما أن من عمل حسنة ثم أتبعها بسيئة كان ذلك علامة على رد الحسنة وعدم قبولها هكذا قال بعضهم إن عمل المؤمن لا ينقضي بانقضاء مواسم العمل أن عمل المؤمن عمل دائب لا ينقضي إلا بالموت قال الله عز وجل: (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) (الحجر:99) فلئن انقضى شهر الصيام وهو موسم عمل فإن زمن العمل لم ينقطع ولئن انقضى صيام رمضان فإن الصيام لا يزال مشروعا ولله الحمد.

أيها المسلمون:

هذه طرق الخير وهي كثيرة فأين السالكون وإن أبوابها لمفتوحة فأين الداخلون وإن الحق لواضح لا يزيغ عنه إلا الهالكون فخذوا عباد الله من كل طاعة بنصيب فقد قال الله عز وجل:) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) وأعلموا أنكم مفتقرون لعبادة الله في كل وقت وحين ليست العبادة في رمضان فقط لأنكم تعبدون الله وهو حي لا يموت وليست العبادة في وقت محدد من أعماركم لأنكم في حاجة للعبادة على الدوام وسيأتي اليوم الذي يتمني الواحد زيادة ركعة أو تسبيحه في حسناته ويتمني نقص سيئة أو خطيئة في سيئاته.

اللهم إنا نسألك يا ربنا يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام نسألك اللهم أن توفقنا لاغتنام الأوقات وعمارتها بالأعمال الصالحات اللهم ارزقنا اجتناب الخطايا والسيئات وطهرنا منها بالتوبة إليك والاستغفار يا رب العالمين إنك كريم واسع الهبات اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

من شريط

أنواع العبادات بعد رمضان - صيام ستة من شوال

محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

بتصرف

ـ[محبة لطيبه]ــــــــ[26 - 09 - 09, 01:59 ص]ـ

جزاك الله خيراً وبالفعل خطبة رائعة

ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[01 - 10 - 09, 03:19 ص]ـ

وإياك أخيتي ورحم الله شيخنا.

ـ[قلم]ــــــــ[01 - 10 - 09, 08:30 ص]ـ

جزاكم الله خيرا

ـ[سمير بن لوصيف]ــــــــ[01 - 10 - 09, 09:41 ص]ـ

بارك الله فيك

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير